أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 06:23 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

دور مذيبات التلجط فى علاج قصور الدورة الدموية الشريانية الطرفية


د. اسماعيل حامد
يعرف نقص التروية الحاد بالإنخفاض المفاجئ في تروية الأطراف الذى يحدث فى غضون أسبوعين بعد ظهور الأعراض. تتطور على مدى فترة من ساعات إلى أيام مما يؤدى إلى حدوث توقف مفاجئ في إمدادات الدم والمواد المغذية إلى الأنسجة النشطة بما في ذلك الجلد والعضلات والأعصاب. على النقيض من نقص التروية المزمن في الأوعية الدموية الجانبية، نقص التروية الحاد يهدد استمرارية أطرافهم بسبب عدم وجود الوقت الكافي للنمو الجديد للأوعية الدموية للتعويض عن فقدان الإرواء.
ويعد مرض تصلب الشرايين من أهم أسباب القصور الحاد للدورة الدموية للطرفيين السفليين وعلينا أن نضع فى الإعتبار أنه لا يوجه الاهتمام للطرف فقط ولكن لحياة المريض بصورة عامة.
وتمثل حالات القصور الحاد بالدورة الدموية للأطراف خطرا جسيما لحياة المرضى وكذلك الأطراف. وتبلغ نسبة الوفيات من 10-20% ونسب فقد الأعضاء من 15-30%. وفى الثلاثين عاما الأخيرة إرتفعت نسبة المرضى المصابين بالجلطات الشريانية مقارنة بمرضى السدادة الشريانية. وتتميز الحالات الحرجة بوجود تغير ثابت بلون الطرف وتيبس بالعضلات وترتفع معدلات الوفيات وفقد الأطراف ويعزو ذلك إلى نتائج إعادة التروية الدموية للأطراف ولذلك يفضل علاج هذه الحالات بالبتر الأولى.
فى حين أن الوفاة تحدث نتيجة الحالة العامة السيئة للمريض فإن فقدان الطرف يحدث نتيجة الفشل فى إعادة توصيل الدم للطرف. الفشل فى إعادة توصيل الدم فى وقت مناسب ربما يتسبب فى موت الأنسجة وفقدان الفرصة لإنقاذ القدم. على الجانب الآخر مريض القصور الحاد للدورة الدموية يكون متقدم فى السن والتدخل الجراحى بدون تحضير كافى ينتج عنه نسب عالية وغير مقبولة من المضاعفات أثناء وبعد العملية.
ويعتبر الإنسداد التخثرى هو السبب الأول فى حدوث نقص التروية الحاد الذى قد ينتج عن تصلب الشرايين. وقد تم علاج السدادات الشريانية بواسطة مذيبات الجلطات والجرعات المرتفعة من الهيبارين فى بعض الحالات المعينة ولكن هذه الأنواع من العلاج تحتاج إلى تطبيقها على عدد أكبر من المرضى.
الطرق التداخلية, والتى صممت لإذابة الجلطة قد عرضت حل بديل لإعادة توصيل الدم عن طريق الجراحة كما أن هذه الطرق تعتبر بديل مناسب يمكن تحمل مضاعفاته بالمقارنة بالجراحة حيث أن المرض المسبب يمكن تحديده كما أن سريان مجرى الدم يمكن استعادته وبعد أن تجرى الجراحة فى مريض تم تحضيره جيدا للعمليات باستخدام الطرق التداخلية أو الجراحة المفتوحة وذلك بهدف الحصول على نتائج طويلة المدى.
يعتبر ستربتوكيناز الذي تم إنتاجه من البكتريا هو أول مذيب للجلطات وافقت عليه إدرارة الغذاء والدواء ولكن حدوث الحساسية والمضاعفات النزفيه نتيجة استخدامه أدى الى البحث عن مستحضر آخر ومن ثم تم اكتشاف منشط البلازمينوجين ويوروكيناز ، وهذه الإنزيمات كلها تعمل من خلال تنشيط الإنزيم البدائي البلازمينوجين إلى البلازمين الذي يذيب الجلطات.
من ناحية اخرى فإن العلاج الأساسى لمرضى السدادات الشريانية هو استخدام قسطرة فوجارتى تحت تأثير مخدر موضعى لمعظم الحالات وتعتبر طريقة بسيطة وآمنة وقد تم استخدامها فى 75% من الحالات.
هذه الطرق تمثل حجر الزاوية لطرق العلاج والتى يتم استخدامها فى مثل هذه الحالات واضعين فى الاعتبار أن نقلل نسب الوفاة والمضاعفات المصاحبة لمرض قصور الدورة الدموية الحاد للطرفيين السفليين, ويهدف البحث إلى عرض دور العلاج التخثرى فى علاج هذا المرض مع عرض الأهداف والطرق والموانع والمضاعفات والنتائج.
وفى النهاية فإن جراح الأوعية الدموية يجب أن يكون على دراية واسعة بطرق علاج مختلفة ومتنوعة بعض منها جراحيا وبعض منها تداخليا والآخر دوائيا.