أنباء اليوم
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 06:36 مـ 2 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
بعثة الاهلي لكرة الطائرة تصل البرازيل استعدادًا للمشاركة في بطولة العالم للأندي محافظ كفرالشيخ يعلن نتيجة القرعة العلنية لترخيص 20 سيارات أجرة وزارة الثقافة تنظم أكثر من 150 فعالية ثقافية وفنية بأنحاء الجمهورية مدبولي يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات هيئة تنمية الصعيد وزير الخارجية ينقل رسالة من رئيس الجمهورية إلى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني رئيس جامعة المنوفية يعقد إجتماعا باستاذة علاج الأورام الجود الخيرية تطلق حملة ”دفا وستر” بتوزيع 10 آلاف بطانية و2000 كرتونه غذائية بالقاهرة الكبري والوجه البحري تمهيدا لمشاركتها في معرض ” CES2025” إل جي تعرض حلول مدعمة بالذكاء الإصطناعي لتحسين الحياة اليومية لعملائها الإسماعيلي يستأنف تدريباته استعدادا لمواجهة حرس الحدود محافظ كفرالشيخ يتفقد معرض ”قادرون باختلاف” بالمجمع الثقافي بعاصمة المحافظة مجلس النواب يوافق نهائياً على اكتتاب مصر بعدد 414 سهما في زيادة رأس مال البنك الأوروبي قائد القوات البحرية يشهد تدشين القاطرة الثالثة من طراز (ASD) بترسانة الأسكندرية

د/ ضيو مطوك ديينق وول وزير الاستثمار بدولة جنوب السودان يكتب: فيلم وداعا جوليا

أثار فليم "وداعًا جوليا" للكاتب والمخرج محمد الكردفاني، وهو أول فليم سوداني يعترف بالمظالم التاريخية للجنوبيين، أثار ضجة كبيرة بمدينة جوبا، عشية دخول الحرب في السودان عامها الثاني، وهي حرب ينظر لها كثير من المحللين أنها ذات أبعاد إثنية، ربما تتطور الي حرب أهلية تقصم ظهر الدولة، وخاصة إذا لم يتم تداركها بالسرعة، ويعد هذا الفليم ثاني عمل فني توثيقي جريئ، يقوم به مثقفو شمال السودان، بعد كتاب "مذبحة الضعين" للأستاذين سليمان بلدو وعشاري محمد محمود في القرن الماضي.
رغم أن هذا الفلم تناول قضية العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين الجنوب والشمال في أواخرها، أي في نهاية آخر حكومة للسودان الموحد بعد دخول قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان الي الخرطوم، حيث كان هناك توزان في ميزان القوى علي الاقل ، الا انها تشير الي جزئية هامة وهي الظلم الاجتماعي واستعباد أبناء الجنوب.

إن السكوت أو عدم التحدث في هذه القضية الحساسة يهدد الأمن و السلام الاجتماعيين، و ربما يعكر صفوة العلاقات الثنائية بين جوبا والخرطوم في شتي المجالات، رغم أن الشعب بجنوب السودان قد تجاوز هذا الأمر باللجوء الي الشمال بعد اندلاع الحرب الاهلية في جنوب السودان، ووجد الاستقبال من أبناء الشمال، وكذلك استقبالهم لاخوانهم الشماليين الذين لجؤوا الي جنوب السودان نتجة للحرب الدائر الآن بين القوات المسلحة والدعم السريع في بلادهم منذ العام الماضي، الا هناك بعض الشوائب والرواسب لدي بعض السياسيين والمثقفين يجب أن تزال بمثل هذه الافلام والكتابات. هو أمر مهم جدا لتجاوز محطة الاحتقان التي ترويها القصص والحديث عنها بسلبياتها وهذا يساعد كثير في التعافي الاجتماعي وتقوية أواصر العلائق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبالتاكيد هو حديث ذو بعدين، المظلوم يحكي والظالم يبرر بكل شفافية وبدون تهديد.

ولذلك نتمني ان لا يحدث لأستاذنا المبدع محمد الكردفاني ما حدث للاستاذين سليمان بلدو وعشاري محمد محمود من مضايقات وتحرشات من قبل الحكومة نتجة لقيامهما بنشر كتاب عن مذبحة الضعين العام ١٩٨٧، مما جعلهما يخرجان من
السودان بلا رجعة حتي يومنا هذا.

فليم "وداعا جوليا" لم يتطرق لاختطاف الالاف من الأطفال والنساء في شمال بحر الغزال من قبل المراحيل في عهدي رئيس الورزاء الصادق المهدي "الديمقراطية الثالثة" وعمر البشير حيث يقال بإن الأعداد الكبيرة من النساء والأطفال المخطوفين ما يزالون متواجدين في السودان.
أيضا الفليم لم يتطرق إلى المجازر التي راح ضحيتها الالاف من أبناء جنوب السودان الأبرياء مثل مجازر ١٩٦٥ في بور و واو و جوبا و مجزرة بابنوسة ١٩٧٤ و الضعين ١٩٨٧ ومرة في جوبا ١٩٩٢.
ورغم الاضطهاد والمعاناة والأوجاع التي تعرض لها المواطن الجنوبي في السودان، الا أن الجنوبيين طووا الصفحة الماضية والآن يكنون كل الحب والود للسودانيين، طالما هذه المعاناة و الاضطهاد نتج عنها الحرية والاستقلال