أنباء اليوم
الأربعاء 18 ديسمبر 2024 06:50 صـ 17 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
رسمياً فينسيوس يتوج بجائزة ذا بيست تشكيلة العام من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم « الفيفا » الرئيس السيسي: حريصون على تأهيل خريجي كليات الحاسبات لمواكبة متطلبات سوق العمل محافظ الشرقية يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2024 / 2025 مدبولي: نحرص على دعم الجهود التنموية بدول حوض النيل في مختلف المجالات وزير الخارجية يلتقي بنائب رئيس وزراء ووزير خارجية باكستان محافظ الشرقية: إستمرار تنفيذ المرحلة الثالثة من الموجه الـ 24 لإزالة التعديات المخالفة محافظ الشرقية: إسترداد أراضي أملاك الدولة وتطبيق القانون بكل قوة وحسم على غير الملتزمين محافظ الشرقية يتفقد مستشفى أبو حماد المركزي للوقوف على مستوي الخدمات الصحية والعلاجية رئيس هيئة الدواء يبحث سبل تعزيز التعاون مع نقيب عام الأطباء البيطريين الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يعقد ندوة حوارية تحت عنوان ”أسرة مستقرة = مجتمع آمن” وزير العدل يشهد أداء اليمين القانونية للأعضاء القانونين الجدد بمصلحة الشهر العقاري

أماكن وحكايات. القناطر الخيرية


لم تكن فكرة إنشاء القناطر الخيرية من مستحدثات فكر محمد على أو مهندسيه بل كان لها جذور سابقة فقد ذكر نابليون بونابرت في مذكراته أنه من الأعمال الجليلة التي لا مناص من تنفيذها في يوم ما لأن إنشاء سدود على فرعى دمياط ورشيد سوف تتضاعف مياه النيل
وحين تولى محمد على السلطة في مصر عام 1805م بدأ هذا الحاكم في تحويل معظم أراضي الدلتا إلى الري المستديم وذلك ضمن خطة طموحة لتحديث مصر مما استدعى استخدام الأرض الزراعية بكفاءة أكبر وزراعتها بالمحاصيل القابلة للتصدير وكان أهمها محصول القطن وهو محصول صيفي يحتاج إلى الماء في وقت يكون فيه النيل شحيحا وبدأت أولى محاولات توفير الماء خلال موسم التحاريق لري القطن عام 1820م بتعميق ترع الدلتا لعمق قد يصل إلى ستة أمتار لكي تصل إلى منسوبا النيل الواطيء في موسم التحاريق وفشلت هذه المحاولة فشلا ذريعا حيث كان رفع الماء منها باهظ التكاليف إضافة إلى صعوبة تطهيرها من الطمي به كل فيضان وفى عام 1825 تم استبدال نظام تعميق القنوات بنظام أخر يتم فيه رفع منسوب المياه في النيل والقنوات الكبرى بعمل سدود عرضية بها ولكن هذا النظام لم يلق النجاح مثل سابقة لتكلفته العالية في تطهير الطمي الذي يتجمع خلف هذه السدود به كل فيضان والذي كان يحتاج إلى حوالي أربعمائة ألف فرد كل عام يعملون بنظام السخرة لتطهير هذه السد ود فكان لابد من التفكير بطريقة عملية لرفع مستوى النيل في المواضع التي تستمد منها الترع ماءها مما حدا
بمحمد على إلى جمع مهندسيه وأرباب الفن لتحقيق هذا الهدف وبعد الدراسات وافقت اللجنة المشكلة على مشروع المهندس الفرنسي لينان دي بلفون والذي اقترح فيه بناء القناطر على فرعى النيل شمال نقطة افتراق الفرعين بنحو عشرة كيلو مترات وبدأ العمل عشوائيا دون استعداد كاف وتوقف العمل عام 1835م بسبب تفشى وباء الطاعون بعدها تم استبدال مشروع لينان بمشروع آخر أعده المهندس الفرنسي موجل بك
