أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 05:35 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

أوتوبيس النصر للسيارات.. بكل فخر صنع في مصر

شركة النصر للسيارات
شركة النصر للسيارات

في خطوة تاريخية.. ومن أجل دعم الصناعة الوطنية.. وتعزيز قدرات مصر الإنتاجية.. عادت شركة النصر للسيارات للإنتاج من جديد، بعد توقف دام أكثر من 15 عاما.

عودة شركة النصر للسيارات قرار استراتيجي يؤكد نجاح خطة الدولة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعميق التصنيع المحلي.. كما يؤكد ان الدولة لم تفرط في قلاعها الصناعية على الإطلاق، بل تستهدف الاستغلال الأمثل للأصول المملوكة لها.

مدبولي: يوم عيد

الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، علق على عودة شركة النصر للسيارات للإنتاج مرة أخرى، قائلا: "النهاردة يوم عيد والله".

واضاف:" كان الجميع يحلم بأن تعود هذه القلعة الصناعية للحياة مرة أخرى، ولذا سعت الحكومة بكل السبل على مدار السنوات الماضية، لإعادة إحياء هذه القلعة، عبر محاولات جادة وحثيثة، لما تتمتع بها من بنية أساسية، وموقع، ومقومات، وقوة بشرية، بما يجعلها كنزاً لا ينبغي التفريط فيه".

وأكد أن الحكومة تؤمن بالشراكة مع القطاع الخاص، والتوسع فى صناعة السيارات.

وشدد على أن "وثيقة سياسة ملكية الدولة" لا تعني بيع أصول الدولة بل بالعكس تعظيم الاستفادة واستغلال أصول الدولة، معتبرا أن جانبا مهما من عمل الدولة في هذا الخصوص، يتمثل في السعي للدخول في شراكات مع قطاع خاص كفء في إدارة وتشغيل هذه الأصول، وشركة النصر للسيارات تعد مثالا حيا على ذلك.

مدبولي: نحتاج الى نصف مليون سيارة سنويا

السوق المصري الحالي يحتاج إلى نصف مليون سيارة سنويا، ومع النمو السكاني المتوقع بحلول عام 2030، سترتفع هذه الاحتياجات بشكل كبير.

وأوضح مدبولي ان إعادة تشغيل شركة النصر سوف يسهم في تلبية الطلب المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويخلق فرص عمل جديدة.

وأشار إلى أن الهدف الرئيسي هو تحقيق شراكات فاعلة مع القطاع الخاص، الذي يمتلك الخبرات والقدرة على إدارة الأصول بكفاءة لضمان استدامة المشروعات وتحقيق عوائد اقتصادية مجزية.

وفيما يخص التصنيع المحلي، أشار مدبولي إلى أن الحكومة تعمل على تعميق المكون المحلي في صناعة السيارات، نسبة المكون المحلي في الأتوبيسات الكهربائية الجديدة تصل حاليا إلى ما بين 50% و70%، مع خطط لزيادة هذه النسبة مستقبلا.

شعبة السيارات: المنافسة عالميا

رئيس الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية عمر بليغ، أكد أن إعادة إنتاج شركة "النصر" للسيارات ، له مردود إيجابي للتنافس وإيجاد حصة تسويقية تسمح لتواجد المنتج المحلي بشكل أكبر وتوفير عملة أجنبية والحفاظ على مكانة الصناعة المصرية في مجال السيارات.

وأشار، إلى أن الأساس في تسويق أي منتج هو الكفاءة والسعر، وهما عنصران إذا تواجدا بشكل مرض سيكون كافيا للدعاية وغزو الأسواق والمنافسة، إلى جانب التنوع الذي يشمل أكبر فئة على المستويين العربي والإفريقي.

وأوضح "أن استئناف إنتاج الشركة له انعكاس إيجابي لاستعادة قيمة وتاريخ الشركة لما لها من مصداقية وثقة لدى المواطن المصري".

