تباطؤ نمو الإقتصاد البريطاني في الربع الأول من 2022
تباطأت وتيرة نمو الاقتصاد البريطاني في الربع الأول من العام مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، في وقت تواجه البلاد إرتفاعا في معدل التضخم، وفق ما أظهرت بيانات رسمية الخميس.
وبحسب فرانس برس، نما الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.8% في الفترة من يناير حتى مارس مقارنة بنسبة 1.3% في الفصل الرابع من العام الماضي، وفق ما أفاد مكتب الإحصاءات الوطني.
وبعدما كان الناتج قويا في يناير، سجّل الاقتصاد البريطاني نموا نسبته صفر في الشهر التالي وانكمش بنسبة 0.1% في مارس، وفق بيانات مكتب الإحصاءات.
ويأتي ذلك بعدما حذّر بنك انجلترا الأسبوع الماضي من أن بريطانيا تواجه خطر الركود في وقت يتوقع بأن يتجاوز معدل التضخم في المملكة المتحدة 10%، وهو أعلى مستوى منذ 40 عاما، بحلول نهاية العام.
وترتفع أسعار السلع الاستهلاكية حول العالم في ظل الضغوط على سلاسل الإمداد مع إعادة فتح الاقتصادات في أعقاب تدابير الإغلاق التي فرضت في فترة الوباء، وفي ظل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي يفاقم ارتفاع أسعار الطاقة.
وفي تعليقه على بيانات الخميس، قال وزير المال البريطاني ريشي سوناك إن تعافي اقتصاد بلاده من الوباء “يعرقله غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا وغير ذلك من التحديات العالمية”.
لكن سوناك أضاف في بيان أن المملكة المتحدة حققت نموا قويا في الأشهر القليلة الأولى من العام كان أسرع من ذاك المسجّل في الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا.
وبينما نما اقتصاد المملكة المتحدة للفصل الرابع على التوالي وبات يتجاوز مستويات ما قبل الوباء، كان الناتج في الأشهر الثلاثة الأولى من 2022 الأدنى منذ عام.
وقال مدير الإحصائيات الاقتصادية لدى مكتب الإحصاءات دارن مورغان: “تظهر آخر تقديراتنا الشهرية بأن إجمالي الناتج الداخلي تراجع قليلا في مارس مع تراجع في الخدمات والإنتاج على حد سواء”.
وأضاف: “لكن البناء شهد شهرا قويا، وهو أمر يعود بشكل جزئي إلى أعمال الصيانة التي أعقبت عواصف فبراير”.
وأوضح أن النمو الذي سجّل خلال الفصل الأول بأكمله كان مدفوعا بالتحسن في عدد من قطاعات الخدمات بما في ذلك الضيافة والنقل.
“لكن الانكماش الذي شهده مارس وتباطؤ الناتج في الربع الأول برمته يشيران إلى أن زخم الاقتصاد كان أقل مما اعتقدنا حتى قبل ظهور التأثير الكامل لأزمة كلفة المعيشة”، بحسب كبير خبراء اقتصاد المملكة المتحدة لدى “كابيتال إيكونوميكس” بول ديلز.
وقال “ازداد خطر الركود للتو”، مضيفا أن “الضغوط القوية الناجمة عن الأسعار تعني على الأرجح أن بنك انكلترا سيزيد معدلات الفائدة أكثر”.
ورفع بنك انجلترا معدل الفائدة الرئيسي الأسبوع الماضي بربع نقطة إلى 1% للتعامل مع ارتفاع معدلات التضخم.
وكانت الزيادة الرابعة على التوالي التي يعلنها المصرف، ليصبح معدل الفائدة الأساسي لديه عند أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية عام