أنباء اليوم
السبت 22 نوفمبر 2025 02:27 مـ 1 جمادى آخر 1447 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
أنشطة وزارة التموين خلال أسبوع الداخلية:كشف ملابسات مقطع فيديو إستغلال أطفال في أعمال التسول بالمنوفية الداخلية:ضبط سائق ميكروباص لقيامه بالسير برعونة وتعريض حياة المواطنين للخطر وزير الإسكان ومحافظ الفيوم يتابعان الموقف التنفيذي لمشروعات ”حياة كريمة” ختام معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT 2025 دورته التاسعة والعشرين ”يونكس ميد” تحتفل بمرور 10 سنوات على تأسيسها وضخ استثمارات علي مستوي دول الخليج ومصر وزير الخارجية يلتقي مع نظيره الأسبانى على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين رئيس الوزراء يشارك في فعاليات الجلسة الافتتاحية لقمة مجموعة العشرين (G20) لعام 2025 بجوهانسبرج محافظ المنوفية : استعدادات مكثفة وتجهيزات لوجيستية بكافة القطاعات لإستقبال إنتخابات مجلس النواب المصريون بالخارج يواصلون التصويت فى المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب بعد قليل.. إجراء قرعة حج الجمعيات الأهلية لاختيار الفائزين بالتأشيرات وزارة العمل تُكثّف حملات التفتيش لمتابعة تطبيق قانون العمل الجديد

صمت العظمة: عندما يتحدث التواضع ويخفت صوت الغرور”

التكبر والغرور والتواضع مفاهيم متجذرة في النفس الإنسانية، وتتناول جوانب عميقة من الشخصية والهوية. تتفاوت هذه السمات بين الأفراد وتؤثر على طريقة تعاملهم مع الحياة والآخرين، مما يجعل مناقشتها أمرًا ضروريًا لفهم العلاقات البشرية بشكل أعمق.

التكبر والغرور:

التكبر هو حالة نفسية تترسخ في الإنسان عندما يشعر بتفوقه على الآخرين، ليس بناءً على ما يملكه من قدرات حقيقية، بل نتيجة لاعتقاده بأن ما يمتلكه يجعله أفضل من غيره. أما الغرور فهو الامتداد الطبيعي للتكبر، حيث يصبح الشخص مأسورًا بإعجاب مبالغ فيه بذاته، ويصل إلى قناعة خاطئة بأن نجاحاته ومميزاته تجعل من حوله أقل شأناً.

التكبر والغرور ينبعان غالبًا من الشعور بعدم الأمان الداخلي، حيث يسعى الشخص إلى إخفاء نقاط ضعفه من خلال التفاخر والتعالي. هذه الحالة النفسية تؤدي إلى عزلة اجتماعية، إذ يبتعد الناس عن الشخص المغرور والمتكبر، لأنه لا يظهر الاحترام أو التقدير للآخرين. والأسوأ من ذلك، أن التكبر قد يحرم الشخص من النمو الشخصي والتطور، لأنه يعتقد أنه لا يحتاج إلى النقد أو التعلم من الآخرين.

على المستوى المجتمعي، يسبب التكبر والغرور تدهورًا في العلاقات الاجتماعية، حيث يشعر المتكبرون بأنهم فوق الآخرين، ولا يترددون في إظهار احتقارهم لهم. وهذا يؤدي إلى خلق فجوات بين الأفراد، ويضعف من روح التعاون والتضامن.

التواضع:

في المقابل، التواضع هو السمة التي تجمع بين القوة الداخلية والوعي الحقيقي بالنفس. الشخص المتواضع يدرك قيمته الحقيقية، لكنه لا يسعى لتأكيد تفوقه على الآخرين. بل على العكس، هو شخص واثق بما يملك من مهارات وقدرات، لكنه في الوقت نفسه يقدر مواهب الآخرين واحترام إنجازاتهم.

التواضع لا يعني الانخفاض أو التنازل عن الحقوق، بل هو مظهر من مظاهر النضج العاطفي والروحي. الشخص المتواضع قادر على الاعتراف بأخطائه وتعلم منها، ويفهم أن الحياة تجربة مشتركة حيث يساهم الجميع في بنائها. التواضع يمكّن الإنسان من فهم قيمته وقيمة الآخرين، مما يخلق بيئة تشجع على التبادل الإيجابي للخبرات والمعرفة.

العمق الفلسفي للتواضع:

التواضع يتجاوز كونه صفة إيجابية؛ فهو أساس الفهم الحقيقي للإنسانية. عندما نتأمل في معنى الحياة، ندرك أن الإنسان جزء من نظام أكبر من نفسه، وأن كل فرد لديه دور متكامل في هذا النظام. التواضع يمنح الإنسان القدرة على التواصل مع الآخرين بروح من المساواة، وفهم أن القوة الحقيقية تأتي من التعاون، وليس من التنافس أو التفوق الظاهري.

الخلاصة:

التكبر والغرور هما انعكاسات لانعدام الثقة بالنفس والحرمان من الفهم الحقيقي للقيمة الذاتية. في حين أن التواضع يعبر عن وعي أعمق بالشخصية والقدرة على الاعتراف بالقوة والضعف في آنٍ واحد. من خلال تبني التواضع، يمكن للإنسان أن يعيش حياة متوازنة وأكثر سعادة، ويساهم في بناء مجتمع متماسك، حيث يتمتع الجميع بالاحترام والتقدير المتبادل.

التواضع هو الجسر الذي يربط بين الإنسان والآخرين، ويمنحه القدرة على فهم ذاته بشكل أفضل، وفي النهاية، تحقيق السلام الداخلي والانسجام مع العالم من حوله.