وكانت فكرة مشروعه هي أن تقام القناطر في جزيرة شلقان على بعد قليل من أمام نقطة افتراق الفرعين وبدأ العمل في مشروع موجل بك عام 1843م تحت إشرافه وتوفى محمد على باشا أثناء العمل عام 1848م وفى عهد عباس باشا الأول سار العمل في القناطر الخيرية ببط ء وكان موجل بك يلح عليه في إتمامها ولكن عباس الأول لم يبال بما يقول موجل بك و أوقفه عن العمل واستمر العمل في إنشاء القناطر الخيرية يسرع حينا ويبطئ احيانآ أخرى إلى أن انتهى العمل بها في عهد سعيد باشا وتحت إشراف المهندس مظهر بك عام 1861م وقد جلبت حجارة القناطر من منطقة طره والبساتين

وصف القناطر الخيرية
تعتبر القناطر الخيرية سد عظيم على نهر النيل شمال القاهرة المفتوح وأول عمل للري أقيم على أعظم عمل صناعي للري في العالم بدأ التفكير فيه ليكون الري مستديما وحجز المياه أمام قنطرة لتأخذ الرياحات المياه وتوصلها إلى أراضي الدلتا كلها وتعتبر القناطر أعجوبة فنية وأثرية ويجب أن يتم وضعها على الخريطة السياحية ‘وتتكون من قنطرتين أقيمتا على فرعى رشيد ودمياط عند راس الدلتا وحيث أن الجمع بين الري والحوض والمستديم في أراضي الدلتا قديما كان باهظ التكاليف فكرت حكومة محمد على في إنشاء محطتين على فرع رشيد لرفع المياه إلى الترع التي تروي الجزء الغربي من الدلتا بينما باقي أراضي وسط وشرق رشيد تروى من فرع دمياط مما لم يحسن حالة الري إلى الدرجة المطلوبة وقد توقف المشروع ثم أعيد التفكير في استكمال الإنشاء بعد شرح فوائد المشروع لمحمد على
قناطر فرع دمياط
يبلغ طولها 535م وتحتوى على 71 فتحة تم إغلاق عشرين فتحة بصفة نهائية وكل فتحة عرضها خمسة أمتار ماعدا فتحتين في الوسط عرض كل منهما خمسة أمتار ونصفا متر ولهذه القناطر هويس بعرض 12م ×65.
قناطر فرع رشيد
يبلغ طولها 465م وقاع مجراها منخفض بمقدار مترين عن قاع فرع دمياط كما أن كمية المياه التي تمر فيها أثناء الفيضان ضعف كمية المياه التي تمر في فرع دمياط وتحتوى على 61فتحة عرض كل منها خمسة أمتار عدا فتحتين في الوسط عرض كل منها خمسة أمتار ونصف متر ولقناطر فرع رشيد هويسان أحدهم غرب القناطر والآخر شرقها أبعادهما 12م ×8.65م ونظرا لوجود عيوب وتصدعات في القناطر الخيرية تشكل العديد من اللجان لإصلاحها بدءا من 1891م مرورا بعصر إسماعيل إلى أن وقعت البلد في أيدي الاحتلال الانجليزى وفى عام 1885 حصلت مصر على قرض من مؤتمر لندن خصص منه مليون جنية لإصلاح الري ومنشأته وبدا التفكير على الفور في إصلاح القناطر الخيرية واستمر العمل بدءا من 1886 حتى انتهى في يونيو 1890م وفى نفس العام تم إزالة جميع السدود الترابية وأصبحت القناطر الخيرية صالحة للعمل وبالرغم من إتمام الإصلاح في عام 1891 إلا انه في عام 1896ظهرت شروخ في القنطرتين 807 من قناطر فرع رشيد ورغبة في صيانة القناطر الخيرية استقر رأى رجال نظاره الإشغال العمومية على إنشاء سدود خلف القناطر لتشاطرها جزءا من قوة التوازن عند الحجز عليها وقد بدا العمل في إنشاء السدين 1898 وكان طول سد فرع رشيد 500م وأشرف على البناء الميجور براون ورفيقة مستر جورج بروك وبواسطة هذين السدين أمكن رفع منسوب القناطر الخيرية والاستفادة من الفيضان وقد لعبت القناطر الخيرية دورا هاما في زيادة المساحة المزروعة وتنظيم الملاحة وحركة الري بالنيل
قنطرة فم الرياح المنوفي
