توالي إرتداد العقود الآجلة لأسعار النفط من الأعلى لها في ثمانية أعوام متغاضية عن تراجع الدولار
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق مائل للتراجع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداد عقود خام نيمكس للجلسة الخامسة من الأعلى لها منذ أواخر /سبتمبر 2014 واستأنف عقود برنت الارتداد من الأعلى لها منذ الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2014 للجلسة الثالثة في أربعة جلسات متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار للجلسة الثامنة في عشرة جلسات من الأعلى له منذ مطلع تموز/يوليو 2020 وفقاً للعلاقة العكسية بينهم.
ويأتي ذلك على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم ووسط تسعير الأسواق لتقدم المحادثات النووية بين واشنطون وطهران ما قد تعيد النفط الإيراني للأسواق مقابل التوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا الني تعزز القلق حول شح المعروض في أسواق الطاقة وذلك على الرغم من الجهود الدبلوماسية.
وفي تمام الساعة 04:09 صباحاً بتوقيت جرينتش إنخفضت العقود الآجلة لأسعار خام النفط "نيمكس" تسليم آذار/مارس القادم 0.42% لتتداول عند مستويات 89.63$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 90.01$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 89.66$ للبرميل.
كما تراجعت العقود الآجلة لأسعار خام برنت تسليم /أبريل المقبل 0.31% لتتداول عند 91.44$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 91.72$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 91.55$ للبرميل، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.11% إلى 95.52 مقارنة بالافتتاحية عند 95.63، مع العلم أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 95.49.
هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن بيانات التضخم مع صدور قراءة مؤشر أسعار المستهلكين والتي قد تعكس تباطؤ النمو إلى 0.4% مقابل 0.5% في كانون الأول/ديسمبر الماضي، كما توضح القراءة الجوهرية للمؤشر تباطؤ النمو إلى 0.5% مقابل 0.6%، بينما قد تظهر القراءة السنوية للمؤشر تسارع النمو إلى 7.3% مقابل 7.0%، وتوضح القراءة السنوية الجوهرية تسارع النمو إلى 5.9% مقابل 5.5%.
ويأتي ذلك بالتزامن مع صدور قراءة طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي الخامس من شباط/فبراير والتي قد تعكس انخفاضاً بواقع 11 ألف طلب إلى 227 ألف طلب مقابل 238 ألف طلب في القراءة الأسبوعية السابقة، كما قد توضح قراءة طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في 29 من كانون الثاني/يناير تراجعاً بواقع 13 ألف طلب إلى نحو 1,615 ألف طلب مقابل 1,628 ألف طلب في القراءة الأسبوعية السابقة.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا بالأمس أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط للأسبوع المنقضي في الرابع من شباط/فبراير اتساع العجز إلى نحو 4.8 مليون برميل مقابل نحو 1.0 مليون برميل، بخلاف التوقعات التي أشارت إلى فائض بنحو 1.5 مليون برميل، لنشهد انخفاض المخزونات إلى نحو 410.4 مليون برميل، ولتعد بذلك المخزونات 11% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
كما أوضح تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأربعاء انخفض مخزونات وقود المحركات لدى الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة عالمياً، 1.6 مليون برميل، بينما لتعد المخزونات 3% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام، كما تراجعت مخزونات المشتقات المقطرة 0.9 مليون برميل، لتعد المخزونات 19% أقل من متوسط الخمسة أعوام الماضية لمثل هذا الوقت من العام.
وفي سياق أخر، تابعنا الجمعة الماضية أعادت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إعفاءات متعلقة بالبرنامج النووي لطهران مع دخول محادثات الاتفاق النووي الإيراني مع القوي الغربية المبرم في 2015 المرحلة النهائية والذي انسحبت منه واشنطون في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأمر عزز فرص عودة النفط الإيراني للأسواق اذا نجحت المباحثات وتم التوصل لاتفاق يؤدي لرفع العقوبات الأمريكية على صادرات إيران النفطية.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا الأحد الماضي تحذير مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان من غزو ورسي وشيك على أوكرانيا، ويذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت الأربعاء الماضي أنها ستنقل بعض قواتها المتمركزة في أوروبا إلى الشرف وتنشر قوات أمريكية إضافية في أوروبا، الأمر الذي عزز القلق حيال تصاعد التوترات بين الغرب بقيادة أمريكا وروسيا حيال ملف أوكرانيا.
ونود الإشارة، لكون الكرملين أعلن مسبقاً عن كون وجهات نظر روسيا لم تؤخذ في الحسبان في المقترحات الأمنية الأمريكية، وجاء ذلك قبل تصريحات لكون الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين الأسبوع الماضي عن كون دول الغرب لم تعالج مخاوف موسكو حيال توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) قرب أراضي روسيا وأن الحلف يستغل أوكرانيا في التمدد وتهديد الأمن القومي لموسكو على حد تعبيره آنذاك.
ويذكر أن البيت الأبيض أعلن مسبقاً عن كون إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتطلع للتوصل إلى خطة يمكن بموجبها تأمين إمدادات الطاقة لحلفاء أمريكا في أوروبا وذلك في حال خفضت روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط عالمياً صادراتها من النفط والغاز الطبيعي للقارة العجوز رداً على التوترات مع أوكرانيا، مع الإشارة لكون الإدارة الأمريكية تدرس مع منتجي الغاز حول العالم إمكانية تسخير قدرتهم الإنتاجية لتأمين إمدادات الطاقة لأوروبا.
وفي سياق أخر، فقد تابعنا الأسبوع الماضي فعليات اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة للدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارجها وعلى رأسهم روسيا أو ما بات يعرف بـ"أوبك+"، والذي أسفر عن بتثبيت سياسة الإنتاج دون تغير التي تستهدف زيادة إنتاج النفط 400 ألف برميل يومياً كل شهر كما هو متفق عليه في اجتماع 18 من تموز/يوليو بدايتاً من مطلع آب/أغسطس الماضي وحتى منتصف 2022.
بخلاف ذلك، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثها أمس الأربعاء في تمام 07:32 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 399.60 مليون حالة مصابة ولقي نحو 5,757,562 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة حتى الاثنين الماضي، قرابة 10.1 مليار جرعة.
ونود الإشارة، لكون التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز أظهر الجمعة الماضية ارتفاع منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في أمريكا بواقع 2 منصة إلى 497 منصة، لتعكس الأعلى لها منذ/أبريل 2020، ونود الإشارة لكون الإنتاج الأمريكي للنفط شهد الأسبوع السابق ارتفاعاً بنحو 100 ألف برميل يومياً إلى 11.6 مليون برميل، ليعكس أول ارتفاع أسبوعي في منذ نهاية 2021 حينما ارتفاع الإنتاج للأعلى له منذ مطلع /مايو 2020.
ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط تراجع 1.5 مليون برميل يومياً أو 13% من الأعلى له على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل يومياً في /مارس 2020 وذلك من جراء إغلاق بعض منصات حفر وتنقيب مسبقاً نظراً لاتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع وبالأخص عقب جائحة كورونا، مع العلم، أن الإنتاج الأمريكي للنفط بلغ أدنى مستوى له في /أغسطس 2020 عند 9.7 مليون برميل يومياً قبل أن يشهد تعافي ملحوظ مؤخراً