أنباء اليوم
السبت 12 أبريل 2025 06:43 صـ 13 شوال 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
ترامب: أنا في صحة جيدة جدا بعد خضوعه لفحص طبي 9 لاعبين مستبعدين من قائمة الأهلي لمباراة بيراميدز البيان المشترك لاجتماع أنطاليا الوزاري: نؤكد رفضنا القاطع والحازم لأي محاولات لترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني من غزة والضفة الغربية منصات التعليم الإلكتروني: هل غيّرت فعلاً طريقة فهمنا للمعلومة؟ اجتماع المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب اليوم بالقاهرة بمشاركة 18 دولة عربية ستاندرد آند بورز تُعدل نظرتها المستقبلية لمصر إلى ”مستقرة” انهيار أجزاء من منزل قديم خالي من السكان في اللبان بالإسكندرية أحمد حسن : شيكابالا أتم اتفاقه مع نادي النصر الليبي للانتقال إلى صفوفه إصابة عضو بالنيابة العامة أثناء أدائه لمهام عمله والنائب العام يوجّه بتقديم الرعاية الطبية اللازمة مسار يهزم النصر للتعدين بهدف نظيف في افتتاح دورة الترقي الرئيس الفرنسي يؤكد موقف بلاده المؤيد للسلام ولإقامة دولة فلسطينية مواهب ”رايت تو دريم” تزور ملعب ريال مدريد.. الحلم يبدأ من سانتياجو برنابيو

”سقوط القلاع الورقية بصمت” بقلم - ولاء مقدام

الكاتبة أ. ولاء مقدام
الكاتبة أ. ولاء مقدام


البداية: ظل الصداقة المُنهار
في زاويةٍ من عالمٍ يحمل تناقضاته كفصول السنة، عاش "سليم" بين أروقة علاقاتٍ إنسانيةٍ تشبه قلاعًا من الورق، بناها بأملٍ طفوليّ. صديقه "علي" كان أول حجارتها، رافقاه منذ المدرسة، يضحكان على أسرارٍ مشتركة، لكن الأيام كشفت أن "علي" نسج خيوط صداقته بخيوط المصلحة، يُقلب مواقفه كالرمال عند أول عاصفة. ذات يوم، وجد "سليم" نفسه يُستخدم جسرًا لتمرير أكاذيب "علي"، فقرر أن يتراجع إلى صمته، ممسكًا بكرامته كدرع. اختفى "علي" من حياته كما يُسحب ظلٌ عند غروب الشمس، تاركًا وراءه درسًا: الصداقة التي لا تُبنى على التقدير تذروها ريح الخداع.
الوسط: احتراق ورود الحب
ثم جاءت "ليلى"، كالنار التي تدفئ ثم تحرق. علاقتهما كانت رقصة تناقضات؛ تُعطيه وردة ثم تطعنه بشوكها. كانت تحبّه حينًا، وتختفي كضباب حينًا آخر، تلاعبه بمشاعر متقلبة كمرآة مشوهة. قرر "سليم" أن يُطفئ النار التي لا تُضيء إلا رماده، فانسحب دون كلمات، حاملًا كرامته كشاهد قبرٍ على حبٍ ميت. صدم صمته "ليلى"، التي اعتادت ضجيج المشاجرات، لكنها وجدت نفسها تُحادث الفراغ. الحب الذي لا يُغذّيه الاهتمام يصير شظايا زجاجٍ تؤلم عند الجمع.
النهاية:
مرايا القرابة المُكسورة
في بيت العائلة، حيث يُفترض أن تكون الجذور عميقة، وجد "سليم" عمّه "محمود" يجيد لعب دور المُحتاج حينًا، والمتغافل حينًا آخر. يستنجد به عند الأزمات، لكنه ينسى اسمه عند الفرح. قرر "سليم" أن يكسر مرآة القرابة الزائفة، فرفض أن يكون دميته. ترك "محمود" يواجه تناقضاته وحيدًا، كشجرة جردت أوراقها فاكتشفت أنها لم تكن ظلًا لأحد. القرابة بلا تقدير تُصير غرفةً مليئةً بصدى الأسماء الفارغة.
الخاتمة: القلاع التي سقطت تُعلّم البناء
في غرفة صمته، أدرك "سليم" أن الإنسان لا يملك إلا كرامته كنورٍ يهديه. قرر أن يبني قلعةً جديدةً من قواعد راسخة: الاهتمام هو الإسمنت، والتقدير هو السقف، والكرامة هي الأساس. تعلّم أن الانسحاب بهدوء ليس هروبًا، بل هو إجابةٌ أخيرة لمن أراد أن يقرأ جملة "أنت لا تستحقني" دون حروف.
الآن، يعيش "سليم" بين قلعته الجديدة، يُطل من نوافذها على أطلال الماضي، مُبتسمًا:
أعظم الانتصارات أن تُحافظ على قيمتك حتى وإن كان الثمن أن تُدفن تحت أنقاض من لم يعرفوا قيمتها.
"سقوط القلاع الورقية بصمت ليس نهاية الإنسان، بل بدايةٌ لفهم أن الكرامة تُحيي الموتى.