صديق : الأزهر مهموم بماضي هذا الوطن وحاضره ومستقبله
قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على قطاعي المستشفيات وخدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة: إن جامعة الأزهر مؤسسة تعليمية في المقام الأول، وقد نبع من علمها أشبال تحولوا إلى قادة وصناع قرار في كثير من الدول.
وأكد صديق أن جامعة الأزهر مهمومة بماضي هذا الوطن وحاضره ومستقبله؛ ولذلك لم تقصر الجامعة يوما ما في مد يدها بما تمتلكه من أدوات علمية وبشرية في العمل على نهضة هذا المجتمع ورقيه خاصة ونحن في الجمهورية الجديدة بقيادة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
وأضاف الدكتور صديق خلال كلمته بالمنتدى الدولي الرابع للشباب: "من أجل المناخ.. إفريقيا في القلب"، أن تجارب ونظريات أساتذة جامعة الأزهر وعلمائها في مختلف المجالات العلمية الدليل الأقوى على أن رسالتها جامعة حاوية لمختلف العلوم التي تخدم البشرية، كما أن جهود جامعة الأزهر في تطبيق التجارب المصرية الناجحة في تخفيف ومعالجة الآثار الناجمة عن التغير المناخي جعلها بيت خبرة إقليمي للقارة الإفريقية، كما أن المنتدى يسعى إلى العمل على سد الفجوة بين الخطة الحضرية الجديدة (كلغة تخاطب دولي) وشركاء التنمية بالجامعة؛ لكي يكون المنتج النهائي بتوصياته قابلًا للتطبيق من خلال الجهات ذات الصلة.
وأوضح نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث أن المنتدى جاء في وقته وحينه؛ لأنه يعنى بشكل رئيس بمجموعة مهمة تتعلق بواقع الاستدامة ومستقبل الأجيال القادمة، فمن خلال محاور الاستدامة الاجتماعية التي يستهدفها فإنه يضع حلولًا لقضايا المرأة والفقر والمهمشين والتسرب التعليمي من خلال ورش خاصة، في نفس توقيت اهتمامه بوضع الحلول لقضايا الخدمات الصحية والأوبئة والفيروسات المتحورة من خلال ورش عمل مشتركة، كما أنه يضع محاور الاستدامة المكانية وخبراء الجهات المتخصصة في مكانهم الصحيح، إضافة إلى ذلك فإنه يستعرض تجارب مصرية في القضاء على العشوائيات والمناطق الخطرة، والتحول للمدن الرقمية، ومن ثم المدن المرنة التي تستطيع تحدي التغيرات المناخية.
وبين الدكتور صديق أن الأزهر الشريف استحدث في السنوات الأخيرة دورًا بالغَ الأهمية في خدمة القارة الإفريقية، وذلك عن طريق تسيير عدد من القوافل الطبية والإغاثية، بلغ عددها إحدى عشرة قافلة طبية وإغاثية، إلى كل من: "النيجر والصومال والسودان ونيجيريا وتشاد وإفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو"، اصطحبت معها قرابة 47 طنًّا من المستلزمات الطبية والأدوية والمواد الغذائية والإغاثية؛ للتخفيف من معاناة المحتاجين وآلام المرضى، ومتضرري الصراعات والنزاعات المسلحة؛ انطلاقًا من الدور الإنساني والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهر الشريف، والذي يعد مكملًا لدوره الدعوي والتعليمي.
واختتم الدكتور صديق كلمته بقوله: إن كتب التاريخ تؤكد على أن العلاقة بين الأزهر والدول الإفريقية علاقة تمتد منذ زمن بعيد، خاصة دول منابع النيل، وتشهد بذلك أروقة الجامع الأزهر التي حملت أسماء عديد من بلدان وأقاليم إفريقيا، كما نجحت المؤسسة الأزهرية في السنوات الأخيرة بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في ترسيخ دوره الريادي في القارة الإفريقية من خلال مضاعفة جهوده وتنويعها؛ لتشمل قوافل إغاثية وطبية، وقوافل للسلام لنشر ثقافة التعايش والتسامح، إضافة إلى استقبال طلاب 46 دولة إفريقية للدراسة في جامعة الأزهر ومعاهد البعوث، وتدريب الأئمة الأفارقة على آليات مواجهة الأفكار المتطرفة، فضلا عن الدور المحوري لبعثات الأزهر التعليمية والدعوية في نشر تعاليم الإسلام السمحة في ربوع القارة الإفريقية.
جدير بالذكر أن المنتدى يهدف إلى دمج الشباب في قضايا القارة الأفريقية وخاصة قضية المناخ واستصدار توصيات عمل لتكوين خريطة الطريق للقادة الأفارقة في مؤتمر المناخ cop27، فضلا عن دعم مشاركة الشباب في صنع السياسات تجاه ظاهرة (التكيف والتخفيف)؛ للتأقلم مع المناخ، إضافة إلى إعداد جيل من الشباب الإفريقي قادر على المشاركة في التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.