من أجمل الروايات اللى كتبها عميد الأدب العربي د/ طه حسين ”شجرة البؤس”
● تحكى عن شاب و شابة تزوجا عن طريق اهلهم الذين كانت تربطهم صداقه و علاقة عمل ...
●تزوجا ورغم قبح زوجته الشديد فان الزوج لم يرَ امرأة سواها و لم يعرف زوجة غيرها فلم يتذمر يوما من قبح زوجته الشديد...بل ربما لم يخطر بباله يوما انها قبيحة..هى زوجته و كفى...يحبها بشده لانها تمثل له السكن و المودة و الرحمة و التراحم فلم يفكر يوما ان كانت جميلة او قبيحة هو يحبها لانها زوجته و هذا كاف بالنسبة له...
●مرت الايام و ولدت الزوجة طفلة تشبهها فى قبحها الشديد ولكن فرحة الزوج كانت عارمة فقد رزقه الله ابنة... و قد صارت قرة عينه و شغله الشاغل..و عاش الزوج و زوجته و طفلتهما سعداء واغدق الاب ابنته فى الدلال والحب حتى لم ينقصها حبا و لارعاية...
●ثم جاء اليوم الذى وضعت فيها زوجته طفلة اخرى..و لكنها هذه المرة بارعة الجمال وللمرة الاولى يرى الزوج ما لم يراه من قبل!!!!
انارت له طفلته الجديدة عينيه فيرى للمرة الاولى كم ان زوجته شديدة القبح هى و ابنته الاولى مقارنة بطفلته الثانية و منذ تلك اللحظة بدأ يزرع بذرة البؤس فى بيته حتى تتملك شجرة البؤس بيته... فلم يعد سعيدا كما كان!!
●لم تعد زوجته الحبيبة ترضيه ولم يملك الا ان ينفر من طفلته الاولى وهو ينظر لطفلته الثانية رائعة الجمال..
تكبر شجرة البؤس و تنمو يوما بعد يوما وتنتهى القصة باستمرار بؤس تلك الاسرة عندما تحل على الزوج لعنة المقارنة بين طفلتيه فيبدا فى التفريق فى المعاملة بينهما و يتغير فى معاملته لزوجته التى لا ذنب لها سوى انها ولدت طفلة تشبهها فى قبحها و طفلة بارعة الجمال.....
●دائما نتذكر تلك الرواية كلما اطلق احدهم السؤال الخالد : ترى ما هو سر السعادة فى الدنيا؟؟
الحقيقة ان كل انسان يصنع سعادته بنفسه عندما ينظر دائما للجانب المشرق فى كل أمر فى حياته عندما يرضى بما قسمه الله له ويتعامل معه على انه افضل شيئ له...
ذلك الزوج فقد السعادة فى اللحظة التى تخلى فيها عن رضاه عما يملك..ربما كانت زوجته قبيحة لكنها صالحة . ربما له ابنة قبيحة لكنها تحبه...
لم ينظر للحظة ان الله اكرمه بطفلة ثانية جميلة وهى نعمة من الله...لقد نسى نعمة الله عليه و تعامل معها على انها اظهرت له شيئا ينقص حياته...
لقد قسم الله الارزاق للناس ولم يعطِ احدا كل شيئ... ليساعد الناس بعضهم بعضا و يكملوا بعضهم بعضا فأن كنت تبحث عن السعادة فكف عن المقارنة بين ما تملك وما لا تملك...
▪︎ كف عن إحصاء ما يملكه غيرك وليس عندك وابدا فى عد ما منحه الله لك وأرضى به فالرضا فى حد ذاته فضلا ونعمة..
●لا تزرعوا فى حياتكم بذرة البؤس