عميد كلية الدعوة الإسلامية: ديننا دين التكافل المعنوي والمادي
انطلقت فعاليات اليوم الثالث للأسبوع الثقافي الثالث من مسجد الفتح برمسيس بالقاهرة اليوم الاثنين ٨ أغسطس ٢٠٢٢م تحت عنوان: "التكافل المجتمعي"، حاضر فيه أ.د/ أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية، وأ.د/ عطا السنباطي وكيل كلية الشريعة، وقدم له الدكتور/ كمال نصر الدين المذيع بإذاعة القرآن الكريم، والقارئ الشيخ/ محمدي بحيري عبد الفتاح قارئًا، والمبتهل الشيخ/ عبد الرحمن الأسواني مبتهلًا، وبحضور الدكتور/ سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد أ.د/ أحمد حسين أن ديننا دين التكافل المعنوي والمادي، وقد ضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أروع الأمثلة في التكافل المعنوي والمادي في لين اللفظ، وإنفاق المال، مشيرًاإلى أن من أهم أنواع التكافل أن يبدأ الإنسان بنفسه فيعمل ويجتهد في العمل، وألا يعيش عالة على الناس ففي الحديث: مر على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ فرأى أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من جلَدِه ونشاطِه فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو كان هذا في سبيلِ اللهِ؟! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنْ كان خرج يسعى على ولدِه صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرج يسعى على نفسِه يعفُّها فهو في سبيلِ اللهِ وإنْ كان خرج يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيلِ الشيطانِ"، وفي الجانب الآخر من التكافل أكد على التكافل المجتمعي وهو مبدأ أساسي من مبادئ التشريع الإسلامي، ولازم أكيد من لوازم الأخوة الإيمانية، ترتقي من خلاله المشاعر الإيمانية، ليقوم أفراد المجتمع بواجباتهم تجاه بعضهم بعضا،
مختتمًا حديثه بأن الصحابة من أهل المدينة ضربوا لنا أروع الأمثلة عندما هاجر إليهم إخوانهم المسلمون من أهل مكة فما كان من الأنصار رضي الله عنهم إلا أن شاطروهم ديارهم وأموالهم، وحققوا أروع صور التكافل فيما بينهم، حيث يقول الحق سبحانه: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
وفي كلمته أكد أ.د/ عطا السنباطي أن التكافل المجتمعي نوع من أنواع الشكر، شكر نعم الله علينا، مشيرًا إلى أن المال نعمة والإنسان مسئول عنه يوم القيامة، موضحًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وضع لنا المنهج القويم للتكافل المجتمعي، حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "مَن كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَن كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لَا زَادَ لَهُ"، مشيرًا إلى أن هذا الخلق العظيم بكلا جانبيه المادي والمعنوي مطلب لجميع الشرائع السماوية، موضحًا أن التكافل المجتمعي يجلب للمجتمع والأمم الخير والسعادة والاستقرار، وذلك لرعاية الفقراء، واليتامى، والمرضى، وأصحاب الحاجات، وهو باب عظيم من أبواب التعاون، يقول سبحانه: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، مختتمًا
حديثه بأن الإسلام وضع لنا منهجًا للتكافل المجتمعي يتمثل في الزكاة والصدقات قال (عز وجل): "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".