الهيئة الدائمة لحقوق الإنسان تدعو لتعزيز التعاون الدولي لحماية حقوق اللاجئين بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
كتبت-أميرةعبدالعظيم
شاركت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي في الاحتفاء باليوم العالمي للاجئين الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، داعية دول العالم كافة إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي لتحقيق أفضل حماية لحقوق اللاجئين في جميع أنحاء العالم. وأكّدت الهيئة أن هذا اليوم فرصة لتعزيز مشاعر التعاطف والتوعية بمحنة اللاجئين، وتسليط الضوء على ضرورة دعم قدرتهم على التكيف في عملية إعادة بناء حياتهم، في ضوء الاتجاهات الحالية المقلقة، التي تشير إلى تصاعد أعمال التمييز والكراهية الموجهة ضد اللاجئين على أساس جنسهم أو عرقهم أو دينهم أو أصلهم، وازدادت تفاقماً بسبب انتشار "كوفيد-19".
وعدّت الهيئة، "اليوم العالمي للاجئين" مناسبة أخرى للاحتفاء بقوة وشجاعة جميع أولئك الذين اضطروا إلى الفرار من بلدانهم الأصلية خوفاً من الصراع أو الاضطهاد، وتعبئة الإرادة السياسية والموارد لمساعدتهم ، مشيرة إلى أنه في السنوات الأخيرة أدت النزاعات والأزمات وحالات الطوارئ الإنسانية المتزايدة والأكثر تعقيدًا إلى ارتفاع مقلق في حركة اللاجئين العالمية، الذين يشكّل النساء والأطفال أكثر من نصف عددهم ، وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.
ولفتت إلى أن مما يزيد قلقها بشكل خاص، استمرار حالات الانتهاكات والحرمان من التمتع بحقوق الإنسان المكفولة للنازحين، الذين يعيشون تحت الاحتلال الأجنبي والصراعات المسلحة، مما يجعلهم عرضة لشتى أعمال العنف والفظائع على أيدي قوات الاحتلال.
وأكدت الهيئة تضامنها الكامل مع جميع اللاجئين والنازحين، مشددة على ضرورة القضاء على الأسباب الجذرية لهذه الصراعات، لاسيما الاحتلال الأجنبي، حيث تتجاوز الأسباب الجذرية للتنقلات القسرية للمهاجرين واللاجئين حالات النزاع والاضطهاد لتشمل عوامل أخرى، منها الفقر المدقع، والعنف والاستغلال، والتدهور البيئي والكوارث الطبيعية، والحرمان من التمتع بحقوق الإنسان الأساسية .
ولمواجهة هذه التحديات، حثت الهيئة الدول على التعاون في إيجاد أفضل السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز التشريعات، وخطط العمل الوطنية الخاصة باللاجئين، على نحو يضمن صياغة سياسات قائمة على مقاربة حقوق الإنسان، وذلك بمشاركة جميع أصحاب المصلحة، داعية إلى ضرورة تحسين إطار التعاون الدولي بغية التعامل مع قضايا اللاجئين عبر الحدود بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وأشادت الهيئة بدور دول منظمة التعاون الإسلامي في توفير الدعم الإنساني السخي بشكل مستدام لفائدة للاجئين، وذلك عملاً بالأوامر الإلهية، ومبادئ الرحمة والتضامن الإسلامية ، حيث لا يخفى أن دول منظمة التعاون الإسلامي تستضيف أكثر من نصف عدد اللاجئين وطالبي اللجوء عبر العالم، حيث يعدّ العديد منها بلدان المنشأ والعبور والمقصد في الوقت نفسه ، ومن ثم تتحمل هذه الدول قسطاً عالياً وغير متكافٍ من المسؤولية العالمية المتعلقة بحماية النازحين حول العالم .
وأعربت الهيئة عن قلقها إزاء تضاؤل مستوى الدعم المالي المخصص للإغاثة الإنسانية الضرورية للاجئين، مما يقوّض قدرتهم على التمتع بحقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك الحق في المأوى، والحق في الرعاية الصحية، والحق في التعليم، داعية المجتمع الدولي، لا سيّما الدول والمنظمات المانحة، على تخصيص الموارد المطلوبة لدعم ومساعدة البلدان المضيفة للاجئين، بما يتماشى مع مبدأ التضامن والتعاون الدولي والمشاركة العادلة في تحمّل الأعباء.