تراجع أسعار زيوت الطهى والحبوب يحد من مخاوف تضخم تكاليف الغذاء العالمية
قالت وكالة بلومبرج، اليوم الأربعاء، إن المخاوف بشأن إرتفاع تكاليف الغذاء العالمية تتراجع مع إنخفاض أسعار كافة السلع بدءاً من زيوت الطهى إلى القمح والذرة إلى أدنى مستوى لها فى شهور وسط زيادة الإمدادات وتقليل المستثمرين من رهاناتهم الصعودية فى أسواق العقود الآجلة.
فى سياق متصل تراجعت أسعار زيت النخيل، وهو زيت الطعام الأكثر استهلاكًا فى العالم، بنحو 45% من مستوى الإغلاق القياسى فى أبريل الماضى، لتصل إلى أقل مستوى لها فى عام، فى حين انخفضت أسعار القمح ما يتجاوز 35% من أعلى مستوى لها على الإطلاق فى مارس الماضى، وإنخفضت أسعار الذرة بنحو 30% لتتراجع عن المستويات القياسية التى وصلت لها خلال العام الجارى.
ومماةهوةجدير بالذكر فإن الغزو الروسى لأوكرانيا فى فبراير الماضى، أدى إلى تراجع الإمدادات من الحبوب وزيت عباد الشمس من منطقة البحر الأسود، ما أدى إلى تفاقم النقص الحالى الناتج عن الطقس القاسى وفوضى سلسلة التوريد، وأثار هذا التراجع مخاوف من حدوث أزمة غذاء عالمية، والتى من شأنها أن تضر المستهلكين فى الدول الفقيرة بشكل خاص، ولكن عادت الأسعار حالياً إلى المستويات التى كانت عليها قبل الغزو.
وحاول المستثمرون التقليل من صافى المراكز الصعودية فى الأسواق الأمريكية مع ارتفاع أسعار الفائدة وسط التوقعات التى تهدد بحدوث ركود عالمى، وتراجعت رهاناتهم الصاعدة على زيت فول الصويا إلى أدنى مستوى لها فى 23 شهرًا، وكانت رهاناتهم على القمح هى الأدنى فى أربعة أشهر، وعلى الذرة هى الأدنى فى ثمانية أشهر.
ويأتى التراجع فى أسعار زيت النخيل فى الوقت الذى عززت فيه إندونيسيا، أكبر منتج لزيت النخيل، صادراتها بعد الحظر، وإرتفعت المخزونات فى ماليزيا ودخل الإنتاج فى الدورة الموسمية المرتفعة، وتشجع إندونيسيا الصادرات لاستنزاف المخزونات المحلية المتضخمة، ويقول مجلس زيت النخيل إن المخزونات قد تعود إلى وضعها الطبيعى بحلول نهاية أغسطس المقبل.
وسيؤدى الإنخفاض فى تكاليف الوقود الأحفورى إلى خفض الطلب على الطاقة القائمة على المحاصيل مثل الديزل الحيوى، وقال ساثيا فاركا، المالك لشركة تحليلات زيت النخيل، فى سنغافورة: “تأتى الخسائر الكبيرة فى النفط الخام، وتراجع زيت فول الصويا، وتصاعد تصدير زيت النخيل وإمدادات الإنتاج، من بين العوامل التى تسيطر بشدة على السوق”.
ورغم ذلك، قد يؤدى إنخفاض الأسعار إلى تحفيز الطلب من كبار المستوردين، الصين والهند، بمساعدة انخفاض الرسوم.
وأضاف فاركا: “النبأ السار هو أن السعر المرجعى لزيت النخيل الخام لإندونيسيا وماليزيا سيكون أقل لشحن أغسطس المقبل، ما يؤدى إلى خفض ضرائب الصادرات”.
وأظهرت بيانات وزارة الزراعة الأمريكية يوم الثلاثاء السابق، بعد إغلاق التداول أن أوضاع الذرة وفول الصويا ساءت أكثر مما توقع المحللون، ومن المقرر أن تصدر الأمم المتحدة أحدث مؤشر لها لتكاليف الغذاء العالمية يوم الجمعة، وقد تظهر البيانات الشهر الثالث من التراجع عن الرقم القياسى الذى تم تسجيله فى مارس الماضى بعد الغزو الروسى