جولد بيليون : توقف الدولار عن الصعود عالمياً ينعكس على حركة الذهب
شهد سعر الأونصة العالمية تراجع محدود خلال جلسة اليوم الخميس بسبب توقف الدولار عن الهبوط بالإضافة إلى تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي التي أيدت بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
يتداول سعر أونصة الذهب العالمية حالياً عند المستوى 2030 دولار للأونصة بعد أن افتتحت جلسة اليوم عند 2035 دولار للأونصة لتسجل انخفاض اليوم بنسبة 0.2% حيث انخفض الذهب منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.5%.
وبحسب تحليل جولد بيليون فإن الذهب نجح في أن يسجل أعلى مستوى هذا الأسبوع خلال جلسة الأمس عند 2044 دولار للأونصة، ولكنه اغلق الجلسة على انخفاض عند المستوى 2035 دولار للأونصة.
توقف الدولار عن التراجع خلال جلسة اليوم بعد تصريحات من أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي أمس أكدت خلالها على ملائمة السياسة النقدية الحالية للبنك لأوضاع الاقتصاد الأمريكي، وأن أعضاء البنك يفضلون بقاء الفائدة عند مستوياتها المرتفعة الحالية لفترة أطول من الوقت.
أعضاء الفيدرالي الأمريكي لم يحددوا موعد بعينه لبدء خفض الفائدة وأشاروا أنهم في حاجة إلى المزيد من التأكيد على انخفاض معدلات التضخم بشكل مستدام وصولاً إلى مستهدف التضخم للبنك عند 2%.
وأشار أعضاء البنك إلي أن التحسن الأخير في أداء قطاع العمالة والنمو الاقتصادي يدل على مرونة الاقتصاد الأمريكي، ويعطي البنك الفيدرالي مساحة أكبر للتحرك بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
تسببت تصريحات أعضاء البنك في توقف عمليات البيع على الدولار الأمريكي ليرتفع مؤشر الدولار اليوم بنسبة 0.1% بعد يومين من التراجع بسبب عمليات بيع لجني الأرباح بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ 3 أشهر مطلع هذا الأسبوع.
أسعار الذهب ترتبط بعلاقة عكسية مع تحركات الدولار الأمريكي، وهو الأمر الذي ساعد على انخفاض الذهب اليوم بعد أن فشل في اختراق مستوى المقاومة 2040 دولار للأونصة يوم أمس بالرغم من تسجيله أعلى مستوى هذا الأسبوع.
بشكل عام تتحرك أسعار الذهب في نطاق عرضي بين 2020 – 2040 دولار للأونصة، حيث يستطيع الذهب أن يجد الدعم للبقاء فوق مستويات آمنة تحميه من الهبوط الحاد، وذلك على الرغم من توقعات الفيدرالي التي تشير إلى بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
التوترات الجيوسياسية الحالية تمنح الذهب الدعم الكافي للحفاظ على مستوياته الحالية وعدم الاستسلام للهبوط، حيث تستمر التوترات في منطقة الشرق الأوسط سواء في البحر الأحمر او الحرب على غزة بعد أن رفض الكيان الصهيوني مبادرات لوقف إطلاق النار.
هذا بالإضافة إلى استمرار المخاوف بشأن القطاع المصرفي الإقليمي في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن خفضت وكالة موديز تصنيف بنك نيويورك كوميونيتي بانكورب بسبب الضغط على عمليات التمويل والسيولة النقدية لدى البنك، وهو الأمر الذي يعيد المخاوف بشأن القطاع المصرفي الأمريكي من جديد.
اليوم يترقب المستثمرون بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية الأمريكية بعد أن جاء تقرير الوظائف الأمريكي الشهري الأسبوع الماضي أقوى من المتوقع، مما يظهر علامات على القوة المستمرة في سوق العمل.
من جهة أخرى أعلن مجلس الذهب العالمي عن استمرار خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال شهر يناير الماضي للشهر الثامن على التوالي بقيادة صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية.
يرجع هذا إلى تراجع التوقعات بخفض الفائدة في وقت قريب من قبل الفيدرالي الأمريكي، مما يدفع المستثمرين إلى سحب الاستثمارات من صناديق استثمار الذهب إلى أسواق السندات الأمريكي للاستفادة من العائد المرتفع، مقارنة مع الاستثمار في الذهب الذي لا يدر أي عائد.
انخفضت حيازات صناديق الذهب المتداولة عالمياً بمقدار 51 طناً لتصل إلى 3175 طن، وفي الوقت نفسه خسرت إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة بنسبة 2% لتصل إلى 210 مليار دولار أمريكي.
شهر يناير 2024 وحده شهد تدفقات نقدية خارجة بمقدار 2.8 مليار دولار من صناديق الاستثمار في الذهب بما يعادل 51 طن من الذهب، وبشكل عام قادت صناديق أمريكا الشمالية عمليات خروج التدفقات النقدية واستمرت الصناديق الأوروبية في تسجيل خسائر فادحة. بينما استطاعت الصناديق في آسيا جذب تدفقات نقدية بشكل معتدل.
