صورة وذكري : ”مداح الرسول محمد الكحلاوي”
يوافق اليوم ذكرى ميلاد مداح الرسول الفنان محمد الكحلاوي
أسمه الحقيقي: محمد مرسي عبد اللطيف
ولد في 1 أكتوبر 1912
توفي في 5 أكتوبر 1982 عن عمر يناهز ال70 عاما.
ولد في منيا القمح بمحافظة الشرقية، وذاق مرارة اليتم فقد ماتت أمه وهي تلده، ولحق بها أبوه وهو لا يزال طفلاً صغيراً، تولى تربيته ورعايته خاله الفنان محمد مجاهد الكحلاوي، والذي كان مصاحباً للفنان الراحل صالح عبد الحي.
في البداية عمل الفنان محمد الكحلاوي موظفاً بالسكة الحديد، وكذلك لعب كرة القدم في أكثر من نادي رياضي، بدأ مشواره الفني بإنشاد المواويل الشعبية، وترك وظيفته والتحق بفرقة عكاشة، بدأ العمل في الإذاعة منذ نشأتها في عام١٩٣٤، في عام ١٩٤٥ تم انتخابه ليكون نقيباً للموسيقيين ولكنه قام بالتنازل عن المنصب لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
قام بتأسيس شركة للإنتاج الفني، وقدم عدد كبير من الأغاني الشعبية والعاطفية، وقدم ما يقرب من أربعين فيلماً، وقام بتلحين العديد من الأغاني للعديد من المطربات وعلى رأسهم المطربة حورية حسن.
اشترى العوامتين ٦٤، ٦٦ في شارع الجبلاية، وكان يستضيف في عوامته كبار رجال الفن والأدب والسياسة والإعلام، وقد تبرع بإحدى العوامتين للرئيس الراحل أنور السادات في عام ١٩٥٨ وذلك ليستقبل فيها ضيوف المؤتمر الإسلامي، لكونه سكرتير عام المؤتمر.
ظل محمد الكحلاوي لفترة طويلة أعزب لم يتزوج، ولم يقع في الحب، ولكن عند حضوره فرح أحد الأثرياء أعجب إعجابا شديداً بإحدى الفتيات، وتقدم لطلب يدها وخطبتها ولكن أهل الفتاة قابلوا طلبه بالرفض، فصدم بشدة، ولكنه لم يستسلم وأصر على معرفة سبب الرفض، فأبدى أهل الفتاة ذات الأصول التركية انزعاجهم من كونه مطرب وممثل، ولكن محمد الكحلاوي طمأنهم بأنه من أصول ريفية وحافظاً لكتاب الله، فوافقت الأسرة على طلبه، وتزوج من الفتاة التي خطفت قلبه، وعاشا معاً خمسين عاماً، وأنجبا سبعة أبناء، منهم الدكتورة عبلة الكحلاوي الداعية الإسلامية الشهيرة، والدكتور محمد الكحلاوي عالم الآثار الإسلامية، وأحمد الكحلاوي المطرب والمنشد الديني الذي صار على نهج والده.
الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي هي ابنة المطرب والمنشد الديني مداح الرسول محمد الكحلاوي، وتقول عنه عبلة أنه رباها هي وأخواتها على كتاب الله وسنة رسوله، وكان يسعى لإخفائهم عن الأضواء خوفاً عليهم، ولكنه دعمها في مشاركتها في الاتحادات الطلابية، ودعمها في مواقفها السياسية حتى ظهرت صورتها على غلاف مجلة “آخر ساعة” وهي تهتف في عيد العمال، وروت عبلة الكحلاوي أنها تعلمت من والدها الكثير من الحكم والمواعظ التي أثرت عليها وغرست في نفسها طيب الأثر.
على الرغم من أنه كان واحداً من أشد المؤيدين للثورة ورجال الثورة، إلا أنه رفض الغناء في حفل أمام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ويرجع ذلك لأن الفنان محمد الكحلاوي قد فقد صوته في فترة من الفترات، ورأى في منامه أن صوته سوف يعود مرة أخرى إذا توقف عن الغناء إلا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما استيقظ وجد صوته قد عاد، فظل محافظاً على وعده ولم يعد يغني سوى في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كانت علاقة الفنان محمد الكحلاوي بالملك فاروق علاقة قوية وجيدة، ولعل خير دليل على ذلك قصة الفنانة تحية كاريوكا، فقد كان الملك فاروق يسهر في أحد الملاهي الليلية التي ترقص فيها الفنانة تحية كاريوكا ويبدو أنها أرادت تجامله ولكنها أساءت اختيار كلماتها فمالت عليه وقالت له “جلالة الملك مكانك ليس هنا”، وغضب الملك من قولها وحاصرها وامتنع المنتجون وأصحاب الملاهي عن العمل معها، حتى جاءت حادثة الملك وذهبت الفنانة تحية كاريوكا لزيارة الملك، وبعدها بأسبوع واحد أرسل لها الفنان محمد الكحلاوي عقداً لفيلم جديد، مما يدل على قوة علاقته بالملك.
ظل الفنان محمد الكحلاوي مواظباً على فريضة الحج أربعين عاماً متصلة، وفي أواخر أيام حياته ترك عمارته المطلة على نيل القاهرة في حي الزمالك، وانتقل لمدافن الإمام الشافعي وبنى مسجداً، ومدفناً، واستراحة أعلى المسجد وسكن فيها، وظل فيها حتى وافته المنية في اليوم الموافق الخامس من شهر أكتوبر في عام ١٩٨٢.