شيد موجل بك قنطرة الرياح المنوفى في عام 1850م وكانت تتكون عند نشأتها الأولى من ست فتحات وهويس بعرض 15م وفى عام 1886 جعل عرض الهويس 9م وتم تحويل الباقي إلي فتحة سابعة ونظرا للطبيعة الرملية لأرضية قنطرة الرياح المنوفى فقد تهدم بناؤها فجأة في 26/12/1909 م ولم يبق منها سوى الإضافات التي تمت عام 1886م وما بعدها وبدأ العمل في بناء قنطرة جديدة مكانها تتكون من 9فتحات وهويس عرضه 8م وتم بناؤها في أغسطس 1910م
قنطرة فم الرياح البحيرى
تم بناء هذه القنطرة عام 1863 ولكنها لم تستعمل إلا في عام1890م وكانت مكونة آنذاك من 3 فتحات عرض الواحدة 4م وهويس عرضة 8م وقد أضيفت فتحتان إلى هذه القنطرة عام 1900م وتم تحويل الهويس القديم إلى فتحتين وأضيف هويس جديد عرضه 8م
قنطرة الرياح التوفيقي
بدأ العمل في بنائها عام 1886 م وتمت عام 1889 وتتكون من ست فتحات عرض الواحدة 5م وهويس عرضه 5. 8م وفتحت للعمل بها في 11/2/1890
(القناطر الجديدة )
اتجه رجال الري إلى إنشاء قناطر جديدة عام 1935 لتكون بديلا عن القناطر الخيرية التي وهنت وكانتا صيانتها ذات تكاليف عالية وتشغيلها لا يكفى باحتياجاته التوسع وقد انتهى العمل في القناطر الجديدة عام 1939
قناطر دمياط الجديدة :
تتكون من 34فتحة عرض كل واحدة 8م وهويس عرضه 12م وطوله 80م
قناطر رشيد الجديدة
تتكون من 46 فتحة عرض كل واحدة 8م وهويس عرضه 12م وطوله 80م جدير بالذكر انه يجرى حاليا إنشاء قناطر وأهوسة جديدة على الرياح المنوفى والتوفيقى إضافة إلى ميناء لمدينة القناطر الخيرية يسهم في رواج وتنشيط الحركة التجارية بالمنطقة وزيادة الاعتماد على حركة النقل النهري
فوائد القناطر الخيرية
إمكانية ري 3.8 مليون فدان خلف القناطر أمام ( أوطي ) منسوب للتحاريق دون استخدام الآلات ومع إتباع نظام الغمر أثناء الفيضان يمكن زراعة ثلاثة محاصيل
إمكانية ري الأراضي أمام القناطر حتى القاهرة بنفس الطريقة .
إتمام ري أراضي الوجه البحري في الفيضانات الواطيه
تحسين الملاحة في الترعة
إمداد ترعة المحمودية بالمياه طول العام عن طريق ترعة الخطاطبة
وجود مياه جارية بالخليج المصري طول العام بمنسوب الفيضانات
إلغاء السواقي وباقي أدوات الري المعمول بها في ذلك الوقت .
الاحتفاظ بالمياه في ترعة السويس القديمة
زيادة ربح الزراع إلى ثلاثة أضعاف لأن ري الأراضي ثلاث مرات يزيد المساحة بواقع 1.5 مليون فدان وقد تم وضع حجر الأساس في 19 إبريل 1843 واستمر البناء لمدة عشرين عاما ثم بدأ العمل في القناطر الجديدة سنة 1936 وتمت سنة 1939 وتقع شمال القناطر القديمة
بنيت القناطر عند قمة الدلتا على مساحة 22 كم تقريبا من القاهرة وعند تفرع النيل لفرع دمياط ورشيد وتتكون قناطر رشيد من 61 فتحة وهويسين عرض الفتحة 5 أمتار لعدد 59 فتحة وفتحتين عرض 5.5 متر والعرض الكلي للطريق فوق القناطر 8.65 مترا وأبعاد الهويس 12 × 66.5 مترا
أما قناطر دمياط فتتكون من 71 فتحة منها 20 فتحة مقفولة وهويس عدد الفتحات عرض 5 أمتار وهي 49 فتحة وفتحتين عرض 5.5 متر ويبلغ العرض الكلي للطريق فوق القناطر 8.65 مترا وأبعاد الهويس 12 × 54 مترا
بلغت تكاليف إنشاء القناطر والسدود الخلفية في ذلك الوقت 287 ألف جنية وقد أنعم الخديوي في 15 أبريل عام 1889 على المهندسين القائمين بالأعمال بالرتبة الثانية .