وأعرب، عن أمله أن تزيد نسبة الإنتاج والتجميع المحليين عن المستورد، والخروج من بوتقة نسبة الإنتاج المحلي لتخطي نسبة 50 إلى 55%، خاصة مع استقطاب الشركة لكفاءات مصرية شابة وفتح قنوات جديدة وقوية للصناعات المغذية.

عهد جديد

وزير قطاع الأعمال العام أشار إلى أن احتفالنا بهذا اليوم التاريخي، يأتي ليشهد بداية عهد جديد لشركة النصر لصناعة السيارات، إحدى القلاع الصناعية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، والتي طالما كانت رمزاً للصناعة الوطنية في مصر.

ولفت إلى أن إعادة تشغيل الشركة بعد سنوات من التوقف ليست مجرد حدث صناعي، بل هي تأكيد على إرادة الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والإصرار على النهوض بالصناعة الوطنية، وبداية جديدة نحو تحقيق طموحاتنا الكبرى في مجال صناعة السيارات والمركبات.

وأضاف أن وزارة قطاع الأعمال العام تبذل المزيد من الجهود لتطوير مختلف الشركات التابعة لها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة وبرنامج عمل الحكومة، ووثيقة سياسة ملكية الدولة، موضحا أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الجهود المشتركة والمثابرة المستمرة من قبل جميع العاملين في الشركة، بالإضافة إلى دعم الدولة المستمر للقطاع الصناعي في مصر، والحرص على إعادة تأهيل وتطوير شركات قطاع الأعمال العام لتواكب التطورات العالمية.

أحدث الأتوبيسات.. 49 راكبا ويعمل بالديزل

الدكتور خالد شديد، الرئيس التنفيذي لشركة النصر لصناعة السيارات، كشف عن تفاصيل أحدث أتوبيس تم إنتاجه في مصانع الشركة بالتعاون مع شركة "يوتونج" الصينية، وهي واحدة من أكبر خمس شركات تصنيع أتوبيسات في العالم.

الأتوبيس يتميز بأنه اقتصادي جدا في استهلاك الديزل، حيث تم استخدام محرك ديزل نظرا لأن الأتوبيس مخصص للرحلات الطويلة التي تحتاج إلى كفاءة عالية في استهلاك الوقود.

نسبة المكون المحلي في الأتوبيس الجديد تبلغ حاليا 50%، مع خطط لزيادة هذه النسبة إلى 60% في العام المقبل، وتصل إلى 70% بحلول عام 2026، وذلك في إطار استراتيجية الشركة لتوطين الصناعة وزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي.

الدكتور خالد شديد أضاف أن الشركة اتفقت مع الشريك الصيني على خطة لتصدير الأتوبيسات إلى الأسواق المجاورة في النصف الثاني من العام القادم 2025، وذلك بعد الوصول إلى نسبة 60% من المكون المحلي في الإنتاج.

أول أتوبيس كهربائي.. مايو 2025

البنية التحتية للمصانع تم تحديثها بالكامل لإنتاج أتوبيسات حديثة بالشراكة مع شركة "يوتونج" الصينية، و أول أتوبيس كهربائي سيتم إنتاجه العام المقبل بهدف دعم النقل العام بالتعاون مع وزارة البيئة، ضمن خطة الشركة لتوطين صناعة النقل العام الكهربائي في مصر

كما سيتم تصدير المنتجات إلى الأسواق الإقليمية بحلول النصف الثاني من العام المقبل.

10 سيارات يوميا

الشركة تسير بقوة لتصنيع سيارات الملاكي بمعدل 10 سيارات يوميا بمجرد الانتهاء من المصنع.. الذي تم تمويله من الشركة القابضة المعدنية بنحو 20 مليون دولار.

أتوبيسات "نصر سكاي"

تسليم أول دفعة من أتوبيسات "نصر سكاي" إلى شركات وزارة النقل.. بحضور رئيس الوزراء .