وأوضع مجلس الذهب العالمي أنه على الرغم من انخفاض سعر الذهب، فقد ارتفع متوسط أحجام التداول عبر أسواق الذهب العالمية إلى 175 مليار دولار أمريكي في الشهر الأول من عام 2024، أي ارتفاع بنسبة 15٪ على أساس شهري.
بينما انخفض صافي صفقات شراء العقود الآجلة للذهب في بورصة كومكس إلى 471 طن اعتبارا من يناير، بانخفاض بنسبة 30% مقارنة بمستوى نهاية عام 2023 عند 677 طن.
أسعار الذهب في مصر
توقفت عمليات التسعير في سوق الذهب المحلي في ظل عدم انتظام الأسعار خلال الفترة الحالية، على أن تعود عملية التسعير مجدداً عند استقرار الأوضاع بشكل يعكس سعر مناسب للذهب، وفق جولد بيليون.
سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً يوم أمس 3650 جنيه للجرام وهو آخر سعر تم تسجيله قبل توقف عملية التسعير، وكان قد افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3630 جنيه للجرام.
أعلنت رئاسة الجمهورية يوم أمس عن حزمة حماية اجتماعية يبدأ تطبيقها بداية شهر مارس القادم بقيمة تصل إلى 180 مليار جنيه، تتضمن زيادة الحد الأدنى للأجور الحكومية 50%، وقد أدى هذا إلى انتشار شائعات أن الحكومة في طريقها إلى تعويم سعر صرف الجنيه الرسمي الذي يستقر عند 30.95 جنيه للدولار خلال اليوم الخميس.
يشهد سعر صرف الدولار في السوق الموازي اضطراب منذ بداية هذا الأسبوع، الأمر الذي أدى صعوبة في عملية التسعير والذي يعتمد على سعر صرف الدولار في السوق الموازي وسعر الأونصة العالمية والعرض والطلب المحلي.
تزايدت التوقعات والاشاعات بحدوث تعويم في سعر صرف الجنيه الرسمي بالتزامن مع المفاوضات الحالية مع صندوق النقد الدولي، والأخبار المنتشرة عن ارتفاع قيمة القرض المقدم لمصر والذي كان عند 3 مليار دولار.
ومن ضمن شروط الصندوق أن تعتمد مصر على سعر صرف مرن وهو الأمر الذي زاد من التوقعات بحدوث تعويم، وتزايدت هذه التوقعات بعد الإعلان أمس عن حزمة الحماية الاجتماعية.
هناك أيضاً أخبار عن أن البنك المركزي المصري يدرس تطبيق حزمة جديدة من القرارات التي تهدف إلى تقليل الطلب على النقد الأجنبي، وذلك من خلال تقييد عملية الاستيراد لبعض السلع، وتوجيه البنوك إلى اتجاهات استخدام الدولار.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
انخفض سعر الأونصة العالمية خلال تداولات اليوم الخميس بشكل محدود وذلك بعد أن توقف الدولار الأمريكي عن الهبوط، حيث تأثرت أسعار الذهب سلباً بتصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي يوم أمس والذين أشاروا إلى دعمهم لاستمرار سعر الفائدة الأمريكية مرتفع لفترة أطول من الوقت.
وبالنسبة للسوق المحلي للذهب فقد توقف التسعير من الصاغة من جديد خلال جلسة الأمس لتعود عملية التسعير إلى عدم الانتظام، حيث توقف تجار الذهب الخام والكسر عن تزويد الأسواق بسعر موحد للتنفيذ، الأمر الذي يدل على ضبابية المشهد الحالي في أسواق الذهب في ظل التطورات المستمرة في السوق المحلي وعدم انتظام سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
تراجع سعر الأونصة العالمية اليوم ليتداول عند المستوى 2030 دولار للأونصة بعد أن فشلت في اختراق مستوى المقاومة 2040 دولار للأونصة يوم أمس، لتستمر في التذبذب في نطاق محدود بين 2020 – 2040 دولار للأونصة.
أسعار الذهب العالمي تتحرك في حيادية خلال الفترة الحالية مع ترقب الأسواق لمنطقة المستوى 2015 التي تمثل دعم رئيسي للذهب وعند كسرها تفتح الباب لمزيد من الهبوط، بينما في حال حصول الذهب على دعم مناسب من الأحداث العالمية متوقع له اختراق المستوى 2040 واستهداف 2065 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
توقف التسعير في سوق الذهب المحلي خلال جلسة الأمس وكان آخر سعر مسجل عند 3650 جنيه للجرام عيار 21، وذلك بعد أن شهد سعر الذهب تراجع سريع بداية هذا الأسبوع وانخفض من مستويات أعلى من 4000 جنيه للجرام ليسجل أدنى مستوى هذا الأسبوع عند 3275 جنيه للجرام.
ولكن سعر الذهب استطاع الارتفاع من هذا المستوى وصول إلى 3650 جنيه للجرام قبل أن تتوقف عملية التسعير وانتظار الأسواق للتطورات المحلية وأهما تغيرات سعر الصرف في السوق الموازي، وإمكانية حدوث تعويم في سعر الصرف الرسمي.