إلى عرفات الله
بقلم - أمال إمام
إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا.. وما أكثر هذه الأيام التي اختص الله سبحانه وتعالى بها المسلمين ..من رحمة ومغفرة وبركاته سبحانه وتعالى.. وتأتي الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة المباركة من أعظم هذه الأيام.. في الأجر والثواب والبركة.. ويتسابق المؤمنين في هذه الأيام المباركة إلى التقرب إلى الله عز وجل.. بالصيام.. وتلاوة القرآن.. والذكر.. لعل الله يصبهم بمغفرة منه ورحمة.. وبركة.. وقال عنها رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم : “ما من أيام العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام”، يعني العشر الأوائل من ذي الحجة قالوا.. يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال.. ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء.. رواه البخاري..
ويأتي اليوم التاسع من ذي الحجة.. يوم عرفة.. من أعظم هذه الأيام لدى كافة المسلمين في كل بقاع الأرض وعلى مر السنين..
ويستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج حيث يكون في هذا اليوم واقفا بعرفة.. مشتغلا بتأدية مناسك الحج.. وأما غير الحاج فيستحب له صوم يوم عرفة لما ورد في الحديث: "صيام يوم عرفة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها".. ويحضرني هذا المشهد العظيم..المهيب.. وأنظار وقلوب المسلمين متجه إلى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو يخطب خطب الوداع وهو على جبل عرفات.. جبل الرحمة وقد نزل في هذه الساعة الوحي على رسول الله مبشراً فيه بتمام الدعوة.. "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه.. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
وهنا بكى ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه..
فقد أحس بقرب أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله..
وتضمنت خطبة حجة الوداع عددًا من الوصايا التي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنها ما أوصى به الرجال ..
وشدد عليها في خطبة الوداع.. الاعتناء بالمرأة وحمايتها.. والاهتمام بآلام ورعايتها سواء كان الأب موجود أو توفاه الله.. والإحسان والعطف ورعاية الأخت خاصة بعد فقدان الأب..لأنه الحب والأمان والحماية بعد الأب..
يعد هذا من أفضل الأعمال الصالحة.. فقال صلى الله عليه وسلم :ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا وإن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم، فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن.. أخرجه الترمذي
فاتقوا الله في النساء.. وكأنه أراد بهذه الوصية العظيمة أن يحفظ المجتمع من خلال صيانة كرامة المرأة وتقديراً لها ولدورها في هذا المجتمع.. فهي العمود الفقري له ولهذا أوصى بها خيرا وذكر الرجال أنهن شقائقهم.. كما حدد صلى الله عليه وسلم الحقوق والواجبات بين الزوجين.. وفي الختام ادعوا الله سبحانه وتعالى أن يرزقني وإياكم الوقوف على جبل عرفات.