الضرائب بين الصين وأمريكا وتأثيراتها المتشابكة على الاقتصاد العربي

دانة حبوب
في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تتجه الأنظار نحو العالم العربي لتقييم التأثيرات المحتملة على اقتصادات المنطقة. التغيرات في السياسات الجمركية بين القوتين الاقتصاديتين تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الدول العربية، مما يستدعي تحليلًا دقيقًا لفهم التداعيات والتحديات المستقبلية.
التأثيرات المباشرة على الاقتصادات الخليجية
• تراجع الأسواق المالية: شهدت الأسواق الخليجية انخفاضًا ملحوظًا نتيجة المخاوف من تصاعد الحرب التجارية. على سبيل المثال، انخفض المؤشر الرئيسي للسوق السعودية بنسبة 0.4%، متأثرًا بخسائر في شركات كبرى مثل أرامكو .
• تذبذب أسعار النفط: تؤدي التوترات التجارية إلى تقلبات في أسعار النفط، مما يؤثر على الإيرادات النفطية للدول الخليجية. تراجع الطلب العالمي نتيجة النزاع التجاري قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار، مما يضغط على الميزانيات العامة .
التحولات في الشراكات التجارية
• توسع الصين في الأسواق العربية: مع تراجع الطلب الأمريكي، تسعى الشركات الصينية إلى تعزيز وجودها في الأسواق العربية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة .
• تحديات أمام الاستثمارات الصينية: رغم التوسع، تواجه الاستثمارات الصينية في المنطقة تحديات بسبب الضغوط الأمريكية ومحاولات واشنطن للحد من النفوذ الصيني في الشرق الأوسط .
التأثيرات على الدول غير النفطية
• مصر كمثال: تتأثر مصر بشكل غير مباشر من النزاع التجاري، حيث يؤدي تباطؤ الاقتصاد العالمي إلى تقليل الطلب على الصادرات المصرية. كما أن التقلبات في أسعار العملات وأسعار الفائدة العالمية تؤثر على الاستثمارات الأجنبية والمحلية .
تُظهر التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تأثيرات متعددة على الاقتصادات العربية، سواء من خلال تقلبات الأسواق المالية أو التحولات في الشراكات التجارية. يتطلب الوضع الراهن من الدول العربية تبني استراتيجيات مرنة وتنويع شراكاتها الاقتصادية للتكيف مع التغيرات العالمية المستمرة.