تأملات في سورة المؤمنون

بقلم - رضا العزايزة

شعار السورة

وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)

سورة المؤمنون سورة مكية

★وهي آخر حزب المئين آياتها 118 اى اكثر من مائة آيه

★ وترتيبها في المصحف 23

★ترتيب نزولها...74

★في الجزء الثامن عشر نزلت بعد سورة الحج

★ بدأت بأسلوب توكيد ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾

من صفات المؤمنون الذين خاصهم الله بالفلاح

هم من في صلاتهم خاشعين وعن اللغو مُعرضين اي الكلام الذي لا يليق. وللزكاة هم فاعلون والفعل هنا غير الأداء للزكاة لأن فاعلون فيها بحث عن من يحتاج يقيناً من المحتاجين

ومن صفات المؤمنون أيضاً انهم يحفظون فروجهم

من يخشع في صلاته من الطبيعى أن يحفظ لسانه وفرجه ويؤدي الزكاة ..لأن الخشوع يُطهر القلوب ويجلو البصر والبصيرة ويرقق المشاعر مابين الخوف والرجاء

جاءت (إلا) اى استثناء حفظ الفرج إلا على الأزواج وما ملكت الأيمان فهنا غير ملومين فمن يريد غير ذلك فهو من العادين (اى الأعداء) لمخالفته الفطرة

ومن صفات المؤمنون أيضاً الحفاظ على الصلاة ويراعون الأمانه والعهد هؤلاء ورثة النعيم هم فيها خالدون

جاءت في السورة أيضاً مراحل خلق الإنسان

★أولاً من سلالة من طين اى ( من كل تربة وأديم الأرض)

★ثم نطفة اى ( قطرة مختلطة من مائين)

في قرار مكين اى ( اى فى رحم المرأة في مكان متزن)

★ثم بعد النطفة (علقة) اى قطعة دم جامدة متعلقه رطبة حمراء....

★ثم بعد العلقة (مضغة) اى قطعة من اللحم لا شكل لها

★ثم بعد المضغة عظاماً ولحماً

★ ثم خلق آخر فتبارك الله احسن الخالقين

ثم بعد ذلك سيموت الجميع ونُبعث يوم القيامة

رغم إتساع الكون...ما كان الله نسياً عن السبع سموات وما بينهما سبحانه عليم بما خلق

أنزل الله سبحانه وتعالى الماء من السماء بقدر وعلى حجبه ومنعه لقادر وانشأ الجنات بها النخيل والأعناب والفواكه سبحانه المُنعم الرازق

وجاء ذكر (طور سيناء) بها الشجر الذى يخرج منه الدهن وهو الزيتون ولنا عبرة في الأنعام منها نُسقى ومنها نأكل وبها منافع كثيرة وتساعد في الزراعه والحمل

جاء ذكر قصص بعض الأنبياء مثل سيدنا( نوح) مع قومه والعناد والتكبر و امر الله لنبيه أن يصنع الفُلك ويأتي من كل زوج إثنان وفار التنور واستوت السفينه بعد الطوفان ونجا و من معه...... وسحقاً للقوم الظالمين

وكثير من الأقوام كذبوا الرُسل فحق عليهم الوعيد لا ينال عهد الله الظالمين

كل الأقوام الظالمة تستنكر يوم البعث ويقولون كيف بعد أن نكون عظام و رفات ءإنا لمبعثون!!!!!

وأُرسل موسى لفرعون وملأه فاستكبروا وكانوا قوم عالين

ماهو الفرق بين الملاء والقوم؟

★الملاء... هم اشراف القوم والحاشية والمستشارون وقادتهم

★اما القوم ...فهم العامة من الناس من الرعية من جميع الطبقات والفئات

كما ورد إبن مريم وأمهُ الذى جعلهم الله آية وأواهم الله ربوة ذات قرار معين(الربوة : المكان المرتفع من الأرض ، وهو أحسن ما يكون فيه النبات

★ والقرار المعين اي الماء الظاهر الجاري)

★خلق الله جميع الخلق من أُمة واحدة و امرهم أن يأكلوا من الطيبات وأن يعملوا صالحاً

من صفات المؤمنون أيضاً يخشون ربهم ولا يشركون بالله ويسارعون في الخيرات وهم لها سابقون لا يكلف الله نفساً إلا وسعها

لكن قلوب الكافرون في غمره( اى حيرة).. وهم يوم القيامة في جهنم (يجأرون )اى يرفعوا أصواتهم بالدعاء والتضرع والإستغاثة

كانت ايات الله تُتلي عليهم فكانوا مُـعرضين ومستكبرين لا يريدون سماع الآيات ويهجرون الحديث

ماجائهم إلا ماجاء لأبائهم الأولين وهم يعرفون رسول الله الذى جاء بالحق ويعلمون أنه صادق آمين لا هو ساحر ولا مجنون لكن أكثرهم للحق كارهــون

