فانوس رمضان.. من نور الشوارع لذكريات الطفولة

لو سألت أي حد عن أكتر حاجة بتفكره برمضان، بعد المدفع والكنافة، هيقولك على طول "الفانوس". الفانوس مش مجرد لعبة أو زينة، ده حكاية من حكايات الشهر الكريم، ليها أصل وتاريخ، وليها مكانة خاصة في قلب كل مصري، من الكبير للصغير.
حكاية الفانوس.. منين جه أصله؟
زمان، وتحديدًا في العصر الفاطمي، كان الخليفة المعز لدين الله داخل القاهرة في ليلة رمضان، والناس خرجت تستقبله بالشموع المضاءة جوه فوانيس خشب، عشان تحمي الشموع من الهواء. ومن ساعتها، الفانوس بقى عادة، وكل رمضان الأطفال ينزلوا يشتروا فانوس جديد.
ومع الوقت، الفانوس مبقاش مجرد وسيلة إنارة، بقى جزء من فرحة رمضان، وبدأ الصنايعية في مصر يبدعوا في أشكاله، من الفانوس النحاسي التقليدي للفوانيس اللي بتغني "رمضان جانا" و"حالو يا حالو".
الفانوس مش بس زينة
الأطفال زمان كانوا بيستنوا رمضان مش بس عشان القطايف والمسحراتي، لكن عشان يمسكوا فانوسهم وينزلوا الشارع يغنوا:
"وحوي يا وحوي.. إياحة.. روّحنا ورحنا.. إياحة!"
الأغنية دي بالمناسبة أصلها فرعوني! كلمة "إياحة" كانت بتتقال لتحية القمر، وفضلت مع المصريين لحد ما بقت جزء من احتفالات رمضان.
الفانوس كان علامة فرحة، وكان له دور اجتماعي كمان، لأنه كان بيجمع العيال في الشارع، يلعبوا ويتباروا مين فوانيسه أحلى، ويتحايلوا على الجيران عشان يدوهم كنافة وبلح.
من النحاس للصيني.. الفانوس المصري في خطر؟
زمان، كان الفانوس بيتعمل بإيد الصنايعية المصريين، خاصة في المناطق الشعبية زي الحسين والسيدة زينب، وكان كله نحاس وزجاج ملوّن. لكن مع الوقت، الفانوس المصري اتعرض لمنافسة شرسة من الفوانيس المستوردة، خصوصًا الصيني اللي بيغني وبيتحرك وبيجي بأشكال كارتونية.
دلوقتي، في محاولات ترجع صناعة الفانوس المصري للأضواء، وبدأت ناس تدعم الحرفيين اللي بيشتغلوا بالنحاس وبيعملوا فوانيس يدوية ترجعنا لزمن رمضان الجميل.
فانوس زمان وفانوس دلوقتي
الفانوس بقى دلوقتي موجود في كل مكان، من الشوارع لحد ديكورات البيوت والكافيهات، لكنه فقد شوية من طقوسه الأصلية. نادر لما تلاقي عيال بتلف بالفانوس في الشارع زي زمان، لكن رغم كده، مجرد إنك تشوف الفوانيس متعلقة في المحلات بتحس بروح رمضان ودفء الذكريات.
مهما تغير شكله، الفانوس هيفضل رمز لرمضان، وهيفضل صوته وهو بيخبط في إيد طفل صغير وسط ضحكاته، أحلى موسيقى في الشهر الكريم.