ما لا تعرفه عن بيت زينب خاتون
يقع خلف الازهر وتم تاسيسه عام١٤٨٦م زينب خاتون ... إحدى خادمات محمد بك الألفي ، نظراً لصدقها وأمانتها أعتقها الألفي بك فتحررت زينب بل ودارت قصة حب رائعة تزوجت بعدها زينب خاتون من أميراً يدعى "الشريف حمزة الخربوطلي" ، ولأن زينب تزوجت أميراً فقد أصبحت أميرة مثله بل وأضيف لقباً إلى اسمها وهو خاتون أي المرأة الشريفة الجليلة ، لذا أصبح اسمها زينب خاتون .
وقد اشترى لها زوجها منزل " شقراء هانم " حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون وسمي المنزل بإسمها " منزل زينب خاتون" وكانت آخر من سكن هذا البيت قبل أن يضم إلى وزارة الأوقاف المصرية والتي قامت بتأجيره للعديد من الشخصيات كان آخرهم قائد عسكري بريطاني إبان فترة الإحتلال البريطاني لمصر ، رغم ما يشاع من أن المرأة في العصرين المملوكي والعثماني عُزلت وراء المشربيات واقتصر دورها في إطار عالم الجواري والحريم ، لكن زينب خاتون أثبتت عكس ذلك ففي عام ١٧٩٨ جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر وبدأ نضال المصريين ضد الإحتلال الأجنبي .
وقد شاركت زينب خاتون في هذا النضال فكانت تؤوي الفدائيين والجرحى الذين يلجأون إلى البيت عندما يطاردهم الفرنسيون ، وقد عثر في البيت على سبع وعشرين جثة دفنت في سرداب تحت الأرض ، يعتقد أنها جثث الجرحى التي كانت زينب خاتون تؤويهم داخل بيتها ، وإذا كانت قصة حياة زينب خاتون تكشف لنا ملمحا مهمًا عن حياة هذه السيدة ، فإن البيت نفسه وما يشتمل عليه من قاعات وأنماط هندسية يكشف لنا عن سمات العمارة المملوكية وما تحمله من رؤية معمارية غاية في الجمال والرقي .
فمدخل البيت صمم بحيث لا يمكن للضيف رؤية من بالداخل وهو ما أطلق عليه في العمارة الإسلامية «المدخل المنكسر». وفور أن تمر من المدخل إلى داخل البيت ستجد نفسك في حوش كبير يحيط بأركان البيت الأربعة وهو ما اصطلح على تسميته في العمارة الإسلامية بـ "صحن البيت"، والهدف من تصميم البيت بهذا الشكل هو ضمان وصول الضوء والهواء لواجهات البيت وما تحويه من حجرات. وبيت زينب خاتون يتطابق في هذه السمة مع البيوت الأخرى في القاهرة الفاطمية مثل بيت الهراوي والذي تم بناؤه عام 1486، نفس العام الذي تم فيه بناء زينب خاتون بل ومواجه له أيضاً، وكذلك بيت السحيمي الذي تم بناؤه عام 1648، مما يدل على أن الصحن كان سمة أساسية لعمارة البيوت في العصرين المملوكي والعثماني.
كما توجد ايضا إحدى غرف الأميرة وهي الركن الخاص بالولادة في الطابق الثالث حيث تتميز تلك الغرفة بالزجاج الملون المتقن الصنع الذي يضيء الغرفة بألوان مختلفة حين يسقط ضوء الشمس عليه. وعلى الجانب الأيسر من الحجرة، يوجد باب يؤدي إلى «صندلة»، والأخيرة تشتمل على سرير علوي كانت تمكث فيه السيدة بعد الولادة. فبعد أن تلد السيدة، كانت تصعد إلى الصندلة ولا تترك الغرفة إلا بعد مرور أربعين يومًا. ولذلك حكمة طبية وهي أن مناعة الطفل تكون ضعيفة في الأربعين يوما الأولى. ولذا كانت الصندلة تعمل على عزل الجنين والأم عن أي مسببات قد تضر بصحة أي منهما