د. هامريش أسموس: لا يزال إقليمنا يعاني من حالات طوارئ حادة ومديدة ناجمة عن الصراعات

القى الدكتور هامريش أسموس القائم بأعمال مدير قسم صحة السكان اليوم كلمه بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يوافق الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الصحة العالمية في عام 1948. وهذا اليوم يلفت الانتباه كل عام إلى أحد الموضوعات الصحية التي تثير قلق الناس في جميع أنحاء العالم.
وقال دكتور هامريش ان تركيز موضوع هذا العام «بدايةٌ صحيةٌ لمستقبلٍ واعد» على تحسين صحة الأمهات والولدان وبقائهم على قيد الحياة.
وتابع ان يوم الصحة العالمي يأتي هذا العام في لحظة حاسمة، ويهدف إلى مساعدة البلدان على استعادة ما فاتها من تقدم، على الرغم من التحديات التي تواجهها جميع الأطرف المعنية الفاعلة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية. ومع ذلك، ينبغي ألا يمنعنا أي شيء من مواصلة جهود التركيز على تعزيز صحة النساء والأطفال على الصعيد العالمي.
وأكد د.هامريش انه لا يزال إقليمنا يعاني من حالات طوارئ حادة ومديدة ناجمة عن الصراعات، بالإضافة إلى الأخطار الطبيعية والفاشيات. كما أن تراجع المساعدة الإنمائية والإنسانية يُهدد شريان حياة بالغ الأهمية لملايين البشر، إلا أنه يُمثّل أيضًا فرصةً لزيادة الدعم والتعاون من أجل الصحة العالمية.
• وعلينا أن نغتنم كل فرصة ممكنة لمساعدة كل امرأة وكل طفل، ليس فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، بل من أجل النمو والتطور وتحقيق مستقبلٍ مزدهرٍ أيضًا. فالأمهات والأطفال الأصحاء ركيزتان أساسيتان من ركائز التنمية الاجتماعية والاقتصادية السلمية.
وقال على الصعيد العالمي، تشير التقديرات إلى أن حوالي 300,000 امرأة يفقدن حياتهن بسبب الحمل أو الولادة كل عام؛ ويموت أكثر من مليوني طفل في الشهر الأول من حياتهم، بالإضافة إلى مليوني طفل آخر يولدون موتى. ويمثل ذلك حالة وفاة واحدة تقريبًا يمكن تجنبها كل 7 ثوانٍ لأسباب يمكن الوقاية منها إلى حد كبير.
وتابع بينما تقع وفيات الأمهات والمواليد في جميع البلدان، فإن الغالبية العظمى منها تقع في البلدان الأشد فقرًا والبلدان التي تواجه نزاعات وأزمات أخرى. وعندما تغلق مرافق الرعاية الصحية، أو تتعرض للهجوم، أو تتعذر طرق الوصول إليها، أو تتعطل الإمدادات، تواجه الحوامل والرُّضَّع - الذين يحتاجون إلى الحصول على الخدمات الصحية بانتظام - مخاطر شديدة تهدد حياتهم.
وأكد ان إقليمنا يعاني من أوجه تنوع شديد فيما يتعلق بوفيات الأمهات والمواليد وحالات المراضة. وترتفع وفيات الأمهات إلى أكثر من 600 وفاة وتنخفض إلى أقل من 10 وفيات لكل 100,000 ولادة حية بين مختلف بلدان الإقليم. وعلاوة على ذلك، يموت ما يقرب من نصف مليون مولود كل عام في إقليمنا، ويتركز أكثر من 80% من هذه الوفيات في ستة بلدان فقط. وعلى غرار وفيات الأمهات، ثمة تفاوتٌ آخرٌ كبيرٌ إذ تتراوح معدلات وفيات الأطفال الحديثي الولادة بين 38 حالة وفاة لكل 1,000 ولادة حية في البلدان ذات المعدلات الأعلى، وحالتَي وفاة فقط لكل 1,000 ولادة حية في البلدان ذات المعدلات الأدنى.
وقال ان يوم الصحة العالمي هذا العام ليس حدثًا يُحتَفَل به في يوم واحد، بل هو حملة على مدار العام حتى عام 2026، ونحن نحثُّ الحكومات والجهات المانحة والمجتمع الصحي على الاستثمار في تدخلات أثبتت فعاليتها وأثرها الكبير، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تحسين الجودة الشاملة لرعاية الأمهات والمواليد. وتشمل هذه التدخلات الخدمات المتعلقة بالحمل للكشف عن المضاعفات، والرعاية الطارئة المنقذة للأرواح، فضلًا عن الرعاية الخاصة للأطفال صغار الحجم والمُبتَسَرين.
وقال ان التدخلات القائمة على البيّنات لتحسين صحة الأمهات والمواليد لها أثرٌ ثابت. ويكمن التحدي الرئيسي في توسيع نطاق تنفيذها وضمان الإنصاف في إتاحتها لجميع النساء والمواليد. وفي إقليم شرق المتوسط، نعطي الأولوية لتدخلات من قبيل الرعاية السابقة للولادة، والرعاية الماهرة في حالات الولادة، والقبالة والخدمات المجتمعية، والرعاية الأساسية المبكرة للمواليد، والرعاية التالية للولادة، والرعاية المتخصصة للمواليد صغار الحجم والمرضى، وتنظيم الأسرة.
• ويلزم أن تمنحَ النُظُمُ الصحيةُ في كل مكان الأولويةَ للقضايا الصحية الأساسية التي تؤثر على صحة الأمهات والمواليد. ولا تقتصر هذه العوامل على المضاعفات المباشرة للولادة، بل تشمل أيضًا حالات الصحة النفسية، وسوء التغذية (ومنها نقص التغذية والتغذية المفرطة، فضلًا عن أشكال العوز التغذوي)، وزيادة عبء الأمراض غير السارية.
وفي ختام كلمته اكد اننا بحاجة إلى نَهج العمل الجماعي. وبوصفكم مهنيين إعلاميين، فإننا نحتاج إلى دعمكم لضمان تحرك المجتمع بأسره في الاتجاه الصحيح، وإنقاذ حياة النساء والأطفال. فينبغي ألا تموت امرأةٌ أو يموت رضيعٌ لأسباب يمكن الوقاية منها. وبتكاتفنا يمكننا تغيير مجرى الأمور.