المفكِّر المحترم.. بقلم - إيهاب لطفي
صاحب الفكر الحر يكتب ما يعتقده، ويؤمن به ويراه، أما الذي يروج أكاذيب و شائعات فذلك ليس صاحب فكر بل شخص سئ الخلق عديم الأمانة، ومن يروح مخدرات فكرية و مبشرات غير واقعية فذلك به خلل فكري واضح مثل من قال بسقوط إسرائيل عام ٢٠٢٢ وغير ذلك من الهرطقات، وعلى النقيض الذي يروج لمهلكات غير واقعية فهذا مثل سابقه مثل من يروجون لجفاف النيل.
- من وافق على شئ أو قرار أو موقف فله ذلك انطلاقا من اقتناعاته.
فالتأييد ليس خطيئة ولا جريمة
-ومن تحفظ على شئ أو قرار أو موقف فله ذلك انطلاقا من اقتناعاته.
فالمعارضة البناءة مثمرة ومفيدة.
فلا الأول متملق ولا الثاني متطرف.
بل قد تجد ذا عقل وقلم حر يوافق هنا ويتحفظ هناك، أو يتحفظ هنا ويوافق هناك.
فليست السوداوية أو البيضاوية هي السبيل
ولا المنطقة الرمادية المفتعلة هي السبيل
وإنما ثقافة ومبادئ وفكر ورأي حر.
وعدو كل ذلك التعصب الأعمى والانسياقية
فالمتعصب المنساق بعيد عن أن يكون مفكرا، وإن ادعى أنه مفكر.
وقد يكون الحب والبغض مؤثرا بالسلب على الطرح فيكون أيضا كالمنساق المدعي أنه مفكر.
المفكر بحق لديه :
تجرد، وحسن خلق، وثقافة فيما يقول، وفكر ورأي حر.
أولا :التجرد :
ليس في ذهنه انتصار لمذهب أو أيدلوجية أو حزب أو أي شئ من هذا القبيل، ولا يكون حبه وبغضه لأمر ما، أو شخص ما، أو تيار ما، عاملا مؤثرا على رأيه، فكل هذه المؤثرات تطعن في التجرد وبالتالي تضرب الموضوعية.
ثانيا: حسن الخلق :
الفكر له شرف، والشرف له قواعد أخلاقية نابعة من كل المبادئ الأخلاقية التي لا يختلف عليها اثنان، مهما كان انتماء صاحب القلم والفكر العرقي أو القومي أو السياسي أو الديني أو غير ذلك ، الكذب وترويج الشائعات، وشيطينة هذا، وتقديس هذا بشكل موجه، و الفتنة بين الناس كل هذه الصفات السيئة رزائل لأغراض ليست نبيلة، أو حتى لأغراض نبيلة، فالعمل المجرد من الأخلاق هو عمل فاسد والنية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد.
ثالثا: الثقافة :
فلا تغرف بما لا تعرف ولا تتحدث إلا فيما تجيد فنه، لا تتكبر أن تقرأ وتتطلع وتسأل وتبحث قبل أن تخوض في موضوع ما، حتى وإن تأخر طرحك فقد يكون تأخره سببا في رصانته ورجاحته.
رابعا : الفطنة ورجاحة العقل :
لا أقصد أن يكون عبقريا، لكن له عقل واع ودرجة من النباهة تجعله يقول الكلام المناسب في الوقت الملائم للشخص المناسب، ووضع الأمور في نصابها
وطبعا هذه الصفة لا يخفى على القارئ الكريم أن فيها تفاوت فليس الجميع فيها سواء.
نتاج كل ما سبق فكر ورأي حر، لا مؤثر عليه ولا موجه له، لكن أنى ذلك في تلك العصور!!!
فكن كذلك حتى وإن كان الآخرون ليسوا كذلك
فقبل احترام الآخرين لك احترام ذاتك الصالحة.