وتعد هذه الحافلات من أحدث الحافلات عالميا من حيث التكنولوجيا والكفاءة، بالإضافة إلى تميزها في التصاميم المريحة والآمنة، حيث تبلغ سعة الحافلة 49 راكبا وبطول 12 مترا.

وخلال ذلك استمع رئيس الوزراء إلى شرح حول ما تقدمه شركة "مصر للسياحة" من برامج وعروض سياحية خلال الفترة الحالية، لجذب مزيد من الحركة السياحية إلى مختلف المقاصد التاريخية والسياحية المختلفة بأنحاء الجمهورية.

وعقب حضوره فعاليات الاحتفالية، قام رئيس الوزراء بجولة فى أرجاء مصنع الأتوبيسات، لتفقد ما تم من أعمال تطوير، كما تابع المراحل والعمليات الإنتاجية المختلفة وصولا إلى المنتج النهائي، مستمعا إلى شرح تفصيلي حول مراحل الإنتاج، وما يتم على المنتج من عمليات لاختبارات الجودة والكفاءة وفقا للمعايير العالمية المطبقة في هذا الشأن، وذلك خلال مراحل التصنيع المختلفة.

وتمت الإشارة إلى أن الطاقة الإنتاجية الحالية للمصنع تصل إلى 300 أتوبيس سنويا، ومن المستهدف أن تصل إلى 1500 أتوبيس سنويا بحلول عام 2027، وذلك بنسبة مكون محلي تصل إلى 50% في مرحلتها الأولى على أن تصل لاحقا إلى 60-70%، وتمت الإشارة خلال الشرح، إلى أنه يتم التصدير إلى عدد من الدول العربية.

وفي ختام جولته في أرجاء المصنع، أشاد رئيس الوزراء بجهود وكفاءة الأيدي العاملة المصرية، في تنفيذ مختلف مراحل عمليات التصنيع الخاصة بالاتوبيسات بجودة عالية، وفقا للمعايير والمواصفات المطبقة في هذا الشأن.

مصنع سيارات الركوب

كما تفقد رئيس الوزراء مشروع التطوير بمصنع سيارات الركوب، مستمعا إلى شرح تفصيلي شمل موقف الأعمال الإنشائية، التي تتم على قدم وساق، وضغط للبرنامج الزمني الخاص بها، حيث تمت الإشارة إلى أنه من المقرر الانتهاء من تلك الأعمال خلال الشهر المقبل، وذلك تمهيدا للبدء في تركيب خطوط الإنتاج بطاقة تصميمية 20 ألف سيارة سنويا في الوردية الواحدة، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج التجريبي في منتصف عام 2025 بنسبة مكون محلي تتجاوز 45% كمرحلة أولى.

وخلال ذلك، تعرف رئيس الوزراء على مراحل التصنيع المختلفة التي تمر بها سيارات الركوب وصولا للمنتج النهائي، وما يتم خلالها من إجراء لاختبارات الجودة و الكفاءة، كما تمت الإشارة إلى أن المصنع مصمم لاستيعاب تصنيع أكثر من موديل في نفس الوقت.

أول ميني باص كهربائي

شهد رئيس الوزراء توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة بين شركة النصر للسيارات وشركتي "ترون تكنولوجي" السنغافورية التايوانية، و"يور ترانزيت" الإماراتية، بغرض تصنيع أول ميني باص كهربائي (24 راكبا) للخدمة داخل المدن والقطاع السياحي، وذلك بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 اتوبيس فى عام 2026، بالإضافة إلى إقامة خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بقدرة إنتاجية 600 بطارية في عام 2026، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج اعتبارا من منتصف العام القادم، على أن تتم مضاعفة هذه الأعداد بداية من عام 2027.

وتمت الإشارة، إلى أن تأسيس هذه الشركة إنما يأتي في إطار تعزيز أوجه الشراكة مع القطاع الخاص وجذبا لمزيد من الاستثمارات الأجنبية.

