البعثة الدائمة في جنيف تنظم فعالية حول إعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام
نظمت البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف يوم ٢٤ الجاري، بالتعاون مع بعثة منظمة المؤتمر الإسلامي في جنيف، حدثاً جانبياً على هامش أعمال الدورة ٤٩ لمجلس حقوق الإنسان، بشأن إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام، الصادر عن منظمة التعاون الإسلامي عام ٢٠٢٠. وجاء الحدث ليسلط الضوء على التزام دول المنظمة بعالمية حقوق الإنسان، ورغبتها في المساهمة في الجهود الدولية المتعلقة بترسيخ حقوق الإنسان، التي تهدف إلى حمايته من الاستغلال والاضطهاد، وكذا تأكيد حريته وحقوقه في الحياة الكريمة.
أوضح السفير د. أحمد إيهاب جمال الدين، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، خلال الفعالية أنه رغم التطور المستمر لمفاهيم حقوق الإنسان في مختلف المحافل متعددة الأطراف مدفوعاً بالمثل العليا والقيم الأخلاقية، غير أن العالم لا يزال يشوبه الصراعات والسعي نحو المصالح قصيرة الأجل التي تتجاهل حقوق الآخرين. وأضاف أن هناك حاجة لمواصلة تعزيز احترام حقوق الإنسان حول العالم بما في ذلك في إطار دول منظمة التعاون الإسلامي، مع التأكيد على أن تعزيز وحماية حقوق الإنسان هو جوهر الفهم الحقيقي للأديان.
وأبرز جمال الدين أن الحق في الحياة والأمن والحرية والعدالة من الحقوق الأساسية في الإسلام، وأنه حان الوقت لدحض فكرة أن مفهوم حقوق الإنسان وتطويره المستمر يجب أن يُعزى حصريًا إلى الثقافة الغربية فقط.
أشار المندوب الدائم إلى أن الحدث الجانبي مثل فرصة لإجراء نقاش بنّاء حول إعلان منظمة التعاون الإسلامي الجديد بشأن حقوق الإنسان مع مجتمع حقوق الإنسان في جنيف، بما في ذلك البعثات الدائمة والمنظمة الدولية والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني.
في هذا الصدد، استعرض السفير وائل نصر الدين عطيه، نائب مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان، الشق الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في الإعلان، وتطرق إلى كيفية احترام الدول لالتزاماتها القانونية وفي ذات الوقت مرجعيتها الدينية، فضلاً عن كيفية النظر إلى مبدأي التمييز والمساوة باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، والفوارق بين الحقوق والحريات والتزامات الأفراد في هذا الصدد تجاه الآخرين. كما أبرز ما أكده إعلان القاهرة في المادة ٢٠ حول حرية الدين والمعتقد لجميع شعوب أعضاء منظمة التعاون الإسلامي.
وقد تناول المتحدثون في الفعالية مراحل صياغة إعلان القاهرة وما تضمنه من مواد حول الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن الحق في التنمية، والمواد المناظرة في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مع إبراز النقاط الإيجابية التي تُميز إعلان القاهرة عن غيره من المواثيق الدولية اتصالاً بحماية وتعزيز الحقوق والحريات الأساسية. وقد خلصت النقاشات إلى أهمية مساهمات الثقافات والديانات في بلورة المبادئ العالمية لحقوق الإنسان باعتبارها كل لا يتجزأ ويعضد بعضه الآخر تأكيداً في النهاية للهدف الأسمى المتمثل في صون الكرامة الإنسانية.