احتفال وزارة الأوقاف بذكرى فتح مكة من مسجد السيدة نفيسة
احتفلت وزارة الأوقاف بذكرى فتح مكة اليوم الثلاثاء 19 رمضان ١٤٤٣هـ ، الموافق 20 إبريل ٢٠٢٢م بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة ، بحضور أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وأ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، والدكتور/ هشام عبد العزيز رئيس القطاع الديني ، والدكتور/ محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور/ أيمن علي عبده أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، والدكتور/ خالد صلاح الدين وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، ولفيف من قيادات الوزارة ، والسادة الأئمة ، وجمع غفير من المصلين.
وفي كلمته أكد الدكتور/ على الله الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) أن رسالة الإسلام رسالة تسامح ويسر ، فعندما دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى مكة نظر لأهل مكة نظرة شفقة ورحمة وعفا عنهم رغم سابق عهدهم بمعاداته ومحاربته وإيذائه قائلًا: "اذهبوا فأنتم الطلقاء اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون" ، وفي هذا اليوم العظيم دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكة وهو خافضًا رأسه تواضعًا لله (عز وجل)، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح ، حتى إن ذقنه ليكاد يمس واسطة الرحل ، ودخل وهو يقرأ سورة الفتح مستشعرًا نعمة الفتح وغفران الذنوب ، وإفاضة النصر العزيز ، فهذا الفتح المبين يذكره كيف خرج مُطارَدًا؟ وكيف يعود اليوم منصورًا مؤيدًا؟، وأي كرامة عظمى حفه الله بها؟، وكلما استشعر هذه النعمة ازداد لله خشوعًا وانكسارًا، وانحناء وتواضعًا (صلى الله عليه وسلم).
مشيرًا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أخذ بالرخصة وأفطر في رمضان تحقيقًا لمقاصد الشريعة وحتى لا يشُق على الناس ، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ - وهو موضع بين مكة والمدينة - فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمْ الصِّيَامُ ، وَإِنَّمَا يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ ، فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَرَفَعَهُ حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ شَرِبَ ، فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ : إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ ، فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ" ، لأن السعادة تكمن في موافقة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ، فإذا كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ترك الفرض وهو صيام رمضان من أجل مراعاة مقاصد الشريعة.
مؤكدًا أنه لا حرج على وزارة الأوقاف أن تقدم مقاصد الشريعة على سنة من السنن كالاعتكاف ، معتمدة في ذلك على الرأي الطبي وبعد أخذ رأي وزارة الصحة وهم أهل الاختصاص في هذا الأمر وبعد قرارات اللجنة العليا لأزمة الأوبئة ، مناشدًا من يريد الاعتكاف أن يُنشئ نية الاعتكاف حال مكوثه بالمسجد لأداء الصلوات المفروضة.
مضيفًا أن التهجد والقيام في العشر الأواخر ما هو إلا نوع من أنواع الخير والبر ، فأفعال الخير متعددة ومتنوعة ، وأن السنة النبوية قد نبهتنا إلى صلاة النوافل في البيت ، فعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) قال : "اجْعَلُوا في بُيُوتِكُمْ مِن صَلَاتِكُمْ ولَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا" ، مشيرًا إلى أن صلاة النافلة في البيت هي أقرب إلى الإخلاص ، حتى تعم البركة في البيت ، وقد راعت وزارة الأوقاف جوهر الإسلام ومقاصده ورسالته ، فالشريعة رحمة كلها ، عدل كلها ، فكل حكم خرج من الحكمة إلى العبث ليس من الشريعة ، وكل حكم خرج من العدل إلى الجور ليس من الشريعة ، وكل حكم خرج عن المصلحة إلى المفسدة ليس من الشريعة.
سائلًا الله (عز وجل) أن يتقبل صالح الأعمال ، و أن يحفظ مصر وسائر بلاد العالمين ، موجهًا التهنئة إلى الشعب المصري قيادة وشعبًا وجيشًا وأمنًا.