أنباء اليوم
الإثنين 23 ديسمبر 2024 12:45 مـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

الرئيس السيسي صوت أفريقيا بين قادة العالم


كتب / نهاد عادل
ظلت مصر حافظا لهويتها العربية والأفريقية، ودائمة الحرص على مصالح القارة، ودفع عجلة التنمية بها، لذلك أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمام كبيرة بالقارة منذ توليه الحكم، فكان الناطق باسم القارة، ودائم التحرك على المستوى الخارجي لتحقيق الحلم الأفريقى، فكانت جهودها مكللة بالنجاح حيث ساهمت مصر بشكل كبير في إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية وكانت الأرض التى استضافت أول مؤتمر قمة أفريقي عام 1964 لتتوالى بعده المؤتمرات الناجحة إلى أن استضافت مصر مجددا القمة الأفريقية التاسعة والعشرين فى يونيو 1993.
ولم تدخر مصر جهد فى أن تكون راعيا فى للتنمية، وساعية لتحقيق التكامل الاقتصادى، حيث قامت مصر بإنشاء مركز خاص لتأهيل الكوادر الإفريقية المتخصصة في مجال التنبؤ وإدارة وتسوية النزاعات الإفريقية، والتدريب على عمليات حفظ السلام والمراقبة المدنية والعسكرية .
كما استضافت مصر قمة لجنة البحيرات العظمى بالقاهرة في 28 نوفمبر 1995، علمًا بأن مصر ليست عضوا فيها، والتي اجتمع فيها رؤساء كل من أوغندا ورواندا وبوروندي ووزير خارجية تنزانيا وذلك لبحث مشكلة لاجئي رواندا وبورندى، وتحقيق المصالحة بين الأطراف المتصارعة في المنطقة ودعم السلام والاستقرار والتنمية فيها.
تحركت مصر منذ القدم نحو رفع راية القارة فى الخارج، حيث أنها قبلت في نوفمبر 1995 كممثل عن شمال أفريقيا في مجلس تجمع الفرانكفونية الذي يضم مع فرنسا الدول المتحدثة بالفرنسية في أفريقيا وخارجها وذلك في قمة التجمع التي عقدت في كوتونو عاصمة جمهورية بنين.
لم تقف إسهامات مصر عند ذلك الحد ولكن كان لها دورا فى تأسيس هيكل الإتحاد الإفريقى - الذى ترأسه مصر لعام 2019- من خلال تقديم الوفد المصري المشارك بقمة لومى عام 2000 وهي القمة التأسيسية للاتحاد، طلبًا لإدخال بعض التعديلات على مشروع الوثيقة من قبيل قصر حق الإتحاد في التدخل في شئون الدول الأعضاء في ثلاث حالات هي جرائم الإبادة، والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وضعت الدولة المصرية أولويات عدة خلال رئاستها للاتحاد الافريقي بهدف تحقيق الرخاء ومستوى حياة متميز لشعوب القارة حيث أولت الدبلوماسية المصرية الاهتمام بملفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال العمل على توفير فرص العمل الكريم وتعظيم العائد من الشباب الافريقي، وتطوير منظومة التصنيع الافريقية وسلاسل القيمة المضافة الإقليمية.
كما سعت مصر على مد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الأفريقية من خلال دعم الفعاليات الثقافية الأفريقية والتوسع فيها والتبادل الثقافي بين الدول الأفريقية وتطوير منظومة الرياضة الأفريقية، وفيما يخص التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمى تسعى الدولة المصرية الإسراع بدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ خلال فترة الرئاسة المصرية للاتحاد والعمل على دعم تنفيذ مشروعات البنية التحتية فى أفريقيا للمساهمة فى تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي وتعزيز التجارة البينية، فضلا عن
إعادة الأعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات وتأسيس إطلاق مركز الاتحاد الافريقي لاعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات فى مصر خلال عام 2019.
ضرب الرئيس السيسي مثلا يُحتذى به خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي، حيث أنه لم يترك أى فرصة للحديث بإسم القارة، وتعظيم فرص الاستثمار والتعاون بها فى كافة المحافل الدولية، لعل قمة مجموعة العشرين، التي تم عقدها في أوساكا باليابان، هى الدليل على ذلك، حيث أكد الرئيس السيسي خلالها على حرص مصر على تعزيز التعاون والاندماج بين دول القارة الإفريقية في المقام الأول، مع العمل في نفس الوقت على تطوير العلاقات مع الشركاء الدوليين، وبما يحقق أولويات وتطلعات شعوب دول إفريقيا في شتى المجالات.
جعل الرئيس السيسي صوتا لأفريقيا يسمعه العالم أجمع، حيث يشارك الرئيس السيسي فى الفترة ما بين 24 و26 من أغسطس الجارى بقمة رؤساء الدول والحكومات فى مجموعة السبع، فى بياريتز الفرنسية.
ومن المقرر أن تناقش تلك القمة 5 أولويات منها مكافحة عدم المساواة فى المصير (النوع، التعليم، الصحة)، و تنفيذ انتقال بيئى عادل يركز على الحفاظ على التنوع البيولوجى والمحيطات، و العمل من أجل السلام والتهديدات الأمنية والإرهاب، والاستغلال الأخلاقى للفرص التى تتيحها التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعى، و تجديد شراكة أكثر إنصافا مع أفريقيا.
وفى هذا الشأن يقول السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة رؤساء الدول والحكومات فى مجموعة السبع، والتى سيشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى بياريتز الفرنسية، تعد بمثابة مجلس إدارة العالم كله، وخاصة أن مايُتفق عليه فى هذه القمة هو ما يحدث خلال العام القادم.
وتابع بيومى فى تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن تلك القمة بها 40% من الناتج العالمى وخاصة أنها تضم كبرى دول العالم من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان وإيطاليا وكندا إضافة إلى الاتحاد الأوروبى، لافتا إلى أن المشاركة فى تلك القم تساهم في الترويج لملفات بعينها حيث إن الرئيس الراحلأنور السادات، روج للقضايا التى تخص الشأن المصري خلال القمة التى عقدت بطوكيو عام 1979.
وعن مشاركة الرئيس السيسي، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المشاركة لها عدة مكاسب أبرزها عرض القضايا الأفريقية وتوضيح عدم العدالة فى التجارة بين أفريقيا ودول العالم وخاصة أن حجم الأموال التى تخرج من أفريقيا لسداد الديون أعلى من حجم الأموال التى تدخل القارة نتيجة الصادرات للخارج، وبالتالي لابد من وجود نوع من العدالة فى هذا الشأن
وأضاف بيومى أن تلك القمة تمكن القيادة السياسية من عقد لقاءات مع رؤساء الدول الكبرى من بينها أمريكا وألمانيا وخاصة أن ألمانيا تدعم مصر فى مجال الطاقة.