★الرسل لا تسأل الناس اجر على الهدايه

الله سبحانه هو خير الرازقين يدعوهم إلى الصراط المستقيم

الذين لا يؤمنون بيوم القيامة على الصراط( ناكبون) اى منحرفون وجائرون ضالين الطريق وزائغي البصر من عدم الإتزان

لولا رحمه الله وكشف مابهم من ضُر لتمادوا في الفعل المزجور عنه( اي المنهى عنه) و يعمون عن الرشد متحيرين ومترددين فتح الله عليهم باب العذاب فإذا هم فيه (مُبلسون) اى يائسون متحيرون لا يدروا ماذا يفعلون كالآيس من الفرج ومن كل خير، نادم وحزين على ماسلف منه لكن حينها لا ينفع الندم

أنشأ الله السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما يشكرون

ماهو الفرق بين الإنشاء والخلق والجعل ؟

★الانشاء... أوجد الشيء لأداء وظيفة معينة اى من حال الى حال

★اما الخلق... اى الصنع للإنشاء والإيجاد

★اما الجعل...يريد به الإنشاء والإبداع

ماهى علاقة السمع والإبصار والأفئدة ؟

★هي منافذ المعلومات ووسائل الإدراك وأدوات إكتساب العلم الذي يوصل صاحبه للشكر على النعم

★و(الافئدة) هي..النفس والعقل والوعاء الذي ينشأ فيه الحب الخالص والله أعلم

(ذرائكم )...في الأرض ...اى بذركم في الارض ونشركم في جميع أقطارها مع اختلاف اللون والاشكال والصور وان الله يجمعكم كما فرقكم ويعيدكم كما بدأكم هو الذى يــُحي ويميت بأمره... يسخر الليل والنهار في تعاقب ولا يفترقان بزمان غيرهم

لكن الكافرين في ضلال بعيد يكذبوا بيوم الدين وقالوا أساطير الأولين

★لمن الارض وما فيها ؟!

★ ورب السموات السبع ورب العرش؟!

★وبيده ملكوت كل شيء؟!!

سيقولون الله ... أفلا يعقلون ( يجار ولا يجار عليه)

الله سبحانه وتعالى آتاهم بالحق لم يتخذ معه إله

ولا شريك له في المُلك سبحانه عما يصفون عالم الغيب والشهادة..

★”اللهم اني اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ان" يحضرون. (دعاء عظيم لدفع النقم)

★أمر الله نبيه بالعفو وان يدفع بالتى هى احسن

يوم القيامة لا ينفع مال ولا بنون

★ فمن ثقلت موازينه فهو من المُفلحون ..

★ومن خفت موازينه فهم الخاسرون تلفح وجهوههم النار وهم فيها (كالحون) أى كما الذي كشر وعبث وبانت اسنانه واختفت شفتاه من شدة الحزن واليأس

★يريدون ان يخرجوا من النار قائلين إنا كنا ظالمين وضالين لكن لا ينفع الندم الآن

*جائهم الجواب ان لا يعودون إلى الكلام امكثوا في النار صاغرين مـُهانين أذلاء وأن لا يعودوا للسؤال ليس لهم جواب عند الله

وكان فريق اخر يقولون ربنا اغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين فأتخذهم الكفار سخريه جزا الله المؤمنون اليوم بما صبروا إنهم هم الفائزون

عند سؤال الكافرين كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟

★قالوا يوم أو بعض يوم

★سالوا ا(لعادين) اى من يعرف عدد السنين والشهور

★كانوا يحسبون أن الله خلقهم عبث وانهم إلى الله لا يرجعون

★" فتعالى الملك الحق لا اله إلا هو رب العرش العظيم"★

سبب نزول السورة

قال عمر بن الخطاب: «كان إذا أنـزل الوحي على رسول الله ﷺ يسمع عند وجهه دويّ كدوي النحل، فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة ورفـع يديه فقال: "اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارضنا وارض عنا"، ثم قال: "لقد أنـزلت علينا عشر آيات من أقامهنَّ دخل الجنة" ثم قرأ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١﴾ إلى عشر آيات».

عن أبي هريرة «أن رسول الله ﷺ كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزل ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ فَطَأْطَأَ رأسَه».

عن أنس بن مالك قال: قال عمر بن الخطاب: «وافقتُ ربِّي عزَّ وجلَّ في أربعٍ: قلتُ: يا رسول الله لو صلَّيْنا خلفَ المقامِ، ولو ضرَبْتَ على نسائِك الحجابَ، ونزلت هذه الآيةُ: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴾

فقلتُ أنا: تباركَ اللهُ أحسنُ الخالقين فنزلت ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ و دخلت على أزواجِه فقلتُ: لتنْتَهِينَّ أو ليُبْدِلَنَّه اللهُ أزواجًا خيرًا منكنَّ فنزلتِ الآيةُ».