د.حنان بلخي: يكمن مفتاح النجاح في الوصول إلى جميع الأطفال في أفغانستان وباكستان من خلال حملات التطعيم ضد شلل الأطفال
ألقت الدكتورة حنان بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، كلمة من خلال تقنيات الاتصال عن بعد في اليوم الثالث من إجتماع الفريق الاستشاري التقني المعني باستئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، وهما آخر بلدين يتوطن فيهما فيروس شلل الأطفال وهذا الإجتماع الذي أُختتم في الدوحة مؤخراً.
حيث حثت فيها جميع أصحاب المصلحة على التعمق في مواجهة التحديات المتبقية وتحديد الحلول المثلى بتوجيه من أعضاء الفريق الاستشاري الفني.
وصرحت قائلة: "يكمن مفتاح النجاح في الوصول إلى جميع الأطفال في أفغانستان وباكستان من خلال حملات التطعيم ضد شلل الأطفال. نحن نعلم أن الفيروس عنيد ولا يرحم، حيث تؤكد الاكتشافات الأخيرة خارج المنطقة الموبوءة في كل من أفغانستان وباكستان على الحاجة الملحة للاستجابة لهذا الفيروس، لا سيما وأنه ينتشر الآن إلى حد كبير في مجموعات من السكان المهاجرين".
تم خلال الاجتماع والذي انعقد على مدى أربعة أيام اتخاذ خطوات حاسمة لوقف انتقال فيروس شلل الأطفال البري البلدين.
ويأتي ذلك رغم التحديات القائمة مثل ارتفاع حالات الكشف عن النمط الأول من فيروس شلل الأطفال البري في مياه الصرف الصحي في أفغانستان وباكستان والتحديات المستمرة الأخرى التي تشمل انعدام الأمن، والتردد في تلقي اللقاحات، والمقاطعة المجتمعية لحملات التحصين ضد شلل الأطفال، وانخفاض مستوى التحصين الروتيني بين السكان المعرضين لمخاطر عالية. وفي ظل هذه الظروف، أجرى خبراء الفريق الاستشاري التقني استعراضا متعمقا لبرامج شلل الأطفال في كلا البلدين. وأشاروا إلى ضرورة استمرار العمل العاجل والدؤوب للقضاء على شلل الأطفال طوال عام 2024.
وقرر الفريق الاستشاري التقني بعد تحليل وتقييم دقيقين أن انتقال فيروس شلل الأطفال يمكن أن يتوقف إذا وضعت توصياته موضع التنفيذ بالكامل وعلى الفور. ومن الأمور المحورية في هذه التوصيات ضرورة الوصول إلى الأطفال الذين فاتهم التطعيم وبضرورة تزويدهم بلقاحات شلل الأطفال من أجل سد فجوات المناعة الخطيرة التي تسمح بانتقال الفيروس.
وقد أوصى الفريق الاستشاري التقني أيضاً بأن تقوم أفغانستان وباكستان بتنسيق جهودهما في المناطق الحدودية المعروفة باسم ممرات الفيروس. لأنه أمر حيوي نظرا لخطر انتقال المرض وعودته للمستودعات الرئيسية مرة أخرى. وستحافظ الجهود المشتركة أيضا على نهج الفريق الواحد، الذي يدعم كافة القوى العاملة في مجال شلل الأطفال.
وأكد خبراء الفريق الاستشاري التقني مجدداً أن القيادة والمشاركة الحكومية القوية والمتسقة على جميع المستويات تعد من الركائز الضرورية للنجاح. وسيتطلب الوصول إلى القضاء على شلل الأطفال وتحسين نوعية البرامج وأدائها وتنسيقها على جميع المستويات.
وأكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة والرئيس المشارك للجنة الفرعية الإقليمية لاستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، على التزام دولة قطر الثابت بدعم الجهود الإقليمية لضمان عالم خال من شلل الأطفال للأجيال القادمة.
وأضافت سعادتها، في كلمة ألقاها بالنيابة عنها الدكتور حمد عيد الرميحي مدير حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بوزارة الصحة العامة: "إن القضاء على شلل الأطفال ليس مجرد هدف من أهداف الصحة العامة، بل إنها شهادة على تصميمنا الجماعي على حماية صحة ورفاهية كل طفل، بغض النظر عن مكانه أو وضعه الاجتماعي والاقتصادي."
من جانبه، أقر الدكتور جان مارك أوليفي، رئيس الفريق الاستشاري التقني، بأن كلا البرنامجين في أفغانستان وباكستان يتمتعان بالموارد البشرية والتقنية والمالية للقضاء على شلل الأطفال. وقد نوه إلى المبادرات التي تظهر أن البرنامجين يراعيان تماما التحديات المعقدة - وأنها تتعامل مع تلك التحديات بروح الابتكار والطاقة المتجددة. غير أنه حذر من أن التقاعس سيكون كارثيا بالنسبة لجهود القضاء على المرض حالياً، حيث صرح قائلاً: "لازال هناك خطر وشيك من أن يتوطن المرض مرة أخرى في مستودعات المرض المعهودة رغم التقدم المحرز، ولذلك يتعين على برامج مكافحة شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان أن تتفوق على الفيروس إذا أردنا النجاح".
وتشكل توصيات الفريق الاستشاري التقني خريطة طريق لتعزيز جهود استئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان وتوجيه المساعدة والتمويل الدوليين للوصول الى عالم خال من شلل الأطفال. وسيكون التعاون المستمر والالتزام الثابت والحلول المبتكرة من العوامل المحورية في إزاحة العقبات النهائية التي تحول دون استئصال شلل الأطفال.
وسيعد الفريق الاستشاري التقني تقريرا كاملا يفصل جميع استنتاجاته وتوصياته. وستجتمع المجموعة مرة أخرى في نوفمبر 2024 لاستعراض التقدم المحرز في كلا البلدين.