أنباء اليوم
الأربعاء 18 ديسمبر 2024 08:40 صـ 17 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
رسمياً فينسيوس يتوج بجائزة ذا بيست تشكيلة العام من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم « الفيفا » الرئيس السيسي: حريصون على تأهيل خريجي كليات الحاسبات لمواكبة متطلبات سوق العمل محافظ الشرقية يعتمد جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2024 / 2025 مدبولي: نحرص على دعم الجهود التنموية بدول حوض النيل في مختلف المجالات وزير الخارجية يلتقي بنائب رئيس وزراء ووزير خارجية باكستان محافظ الشرقية: إستمرار تنفيذ المرحلة الثالثة من الموجه الـ 24 لإزالة التعديات المخالفة محافظ الشرقية: إسترداد أراضي أملاك الدولة وتطبيق القانون بكل قوة وحسم على غير الملتزمين محافظ الشرقية يتفقد مستشفى أبو حماد المركزي للوقوف على مستوي الخدمات الصحية والعلاجية رئيس هيئة الدواء يبحث سبل تعزيز التعاون مع نقيب عام الأطباء البيطريين الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يعقد ندوة حوارية تحت عنوان ”أسرة مستقرة = مجتمع آمن” وزير العدل يشهد أداء اليمين القانونية للأعضاء القانونين الجدد بمصلحة الشهر العقاري

مفتي الجمهورية : مسلك النبي في تعامله مع أهل بيته مسلكًا مستنبطًا من الوحي الشريف

قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن مكانة النبي صلى الله عليه وسلم كزوج تُعد نبراسًا للبشرية كلها، فقد حاز أكمل الصفات البشرية، فكان متواضعًا تواضعًا جمًّا، وكان خادمًا ومعاونًا لأهل بيته، بل كان يخصف نعله ويخيط ثوبه، وكان بيته الشريف هادئًا فيه سكن وبِشر وطمأنينة، وليس هو بالبيت الفظِّ الغليظ.

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا فضيلته أن مسلك النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهل بيته مسلكًا مستنبطًا من الوحي الشريف، فكان عندما يدخل بيته يتشوق له كل أهل بيته من زوجات وبنات وأسباط، بل الخدم كذلك، فما أحوج الأمة الآن لأن تقتدي بهذا المسلك النبيل والراقي.

ولفت فضيلة المفتي النظرَ إلى أنَّ علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة كانت قائمة على المودة والسكن والدلال، وكان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لسواها، حتى صرَّح النبي بحبه لها ولأبيها عندما سأله بعض الصحابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ" قَالَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: "أَبُوهَا".

وأكَّد مفتي الجمهورية أن النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يتزوج من النساء بِكْرًا غيرها، وهو شرفٌ استأثرت به على سائر نسائه، وظلَّت تفاخر به طيلة حياتها.

وأردف فضيلته: وكان لعائشة رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن لسواها، حتى إنَّه لم يكن يخفي حبَّها عن أحد، فعندما سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال له: «عَائِشَة»، متفق عليه، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُدَاعبها ويمازحها ويسابقها.

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن السيدة عائشة رضي الله عنها قد روت ما يدلُّ على ملاطفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها فقالت: "وَاللهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِالْحِرَابِ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ لَأَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ مِنْ بَيْنِ أُذُنِهِ وَعَاتِقِهِ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ".

وتابع: وبرغم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها إلا أنه كان عادلًا معهن، فكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، وهذا من تمام كمال عدله صلَّى الله عليه وسلم بين زوجاته رضيَ الله عنهن، وحسن عشرته لهنَّ.

واستعرض فضيلته العلاقة الطيبة بين السيدة عائشة والسيدة فاطمة التي كانت قائمة على المحبة والمودة والاحترام المتبادل، ورغم هذا فقد اشتهرت السيدة عائشة رضي الله عنها بغيرتها الشديدة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، التي كانت دليلًا صادقًا وبرهانًا ساطعًا على شِدَّة محبَّتها له، وقد عبَّرت عن ذلك بقولها له: "وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ" رواه مسلم.

وأردف: وهذه الغيرة كانت من الغيرة المحمودة التي هي في أصلها من المطلوبات الشرعيَّة والفضائل الأخلاقية؛ حيث تبعث على إظهار كِلَا الزوجين المودةَ والحب والاهتمام للطرف الآخر استجابة لما تدعو إليه طبيعة النفوس من حب اختصاصها بمحبوبها بصفة خالصة حتى لا يشاركها في ذلك غيرها.

وقال فضيلة المفتي ردًّا على حُكم تعدُّد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: كان ذلك لاعتبارات تشريعية وسياسية واجتماعية، فضلًا عن مناسبتها لعصره، بالإضافة إلى خصوصية الأحكام في هذا التعدد، منها أنه لا يزيد على هؤلاء الأزواج، ولا هنَّ يتزوجن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة في كثرة النساء، وإنما كان زواجه صلى الله عليه وسلم يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية.

واختتم فضيلته حواره بالرد على حكم مَن ادَّعي جواز التدخين في نهار رمضان قائلًا: إن الأصل في الأشياء الإباحة، ويحرم ما كان فيه ضرر، والتدخين لكونه عادةً سيئةً يجب الامتناع عنها فورًا لضررها على صحة الإنسان وعلى صحة الآخرين، وكذلك فالتدخين مُفْسِدٌ للصوم، موجِبٌ للقضاء؛ لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف داخل الأنف وينزل إلى الصدر، فيكون جِرْمًا دخل جوفًا، فيحصل به الفطر.