إيمان حجاج تكتب ” كمالة عدد ”
تتسع مخيلتك وتظن أن وجودك يفرق، ثم تأتي اللحظة التي تكتشف بها أنك لا شيء ، وأن وجودك ليس بالمعضلة التي إن غاب سيؤثر علي الجميع!
موقف واحد يُريك أنك "كمالة عدد"، وأن وجودك لن يزيد، كما أن غيابك لن يُنقص.
أنت الصديق الثالث بين صديقين قريبين جدًا من بعضهما، طبق فارغ على مائدة الطعام لإستخدامه عند الحاجة، قلم جاف موضوع بالحقيبة تحسبًا للكتابة به لا أكثر.
زيف العالم من حولك أفقدك الثقة حتي بذاتك !
لا أعلم ولكن يستوقفني شعور الصدق ، شعور أنني كنت صادق حتي مع المزيفين!
الآن لحين أدركت قباحة العالم من حولي .
وأن العالم ليس بالمثالية التي كانت في مخيلتي وأن البشر ليسوا جميعًا أوفياء كما كنت أظن.
صادمة تلك اللحظة التي اكتشفت فيها أنني وحيد، لا تؤلمني السنوات التي لا أجد فيها من يجلس معي، مَن يخرج معي، مَن يشاركني تفاصيل يومي، لكن اللحظة التي أجلس فيها بمفردي ويبتلعني التفكير وأكتشف فجأة أنني فعلًا وحيد، اكتشاف لحقيقة تعرفها، لكنها يؤلمك حين تُسلط الضوء عليها، تجد اللفظ قاسي أكثر مما يجب وغير قابل للتصديق.
وفي نهاية المطاف كن وحيداً ففي الوحدة نري ذواتنا بوضوح ، نري البشر من فوق سطح أفكارنا ، تتبين حقيقتهم المخفية في ملذات حديثهم .