63 مليار يورو منافع إقتصادية للجيل الجديد من الأقمار الاصطناعية للأرصاد الجوية
كشفت شركة إيرباص ديفنس آند سبايس النقاب في مدينة تولوز الفرنسية عن جيلين جديدين من الأقمار الصناعية المخصصة للأرصاد الجوية، تتيح الأدوات المتوافرة فيهما تعزيز مراقبة ظواهر الطقس وتحسين التنبؤات في شأنه.
وأوضح رونيه فايار، رئيس برنامج MetOp-SG Sat-B في شركة إيرباص، أن القمرين الاصطناعيين MetOp-SG إيه بي سيمكنان مهندسي الأرصاد الجوية من تحسين رصدهم من خلال توفير بيانات جديدة لهم. وأضاف أن صور أداة "آيس كلاود إيمدجس" الموضوعة على القمر الصناعي Met-Op B، ستسمح مثلا "بقياس جزيئات الجليد في السحب للمرة الأولى عالميا".
وأضاف فايار أن "الأجهزة الموجودة" في القمرين الجديدين "ستعطي معلومات عن حال الغلاف الجوي لجهة الرياح والرطوبة ودرجة الحرارة والسحب وهطول الأمطار. وكلما زادت البيانات المتوافرة، زادت دقة التوقعات، وسيؤدي ذلك إلى تعزيز القدرة على استباق العواصف والأعاصير".
من جهتها، شددت روزماري مونرو من المنظمة الأوروبية لاستغلال الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية على أن لتحسين توقعات الطقس منافع اقتصادية في حال أسهمت في تجنب تدمير البنية التحتية والمحاصيل أثناء الكوارث الطبيعية، بحسب "الفرنسية".
وقدرت قيمة هذه المنافع بـ63 مليار يورو على مدى 21 عاما، وهي المدة المتوقعة لتشغيل الجيل الثاني من أقمار MetOp الاصطناعية.
وشرحت أن "التنبؤات الأكثر كفاءة تؤدي إلى توقع أفضل للعواصف العنيفة، ويمكن تاليا الحد من الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية والمحاصيل".
وستكون للجيل الجديد من الأقمار الاصطناعية منافع في مجال الطيران أيضا بجهة إدارة حركة الرحلات.
وقالت روزماري مونرو "من المعلوم أن المناخ يتغير، ونحن بحاجة إلى مزيد من البيانات (من الأقمار الصناعية) للتكيف".
أما رئيس قسم المراقبة في المركز الوطني لبحوث الأرصاد الجوية التابعة لهيئة الأرصاد الجوية الفرنسية "ميتيو فرانس" فيليب شامبون، فأشار إلى أن "التأثير الأقوى سيكون في مجال التوقعات القصيرة المدى أي ليوم واحد أو اثنين".
وذكر بأن المراقبة من الفضاء أدت منذ سبعينيات القرن الـ20 إلى ثورة في مجال الأرصاد الجوية، ملاحظا أن المواطنين باتوا أكثر تطلبا فيما يتعلق بموثوقية التوقعات.
وأبرز أن ثمة "مجالا كبيرا للتقدم في التنبؤ بشكل أفضل بهذه الأحداث المكثفة التي تؤثر بشكل كبير على المجتمع والاقتصاد"، مؤكدا أن "لا مثيل على مستوى العالم للأدوات التي زود إياها الجيل الثاني من MetOp"، واصفا إياها بأنها "الأقمار الاصطناعية الأكثر اكتمالا حتى الآن، وهي من أعاجيب التكنولوجيا فعلا".
وحدد ديسمبر 2025 موعدا لإطلاق القمرين الاصطناعيين اللذين يزن كل منهما 4.3 أطنان من قاعدة كورو في جويانا، على أن يوضعا في مدار قطبي على ارتفاع 832 كيلومترا. وسيحل القمران محل الجيل الأول من أقمار MetOp الاصطناعية التي تعمل منذ 2002.
ولدى دخول القمرين الاصطناعيين الجديدين الخدمة، سيتفوقان من الناحية التكنولوجية على الأقمار الأمريكية التي تحتل الصدارة راهنا، إذ تتنافس أوروبا والولايات المتحدة على الريادة في هذا المجال، بحسب "إيرباص".
وقدر العمر الافتراضي للقمرين الاصطناعيين الجديدين، اللذين بنيا في تولوز وفريدريشهافن (جنوب ألمانيا)، بطلب من المنظمة الأوروبية لاستغلال أقمار الأرصاد الجوية EuMetSat، بسبعة أعوام ونصف صنة.
وسيتم استبدالها لضمان استمرارية البرنامج حتى نهاية أربعينيات القرن الـ21.
وبالإضافة إلى توقعات الطقس، سيكون قياس آثار التلوث وجودة الهواء من مهام القمرين الاصطناعيين أيضا.
وسيحمل أحد القمرين الاصطناعيين أيضا وحدة "أرجوس-4" التي تتيح تحديد مواقع نداءات الاستغاثة الصادرة من أجهزة "أرجوس" لتحديد الموقع الجغرافي البحري.