تاريخ الشركة

وتأسست النصر للسيارات عام 1959، وكانت أول مصنع للسيارات في الشرق الأوسط وإفريقيا، ولعبت دورا كبيرا في توفير وسائل النقل الأساسية للمصريين خلال الستينيات والسبعينيات، وكانت رمزا للفخر الوطني المصري.

وتقع على مساحة تقترب من 900 ألف م2 في منطقة وادي حوف بحلوان، وتتكون من 9 مصانع.

الشركة خلال فترة تشغيلها أنتجت العديد من السيارات وخاصة سيارات فيات بترخيص من شركة فيات العالمية وكذلك الأتوبيس واللوري.

كل شوارع مصر كانت تحتوي على سيارات شركة النصر والأتوبيس اللوري، وتم تصنيع وبيع عدد 500 ألف سيارة خلال فترة تشغيل الشركة.

والشركة توقفت عن العمل وتمت تصفيتها عام 2009، بسبب تعرضها لخسائر كبيرة بعد تراجع مبيعاتها خلال تلك الفترة.

وفي عام 2017 تمت إعادة الشركة من التصفية، وبعد إعادة تشغيلها وتحديث خطوط إنتاجها، تستعد الشركة لدخول مرحلة جديدة من الإنتاج المتطور بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر الصناعية المستقبلية.

أبرز محطات الشركة

تأسست شركة النصر للسيارات عام 1959 كأول مصنع للسيارات في مصر والشرق الأوسط وجاءت الفكرة كجزء من مشروع قومي ضخم لتعزيز الصناعة الوطنية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

كانت الشركة تهدف إلى تلبية احتياجات السوق المحلي من السيارات، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، فضلا عن فتح آفاق جديدة للتصدير.

بدأ الإنتاج الفعلي للشركة في أوائل الستينيات، وحققت سياراتها نجاحا ملحوظا بسبب كفاءتها وأسعارها المناسبة ومن أبرز الطرازات التي أنتجتها:

- رمسيس.. فى 1960 خرجت أول سيارة مصرية وهى رمسيس، وكانت أرخص سيارة فى العالم وقيمتها 200 جنيه فقط لا غير، وعرضت فى معرض سيارات دولى.

- النصر 128.. استوحيت من تصميم سيارة فيات 128 الشهيرة، وكانت تجمع محليا بترخيص من الشركة الإيطالية... وتميزت بمتانتها وملاءمتها للطرق المصرية، ما جعلها الخيار الأول لكثير من العائلات المصرية في السبعينيات والثمانينيات.

- النصر 1100 و1300تمثل هذه السيارات تعاونا مبكرا بين النصر وشركات أوروبية لتقديم سيارات صغيرة الحجم بأسعار معقولة واشتهرت ببساطة تصميمها وكفاءتها في استهلاك الوقود.

- النصر شاهين.. أحد أشهر طرازات الشركة، وكان نموذجاً مطورا من فيات 131.استمرت في الإنتاج حتى أوائل الألفية الثانية، وكانت مفضلة لسائقي التاكسي بسبب قدرتها على التحمل.

- النصر بيك أب.. سيارة تجارية خفيفة استخدمت على نطاق واسع في الأرياف والمدن لنقل البضائع.

قصة التوقف

رغم النجاحات التي حققتها الشركة، بدأت التحديات تظهر في التسعينيات، تضمنت هذه التحديات:

- المنافسةبعد تطبيق سياسات الانفتاح الاقتصادي في مصر، بدأت السيارات المستوردة تهيمن على السوق المحلي.

- التقنيات القديمة.. لم تتمكن الشركة من تطوير منتجاتها لتواكب متطلبات السوق العالمية.

- الديون المتراكمة.. أثرت الأزمات المالية والإدارية على استمرارية الإنتاج.

- خصخصة القطاع العام.. أدى التوجه لخصخصة العديد من شركات القطاع العام إلى تأثر النصر للسيارات.

في عام 2009، أُعلن رسميا عن توقف الشركة عن الإنتاج.

موضوعات متعلقة