حيث أن القناطر الخيرية كانت عاجزة عن تحمل زيادة الحجز عليها فقد بدأ في إقامة قناطر جديدة بدلا منها وعلي هذا الأساس بدئ في إقامة قناطر محمد علي في أواخر أكتوبر 1936 وانتهى العمل بها في منتصف ديسمبر 1939 وتتكون قناطر رشيد من 46 فتحة عرض كل منها 8 أمتار وزودت بهويس للملاحة عرضه 12 مترا وطولها 80 مترا أما قناطر دمياط فتتكون من 24 فتحة وعرض 8 أمتار بهويس مماثل لهويس رشيد وبلغت تكاليف إنشائها في ذلك الوقت 2.400.00 مليون جنيها

وعند البدء فى بناء القناطر الخيريه زمع بداية أعمال الحفر فقد نتجت كميات هائلة من الطمى ألقيت على ضفتى فرعى النيل ومنطقة الإنشاء حيث كونت تلالا وودياناً خصبة ورأى القائمين على العمل أن تزرع هذه الأراضى وأن تنشأبها حدائق ومنتزهات وجلب لزراعتها من مصر والخارج الاشجار والنباتات النادرة وأجمل أنواع الزهور وأنشئت بها الغابات وغرس بها أفضل أنواع النخيل حيث تحولت إلى مساحه لجذب الزوار ورئة ومتنفساً لأهل مصر
أما الحدائق فقد وصلت مساحتها إلى 180فدان مزودة بالمرافق والخدمات من دورات مياه وكافتيريات وخلافه وهى موزعه على المنطقه كلها ويحصل على مقابل دخول رمزى روعى فى تقديره البعد الأجتماعى
وأضافه إلى البانوراما السياحية الرائعة التى تمثلها منطقة القناطر وإزاء هذا التعدد المبهر للحدائق والمشاتل فكان لابد من تنسيق المعارض بالحدائق النموذجيه بمعدل معرضين كل عام فى فصلى الربيع والخريف – حيث تشكل هذه المعارض كرنفالا رائعاً للزهور .
ومن المنطقى أن يترتب على ذلك وجود المتاحف وهى متحف الرى القديم المقام على طراز أنجليزى ويمثل تحفة معمارية فريدة وأثر سياحياً مبهراً
و متحفاً للطفل ويشمل نماذج و وسائل توضح للطفل أهميه ترشيد أستهلاك المياه وكيفية المحافظة عليها
كما يوجد متحف الرى الجديد الذى أنشىء عام 1957 لعرض تاريخ الرى فى مصر ويضم عدة صالات لعرض النماذج المجسمة والمصورة والمرسومة لمشروعات الرى وصالة لعرض الافلام السينمائية وأخرى لعرض أفلام الفيديو وقد نقلت إليه معروضات المتحف الأثرى لحين أنتهاء هيئه الأثار والإدارة العامه لرى قناطر الدلتا من أعمال الترميم
وقد أنشأت أخيراً مكتبه الطفل بالحديقة النموذجية ج لممارسة الأنشطة التثقيفية والعلمية والترفيهية وهى مزودة بالإضاءة لتستقبل الحديقة زوارها حتى قبيل الليل
فإذا ما وجدت قناطر وطوابى أثرية وحدائق ومتاحف ومعارض فمن الطبيعى أن تعد هذه المنطقه بالأنشطة الترفيهية والتى تضفى بعداً أخر للنهضه السياحية – حيث تكثر الرحلات النهرية بين القاهرة والقناطر فى نهضة سياحية مبهرة بالإضافه إلى لنشات النزهه النيلية التى تتخذ مراسيها على شواطىء النيل وفروعة ورياحاتة وحيث رياضه ركوب الخيل والدراجات والتجول بالحناطير والتمتع بألعاب الملاهى فضلاً عن توافر مجموعة الشاليهات المطلة على النيل مباشرة والملحق بها كازينو سياحى ومطاعم
ولسوف تظل هذه المنطقة بمركزها السياحى المبهر صورة مشرفه للسياحة فى مصر
وكما أن مصر هبة النيل فسوف تظل القناطر الخيرية رائعة الزمان والمكان

فكرة الانشاء والاستعداد بالتجهيزات سنة ١٢٤٩ هجريا ١٨٣٣م
وصدر مرسوم ببدء العمل سنة ١٢٦١ هجريا ١٨٤٥ م
و وضع حجر الاساس عام ١٢٦٣ هجريا ١٨٤٧ م
وبعد انتهاء من بناء القناطر حدث صدوع وشروخ كما حرقت الطوابي فى عهد الوالى سعيد فقام الخديو اسماعيل بانشاء وترميم القناطر والطوابى وانتهى فى ٣١ اغسطس عام ١٨٦٧ م.. ده بالنسبة للتاريخ
بالنسبة لمبنى متحف الطفل فهو طراز رومى تركى وليس انجليزى وهو من عصر الخديو اسماعيل حسب ما قيل فى جريدة الوقائع المصرية