شركة ابوظبي ”صحة” : تؤكد إمكانية إرضاع الأمهات المصابات بكورونا لأطفالهن
متابعة انتصار حسن
أكدت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» أن الأمهات اللاتي يصبن بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» قبيل الولادة أو بعدها باستطاعتهن إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، دون أن يتسبب ذلك بانتقال العدوى للمولود، مع ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية الاعتيادية التي توصي بها الجهات المختصة.
وقالت إن المختصين العاملين لديها واستشاريي الرضاعة الطبيعية أثبتوا بالتجربة العملية امكانية توفير الرضاعة الطبيعية من الأم المصابة لطفلها دون حدوث أي مخاطر للرضيع بمشيئة الله، وعلى الأم أن تتخذ بعض الاحتياطات مثل: ارتداء القناع أثناء عملية الرضاعة، وغسل اليدين بالصابون والماء قبل وبعد لمس الطفل، ومسح وتطهير الأسطح بانتظام بمحلول تعقيم، مع الإبقاء على سرير الطفل بعيداً عن سرير الأم مسافة مترين.
وقال بول مارتين بوسيو، المدير الطبي التنفيذي، في مستشفى الكورنيش التابع لشركة «صحة» إن الأمهات اللواتي تثبت إصابتهن بفيروس كورونا المستجد قبيل الولادة ويبدأن الرضاعة الطبيعية، وكذلك الأمهات اللائي يصبن بالفيروس خلال فترة الرضاعة الطبيعية، تنتج أجسامهن عوامل مناعية (أجسام مضادة) في حليبهن لحماية أطفالهن وتعزيز الاستجابة المناعية للطفل.
وأضاف أن مستشفى الكورنيش يقدم الدعم اللازم للأمهات لإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، وعليهن فقط أخذ المزيد من الاحتياطات باتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية، من ارتداء القفزات وغسل اليدين، وفي حال كانت الأم تقوم بشفط الحليب وتخزينه من المهم الحرص على غسل اليدين جيداً قبل القيام بذلك، والحرص على نظافة شفاط الحليب والرضاعات أيضاً.
وأكد المدير الطبي التنفيذي، في مستشفى الكورنيش، أن مستشفى الكورنيش تعد من المستشفيات الرائدة التي تقدم رعاية متخصصة للنساء في مجال الحمل والولادة، وما يتصل بها، وتوفر رعاية طبية وفقاً لأعلى المعايير للنساء في دولة الإمارات بشكل عام، وفي إمارة أبوظبي بشكل خاص.
وقال إنه في ظل الظروف الحالية والجهود التي تبذلها دولة الإمارات في مكافحة فيروس (كوفيد 19)، فقد خصصت مستشفى الكورنيش أقساماً منفصلة ومعزولة تماماً عن باقي الأقسام، وذلك لتقديم الرعاية الطبية والعلاج اللازم للنساء الحوامل اللائي تظهر عليهن أعراض الإصابة بفيروس كورونا قبيل الولادة، وكذلك للنساء خلال الولادة، وبعد الولادة مباشرة.
وأضاف أن التعامل مع النساء المصابات يتم على أيدي كوادر طبية وتمريضية وفنية خاصة تعمل في الأقسام المنفصلة والمخصصة لهن، وذلك حرصاً على سلامة أفراد المجتمع، ولمنع أي احتمال للعدوى.
وأكد مجدداً أهمية الرضاعة الطبيعية، وأن مستشفى الكورنيش تقدم الدعم والتشجيع للأمهات لتوفير الرضاعة الطبيعية لأطفالهن، إذ تعد الرضاعة الطبيعية أذكى الحلول الاستثمارية لتقدم الدول وتحسين صحة السكان وتقليل وفيات الرضع، مشيرة إلى أن الرضاعة الطبيعية من الركائز الأساسية لمستقبل الأجيال القادمة، خاصة وأن مستشفى الكورنيش معتمد كمستشفى صديق للأم والطفل، ويتبع الخطوات العشرة للرضاعة الطبيعية المعتمدة من اليونيسيف ومنظمة الصحة.
ساره تضع مولودها الأول
وفي تجربة واقعية تمت في مستشفى الكورنيش بأبوظبي قدمت ساره إحدى الأمهات العربيات التي اكتشفت إصابتها بفيروس «كوفيد19» عند حضورها للمستشفى للولادة، قدمت الرضاعة الطبيعية لمولدها تحت إشراف الفريق الطبي واستشاريي الرضاعة الطبيعية في المستشفى، وخرجت هي ومولدها من المستشفى بعد شفائها من فيروس كورونا وهما في حالة صحية جيدة، وعادت لممارسة حياتها الطبيعية وتتولى العناية بطفلها وإرضاعه بنفسها.
