كتبت/داليا عادل
قال الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة، إن الحسن عبدالله، انتحاري الدرب الأحمر، ذئب منفرد ينتمي لتنظيم «داعش» الإرهابي، مؤكدًا أن عقيدة الدواعش تأمرهم بقتل أنفسهم عند تأكدهم من إلقاء القبض عليهم، على اعتبار أن الانتحار في هذه الحالة أفضل من الوقوع في الأسر –حسب اعتقادهم- حتى لا يتعرضون لضغوط تجبرهم على اعترافات تكشف تنظيمهم، وهو ما أكده القيادي الداعشي «أبو بكر الناجي» في المبحث الرابع من كتابه الشهير «إدارة التوحش».
ونفى أن يكون انتماء «الحسن» لجماعة الإخوان المسلمين، التي يفضل عناصرها الاستسلام لرجال الشرطة حفاظًا على حياتهم، حتى لو اضطرهم ذلك للإدلاء بأية معلومات عن جماعتهم (حتى لو كانت كاذبة)، مستخدمين أسلوب الضليل لجهات التحقيق.
وأشار حمزة إلى أن الشنطة التي كان يحملها «الحسن» على ظهره هي إحدى أدوات الذئب المنفرد التي تحدثت عنها وثيقة داعشية بعنوان «200 نصيحة للذئاب المنفردة» الصادرة عن مؤسسة تدعى «الصقري للعلوم العسكرية» التابعة لتنظيم «داعش»، لافتًا إلى أن الانتحاري استخدم نظرية التشتيت التي يجيدها التنظيم الإرهابي كجزء من استراتيجية شوكة النكاية والإنهاك التي تهدف لتشتيت رجال الأمن من خلال تنفيذ أكثر من عملية في وقت واحد، وهو ما كان يخطط له «الحسن»، من خلال وضع قنبلة في مكان آخر وفي الوقت ذاته يقوم بتفجير قنبلة مؤقتة في البيت الذي كان يختبأ فيه وسط الحي السكني بالدرب الأحمر.
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي، أن انتماء «الحسن» لـ«داعش» لا ينفي تعاطفه مع جماعة الإخوان المسلمين، إذ إن تنظيم البغدادي خرج من عباءة جماعة حسن البنا، ويتبنى أفكار سيد قطب مثل جاهلية المجتمع والعزلة عنه وتكفير الحكام وأتباعهم والجهاد ضدهم، مشيرًا إلى أن شهادات جيران الانتحاري أكدت أنه شخصية انطوائية، ما يعني أنه كان يطبق العزلة الشعورية والمفاصلة عن المجتمع.