أنباء اليوم
الجمعة 27 ديسمبر 2024 02:11 مـ 26 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
جولد بيليون: تداولات ضعيفة على الذهب في البورصة العالمية محافظ الشرقية يثمن مجهودات لجنة ذوى الهمم بالديوان العام خلال عام 2024 ”البريد المصري” يطلق حساب ”سوبر توفير” بفائدة 14٪ تضاف شهريًا الداخلية : ضبط أحد الأشخاص لقيامه بتقليد العملات المحلية والأجنبية بأسيوط الداخلية : ضبط 1,650مليون قطعة ألعاب نارية متنوعة بالفيوم وزيرة التضامن الاجتماعي تختتم زيارتها لمملكة البحرين وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع السكرتير التنفيذي لتجمع دول الساحل والصحراء وزير الخارجية والهجرة يزور فرع جامعة الإسكندرية في تشاد أمين عام المجلس الأعلى للآثار يتفقد مشاريع الترميم الجارية بمنطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج بيان مصري نرويجى مشترك فى إطار متابعة نتائج زيارة الرئيس السيسي إلى أوسلو وزير التعليم العالي : المستشفيات الجامعية تحقق قفزة غير مسبوقة في 2024 بفضل دعم القيادة السياسية وزير الإسكان يتابع موقف تسليم الوحدات السكنية بمشروع ” درة الوادى بالوادى الجديد

مفتي الجمهورية : العقل هو ركيزة الفهم الصحيح للإسلام وعصارة التفاعل بين الوحي والواقع

مفتي الجمهورية : العقل هو ركيزة الفهم الصحيح للإسلام وعصارة التفاعل بين الوحي والواقع
مفتي الجمهورية : العقل هو ركيزة الفهم الصحيح للإسلام وعصارة التفاعل بين الوحي والواقع

أكد أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال كلمته في ندوة دور العقل في فهم صحيح الدين بجامعة قناة السويس، أن العقل في الإسلام لا يُعدُّ مجرد أداة تفكير، بل هو الركيزة الأساسية لفهم صحيح الدين، وأن التكامل بين العقل والوحي هو السبيل الأوحد لفهم جوهر الإسلام بعيدًا عن التعصب أو التحريف.
وشدَّد فضيلة المفتي على أن العقل هو مناط التكليف وسبب الثواب والعقاب في الشريعة الإسلامية، موضحًا أن القرآن الكريم قد أَولى العقل مكانة سامية في أكثر من موضع، حيث قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9]، مؤكِّدًا أن العلم والفهم الصحيح لا يتأتى إلا من خلال توظيف العقل في قراءة النصوص الدينية والتأمل في معانيها، وقد تناولت الآيات القرآنية العقل في العديد من المواضع تصريحًا وتلميحًا، حيث وردت دعوات متعددة للمسلمين للاستخدام الأمثل للعقل كأداة لفهم الوحي، وتحقيق الأهداف التي أرسل من أجلها، كقوله تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]، في دعوة صريحة لاستخدام العقل في التأمل والتدبر، مما يعزز دور العقل في بناء الوعي الديني الصحيح.
وأوضح فضيلة المفتي أن العقل في الإسلام ليس مجرد أداة إدراك، بل هو الوسيلة التي يُمكن من خلالها أن يصل الإنسان إلى معرفة معاني الوحي، مؤكّدًا أن العقل الذي لا يُنوّر بنور الوحي يصبح كالنور الذي غطته السحب، في إشارة إلى ضرورة أن يتكامل العقل مع الوحي لتحقيق الفهم الأسمى للدين.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مقاصد عظيمة، منها حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، حيث ترتبط هذه المقاصد بشكل وثيق بالعقل، فالعقل هو الذي يحمي الدين من التحريف، وهو الذي يحقق العدالة بين الناس، وهو الذي يحفظ كرامة الإنسان في الحياة الدنيا ويضمن له فلاحه في الآخرة. وأوضح أن العقل الذي يَعي تمامًا مقاصد الشريعة هو القادر على حماية هذه المقاصد وصيانتها.
وفي كلمته، أكد مفتي الجمهورية أن الإسلام دعا العقل البشري إلى التأمل في الكون وأسراره، فالله تعالى يقول في سورة الذاريات: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}، مُبيِّنًا أن الإسلام لم يُنزل الوحي ليُقيد العقل أو يُحجمه، بل جاء ليُحفّز العقل على البحث والاستفهام والتفكير في الحقائق الكبرى للوجود.
كما شدد فضيلته على أن العقل ينبغي أن يكون مرشدًا للمسلم في مواجهة التحديات المعاصرة، وهو الذي يمكنه أن يُوازن بين النصوص الشرعية ومتغيرات العصر، بما يضمن استمرار تطبيق الشريعة في سياقات معاصرة دون أن تبتعد عن جوهرها. وقال: "العقل الذي يستند إلى الوحي هو الذي يستطيع أن يواكب تطورات الحياة، دون أن يتأثر بالتحريفات التي قد تحدث في فهم الدين".
وفي ختام الندوة، دعا فضيلة المفتي الحضور إلى ضرورة أن يتمتع العقل المسلم بالقدرة على التمييز بين الحق والباطل، مشيرًا إلى أن العقل الذي يُنار بنور الوحي هو الذي يبني الأمم ويعزز قيم الإنسانية، كما أكد على أن العلماء والمفكرين في الأمة الإسلامية يجب أن يكونوا حراسًا على هذه الحقيقة.

تأتي هذه الندوة في إطار الجهود المثمرة لدار الإفتاء المصرية في الجامعات والمؤسسات التربوية لنشر الفهم الصحيح للدين وتعزيز الوعي الوسطي بين الشباب.
كان في استقبال فضيلته فور وصوله، سعادة الأستاذ الدكتور ناصر سعيد مندور، رئيس الجامعة، ولفيف كبير من السادة النواب، والأساتذة، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وفي لفتة تقدير وعرفان قدم رئيس الجامعة درع التكريم لفضيلة مفتي الجمهورية تقديرًا لدوره الرائد في نشر الوعي الديني الوسطي ودعم مسيرة البناء الفكري المستنير بين الشباب، مؤكدًا ضرورة استمرار التعاون بين جامعة قناة السويس ودار الإفتاء المصرية لعقد المزيد من الفعاليات التوعوية الهادفة.

وبعد الانتهاء من الندوة توجه فضيلة المفتي في إطار جهود فضيلته العلمية والدعوية لمناقشة رسالة ماجستير بمعهد الدراسات الأفروآسيوية بالجامعة حول "جهود الأزهر الشريف المجتمعية بين المصريين في فض المنازعات والخصومات الأهلية" والتي تناولت الدور الرائد للأزهر الشريف في معالجة قضايا المجتمع المصري، وجهوده في تسوية النزاعات والخصومات الأهلية، إلى جانب دوره الريادي في نشر قيم التسامح وصحيح الدين، وتعزيز الاستقرار المجتمعي.