وقد روت ساره قصتها بالقول إنه تم إدخالها إلى مستشفى الكورنيش بأبوظبي يوم الأحد الثاني عشر من شهر مايو الماضي من أجل وضع مولودها الأول، حيث كانت حاملاً في الأسبوع الرابع والأربعين.
وأضافت: وحيث إن المستشفى قد بدأ بتطبيق الإجراءات الاحترازية لكل النساء اللاتي يتم ادخالهن، وإجراء الفحص للكشف عن فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، فقد أخذ منها مسحة للفحص، ولم تعط أهمية للأمر على أساس أنه إجراء اعتيادي يطبق على الجميع، بالإضافة لأنه لم يخطر ببالها أن تكون مصابة بالفيروس، لأنها ممن يلتزمن بالإجراءات الاحترازية، ولم تكن تخرج من منزلها لفترة طويلة.
وذكرت أن أمور الولادة سارت بشكل اعتيادي فلم يكن مخاض الولادة قوياً في ذلك اليوم، واستمر الوضع إلى اليوم التالي حيث بدأت آلام المخاض تشتد عليها في فترة ما بعد الظهر، وطلبت منها الممرضة الاستعداد للانتقال إلى غرفة الولادة.
وأضافت: وبعد لحظات حضرت الطبيبة المشرفة على الولادة وكانت ترتدي الملابس التي يرتديها الأطباء المعالجين لمرضى (كوفيد 19)، فشعرت في تلك اللحظة أن هناك أمراً غير طبيعي، خاصة عندما بادرتها الطبيبة بالسؤال إذا ما كانت ترغب في الحصول على كرسي متحرك لنقلها إلى غرفة الولادة، فأجابتها بالنفي وقالت لها إنها تفضل الذهاب سيراً لأن الحركة تساعد على الولادة.
وأوضحت أن الطبيبة بدأت الحديث معها، فاعتقدت أنها ستشرح لها الخطوات التالية للولادة، ولكن المحادثة أخذت منحى آخر، إذ بدأت الطبيبة تتحدث عن الفحص الذي تم إجراؤه لها عند دخولها إلى المستشفى للكشف عن فيروس كوفيد 19.
وتابعت: وحاولت إيصال المعلومة لها بأن نتيجة الفحص قد وصلت قبل قليل، وأن النتيجة كانت ايجابية، وسارعت الطبيبة إلى تطمينها بأن الأمور عادية وأنه لا داعي للقلق وأن الأمور ستسير بشكل اعتيادي، مثل أي ولادة طبيعية، وأن عملية الولادة ستتم كما هو معتاد، وأنها بمشيئة الله ستتعامل مع المولود القادم بشكل اعتيادي وسوف تقوم بإرضاعه بنفسها.
وتابعت تفاصيل قصتها بالقول: «بعد الولادة اضطر زوجي إلى مغادرة المستشفى وبقيت أنا وطفلي فقط، وتم نقلي إلى غرفتي وسط مشاعر لا أستطيع وصفها، كانت تنتابني، هي مزيج من الخوف والقلق والتعب، فقد شعرت بالحزن لأنني لم أجد أهلي بالقرب مني في تلك اللحظات، ليقدموا لي الدعم ويحتفلوامعي بقدوم مولودي الأول، وشعرت بالخوف من المجهول نتيجة إصابتي بفيروس كوفيد 19 وما إذا سيكون لإصابتي أي تأثير على طفلي. وكنت أفكر ماذا لو بدأت أعراض الإصابة بالفيروس تظهر علي وساءت حالتي، وماذا عن الأشخاص الذين كانوا مخالطين لي، هل زوجي مصاب كذلك، وإلى متى سأظل في الحجر الصحي؟ هل سأكون قادرة على رعاية طفلي وحدي".
وأضافت: لقد مرت عليَّ أياماً صعبة للغاية، لكن الحمد لله فقد مضت، وتجاوزتها بفضل الدعم الكبير والرعاية المميزة التي قدمتها مستشفى الكورنيش لي ولطفلي، وبفضل الدعم الذي قدمه لي زوجي وبقاءه إلى جانبي طيلة الأيام الثلاث التي أمضيتها حتى تمت عملية الولادة، وأحمد الله أنني لم أعاني من أية أعراض للإصابة بالفيروس، فكل هذه الأمور ساعدتني على تجاوز هذا الظرف الصعب.