كتبت_انتصار الجلاد
تقول كيمب :عانت أمي من سرطان الرئة عندما كنت في الخامسة من عمري، وما زلت أتذكرها وهي تدخن السجائر، لقد كنت الطفلة الصغرى بين سبعة أشقاء، وبعد وفاة أمي عشنا لفترة مع أبي كوالد وحيد، ثم تورط أبي مع امرأة تدعى بيغي تزوجها لاحقا، وجاءت تعيش معنا هي وابنتيها.
وأضافت قائلة: كانت زوجة أبي قاسية، فلم يكن مسموحا لي بأن أكون موجودة معها في غرفة واحدة، ولا بالحديث معها، وكانت قد دأبت على ضربنا وتجويعنا.
وتابعت: ويبدو أن الأمر كان واضحا للجيران لدرجة أنه لدى ذهابنا للمدرسة كانوا ينظفون شعرنا، ويطعموننا البسكويت، وكانت بيغي تترصدني، ربما لأنني كنت طفلة الأسرة المدللة.
وقالت كيمب: طلبت من أبي أن أذهب، لذلك صحبني أبي لملجأ أطفال.
تقول كيمب:قال لي أبي سنذهب إلى طبيب للأسنان في الحافلة، ولم تكن لدي فكرة عن وجهتنا فقد كنت في السابعة من عمري.
وتضيف: كنت أعبر الطريق إلى دار الرعاية قائلة لنفسي هنا بيوت جميلة، ومتنزه قريب.
وتابعت : إن الأمر كان يتعلق بدار رعاية باركلاندز للأطفال، ولكنني لم أعرف ذلك حينئذ، جاءت سيدتان فدخل معهما وطلب مني الجلوس على كرسي قائلا انتظريني هنا حتى أعود من الحمام.
ومضت تقول: أخذتني السيدتان إلى الداخل، وكان أبي قد غادر دون حتى أن يعانقني، لقد كان ضعيفا وضحى بأبنائه من أجل شخص يعاني بوضوح من مشاكل عقلية.
وتقول كيمب: لقد تغيرت حياتي تماما، لم يكن معي شيء، ولكنهم قدموا لي بعض الملابس، كنت بدوت كأنني في عطلة، كان كل العاملين في دار الرعاية خالات وأعمام، وكان هناك كثير من الطعام وكثير من المرح مع الأطفال الآخرين.
وأضافت قائلة:”بصراحة أحسست كأني مت، وذهبت إلى الجنة.
وتابعت قائلة: في صبيحة السبت كانوا يأخذوننا إلى حديقة الحيوان والسينما، وفي يوم الأحد كنا نذهب إلى مدارس الأحد، ونعود لتناول الغذاء من اللحم المشوي.
ومضت تقول: قد يسمع المرء قصصا مرعبة عن دور الرعاية، ولكن لم يسمع كثيرون عن أولئك الذين قضوا وقتا لطيفا هناك، لقد وفرت لي دار الرعاية ملاذا حقيقيا، لقد كنت آمنة هناك.
وتواصل كيمب حكايتها قائلة: قضيت في باركلاندز نحو 7 أو 8 أشهر، ثم جاءت أسرة كي تتبناني، وانتقلت للعيش معهم.
وأضافت قائلة:الانتقال من مكان فيه الكثير من الأطفال إلى غرفة أعيش فيها وحدي أمر كان بالغ الصعوبة، لذلك شعرت بأنني وحيدة ومنعزلة، وأنا أعيش حاليا في منزل به سكان آخرون، أحب التشارك في المنزل، وأحب وجود الناس حولي.
وتستطرد: في مراهقتي بدأت في الهروب مرارا، كنت أذهب لأختي وأخي وكانا قد أصبحا متزوجين ولديهما أسرتيهما، فكنت أبيت في غرف الأطفال لديهما، ولكن يبدو أنه لم يكن لي مكان عندهما.
وتابعت: أخذني اخوتي إلى مؤسسة لرعاية الأحداث في بريستول رغم أنه لم يلق القبض علي ولم أمثل أمام القضاء أو أتهم بشيء، لقد كان الأمر في منتهى القسوة فقد صرت أنام على أرض زنزانة مكثت فيها عدة أسابيع حتى خرجت.
واستطردت: وضعوني في شقة كان علي فيها أن أقتسم الفراش مع امرأة لم ألتقيها أبدا في حياتي، وقد أحببتها كانت في التاسعة عشر من عمرها، ولكن بالنسبة ولي، كنت في الخامسة عشر من عمري، بدت امرأة بالغة، وكانت تقول لي سأذهب للعمل الآن يا هيلي فقابليني بعد العمل، كانت تأخذني للحانات، ولكنها لم تشجعني أبدا على العمل في مجالها.
وتضيف قائلة: أدرك الباحثون الاجتماعيون لاحقا أنه ما كان يجب عليهم وضعي في شقة بها رجال أكبر حاولوا دفعي للسكر، لذلك نقلوني إلى إيما بليس، وقد كنت محظوظة لأنني كنت جليسة أطفال بالنسبة لهن، ولم ينته بي الأمر للإدمان .
وتقول كيمب: لدي ابنة عمرها 37 عاما الآن، وعندما كانت في الخامسة أصبت بانهيار عصبي وانتهى بي الأمر في مصحة موهيفن آند دارتمور لعدة أشهر.
وتابعت: عندما كنت في الثلاثينيات من عمري أبلغني شخص ما أن أبي يريد رؤيتنا، تحدثت معه والتقينا لتناول مشروب حيث وجدت أنه لا يوجد شيء مشترك بيننا، ولم يعجبني كشخص، ولم يكن لدي احترام نحوه.
وأضافت: لقد عشت فترة طويلة من حياتي بدونه، ولم أشعر بأن له تأثير إيجابي علي، لذلك قررت أنني لا أريد رؤيته ثانية.
تعمل هيلي كيمب حاليا مع اللاجئين العراقيين والفلسطينيين
وتقول كيمب: عملت بالقطاع الخاص كمديرة لضمان الجودة، وعندما كنت في الأربعينيات قررت التوقف عن هذا العمل، ولقد وصفت الأمر بأنه أزمة منتصف العمر، فتركت العمل وتطوعت في مخيمات اللاجئين.
ومضت تقول: عندما كنت في الملجأ كان هناك لاجئون من أوغندا من أصل آسيوي يعيشون في مركز قريب، فكنا نجمع لهم الملابس، وكنت أعتقد أنهم أشجع ناس على الإطلاق فقد فروا من أوضاع مرعبة ليبنوا حياة جديدة، ومنذ ذلك الحين ولد لدي تعاطف مع النازحين، ولم يكن هؤلاء الناس يعرفون متى سيرون أسرهم، ولا يعرفون مصيرهم.
وتقول كيمب:عملت كثيرا مع طالبي اللجوء وفي مخيمات اللاجئين في العراق.
وتضيف قائلة: لم تكن نشأتي طبيعية في أسرة أحصل فيها على الحب غير المشروط، بل في ظل ظروف جعلتني أتعاطف مع أشخاص ذوي ظروف صعبة، وأعمل مع أشخاص مذهلين، وأدخل حياتهم.
وتابعت: لقد جعلتني ظروف نشأتي قوية، لذلك فقد كنت محظوظة لأنني عشت تلك الطفولة ولم يكن أحد ليعلمني ما تعلمته، لقد منحتني تلك الفترة الشجاعة، والصمود، والتصميم، وأنا فعلا محظوظة للغاية لحصولي على كل ذلك.