أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:40 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الرياضة: لن نتخلى عن أبناء محمد شوقي لاعب كفر الشيخ وسندعم زوجته صندوق النقد الدولي: مصر تنفذ إصلاحات جوهرية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي نبذه عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير ” محمد الشناوي” ”أصالة” تروي أولى ”حكايات الطرب” في موسم الرياض محافظ الوادى الجديد: انطلاق أول ”سباق هجن” محافظ الجيزة يقود حملة لمنع الإشغالات والتعديات للمحال والمنشأت التجارية البرلمان العربي يدين تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بضرب جمهورية العراق وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى الكونجو الديمقراطية في زيارة ثنائية الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب يكرم وزير التموين بجائزة التميز والانجاز المصرفي العربي للعام 2024 وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ البحيرة تنفيذ المبادرة الرئاسية” بداية جديدة ” خمس لاعبين يتنافسون علي أفضل لاعب بالشهر في الليجا وزير الثقافة: نحرص على الحفاظ على مقتنيات الفنان أحمد زكي وعرضها بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث قريبًا

صفحات مضيئة في تاريخ الأمة

حرب أكتوبر 1973 ليست مجرد انتصار عسكري عابر، بل هي ملحمة إنسانية متكاملة، صنعتها أجيال متتالية من الجنود المصريين وشهدت تضحيات عظيمة جسّدها رجال ونساء حملوا على أكتافهم آمال أمة بأكملها. كان هذا النصر انتصارًا للكرامة قبل أن يكون انتصارًا للحدود. استطاع الجيش المصري إعادة تشكيل وجه المنطقة وإثبات أن الإرادة الوطنية يمكنها أن تتغلب على أعقد الظروف العسكرية والسياسية.

إنجازات الجيش المصري في حرب أكتوبر:

يُعتبر عبور القوات المصرية لقناة السويس وتحطيم خط بارليف إحدى أعظم المآثر العسكرية في القرن العشرين. تمكّن الجنود المصريون من تجاوز أصعب العوائق الطبيعية والجغرافية في وقت قياسي، مستخدمين تكتيكات متطورة وأدوات بسيطة مثل خراطيم المياه لتحطيم تحصينات خط بارليف. هذه اللحظة كانت تجسيدًا للعزيمة المصرية، حيث انتصر الذكاء والإبداع على التكنولوجيا العسكرية المتفوقة للعدو.

لكن الإنجاز الحقيقي لم يكن فقط في التدمير العسكري، بل في الروح المعنوية التي أعادت بناء الثقة بالنفس لدى الشعب المصري. كان الجيش المصري، بقيادته وجنوده، قادرًا على تحدي كل التوقعات الدولية، وفرض واقع جديد على الساحة السياسية والعسكرية.

أم الشهيد: الركن الخفي خلف النصر:

وراء كل شهيد في ساحة المعركة تقف أم بطل، قدمت أغلى ما تملك من أجل وطنها. "أم الشهيد" ليست مجرد لقب، بل هي قصة صمود وجلد تحمل في طياتها أعمق معاني التضحية والحب. تظل الأم ترعى ابنها منذ ولادته، تُغذّيه بالقيم النبيلة، وتُنمّي فيه حب الوطن والانتماء. تربيه على الفخر بالأرض التي نشأ عليها، وعلى الاستعداد للدفاع عنها حتى النهاية.

أم الشهيد ليست فقط تلك التي تفقد ابنها في ميدان المعركة، بل هي رمز للألم النبيل، للقوة التي تُدرك أن فراق الأبناء هو الثمن الأغلى، لكنها تدفعه بكل فخر وإيمان. تظل عيناها مسكونة بالدموع، لكن قلبها مليء بالكرامة والفخر بما قدّمه ابنها من تضحيات في سبيل وطنه.

أم الشهيد، رغم ألم الفراق، هي التي تجدد الأمل في قلب الوطن، وتغرس بذور الصمود في نفوس الأجيال القادمة. إنها تُمثل الجانب الخفي من القوة المصرية؛ فهي ليست على الجبهة تحمل السلاح، لكنها على الجبهة النفسية والعاطفية، تحمل كل الأعباء بثبات وإيمان.

الروح المصرية الممتدة عبر التاريخ:

إذا نظرنا إلى هذا النصر في سياق أعمق، سنرى أنه امتداد لإرث طويل من الكفاح والصمود. المصريون دائمًا كانوا قادرين على الصمود في وجه التحديات، سواء كانت تلك التحديات داخلية أو خارجية. كما شهدت صفحات التاريخ، فإن المصريين دائمًا ما كانوا يلهمون العالم بقوتهم الروحية والقدرة على إعادة البناء حتى بعد أصعب الأوقات.

إن نصر أكتوبر لم يكن مجرد انتصار عسكري على العدو، بل هو انتصار على الذات، على الإحباط، وعلى الشعور بالضعف الذي ساد بعد نكسة 1967. جاء النصر ليعيد للروح المصرية ثقتها بنفسها، وليؤكد أن المصريين، على اختلاف أجيالهم وتوجهاتهم، قادرون على الوحدة عندما يتعلق الأمر بالوطن.

الختام:

في نهاية المطاف، تتجاوز قصة حرب أكتوبر حدود الزمان والمكان لتصبح قصة إنسانية، تروي حكاية الشجاعة والتضحية والإصرار. من خلال الجنود الذين قاتلوا بشجاعة إلى أمهات الشهداء اللواتي قدمن فلذات أكبادهن من أجل الوطن، تظل هذه الملحمة راسخة في الذاكرة الوطنية. هي ليست مجرد ذكرى انتصار، بل درس للأجيال القادمة حول ما يمكن تحقيقه عندما تتحد الإرادة الوطنية مع الحب العميق للوطن.