”دُكَّان والدي” علمني كتير جداً، وحريق بني سويف نقطة تحول في حياتي .. أسرار حياتية تكشفها الفنانة ”عارفة عبدالرسول” في حوارٍ خاصٍ

فنانة قديرة ذات طابع خاص جداً، متعددة الموهبة متفردة الأداء، فهي الصوت المميز في إذاعه الإسكندرية ضمن أبطال برنامج أرشيف المحاكم والقاصة الممتعة في حكايات بنت البقال، والأم المصرية في العديد من الأعمال مثل: (الميزان وبرنامج البلاتوه وحتى لاتطفئ الشمس والآنسة فرح وتوبة ومسلسل اللعبة) وغيرها من الشخصيات المختلفة التي أمتعتِنا بها.

ضيفتنا اليوم الفنانة القديرة "عارفة عبدالرسول" وحوار خاص لجريدة أنباء اليوم (الجزء الأول)

أ/ عارفة بنرحب بحضرتك

(1) ممكن تكلمينا عن إنطباع حضرتك على مهرجان القاهرة للدراما في دورتة الأولى؟

- مهرجان القاهرة للدراما أحسن حاجة حصلت في السنوات الأخيرة، وفيه لفتة كريمة حصلت إنبسطت منها أوي وهي تكريم الناس اللي بيساعدونا بالأدوار المُكملة، دا شيء جميل جداً ويحسب للمهرجان، في ناس كانت في الظل ومحدش يعرف اسمها ظهروا ودي حاجة جميلة، والمهرجان كله كان درجة التنظيم فيه عالية والناس كانت مبسوطة، وبحيي د أشرف زكي و د يحي الفخراني على الدورة الأولى الناجحة وفي إنتظار دورات أخرى و إن شاء الله يبقى مهرجان عالمي.

(2) حضرتك إتسألتى عن سبب عدم دعوتك للمهرجانات وأبهرتينا برد فعلك العفوي والجريء "هما الخسرانين , وأكيد زي ما أنا كويسة ممكن يكون فيه الأكوس مني" وعن اللوك الخاص بيكي قولتي "زهقت من الصبغة ودي شخصيتي العادية" إزاي بتقدري تكوني بهذا الهدوء والتصالح مع النفس؟

- الهدوء و التصالح مع النفس بيحصل بالتدريب مع الوقت، الأول الواحد كان بيتنرفز ويزعل وبعدين يلاقي إنه زعل على حاجة لا تستحق ويبدأ يبتعد عن الإنتقادات والمواقف السلبية، ويمكن السن بيدينا الخبرة دي لإنك بتفهمي في الآخر إنه مهما خططتي وعملتي في جزء كبير أوي بإيد ربنا، انت مش عارفة إنتي رايحة على فين كله مكتوب.

(3) شخصية "برهومة" في مسلسل "توبة" جسدت نمط قاسي من الأمهات، يمكن أول مرة نشوف شخصية زيها على الشاشة، حضرتك شفتي الشخصية إزاي؟

- شخصية أم "توبة"، أنا شفتها كتير، ستات كتير أوى طول اليوم بتشتم إبنها مثلاً ولكن أي حد يضايقه توقفه عند حده وتقوله أنا أعمل كدا في إبني ولكن أنت لا، فالنموذج دا موجود وأنا شفتها كتير في حياتي فطلعت من المخزون اللي عندي.

(4) مسلسل "اللعبة" حقق نجاح كبير وقدمتي فيه دور كوميدي الناس حبته، إيه المشهد اللي مش ممكن تنسيه في المسلسل؟

- أنا حبيت دوري أوي في مسلسل "اللعبة"، وحبيت المجموعة والشغل معاهم، وأجمل مشهد بالنسبه ليا كان في الجزء الأول وأنا برقص جنب العربية رقصة "كاريوكي" تقريباً، كانت حاجة جديدة وجميلة بالنسبه ليا.

(5) من عمر "3 سنوات" كنتي بتساعدي والدك وإشتغلتي معاه في (محل البقالة) لحد ما دخلتي الجامعة، الفترة دي أثرت إزاي في تكوين موهبة حضرتك؟

- فترة وجودي مع والدي في الدكان علمني كتير جداً، أنا كنت عايشة في السوق، وبقابل أنماط كتير من البشر، أطفال وبائعين وكل مجموعة ناس ليهم لغة خاصة بيهم، الكوافيرات ليهم مصطلهات بينهم حاجة زي "السيم"، السماكين وبتوع الخضار كذلك، فأنا طول الوقت براقب وبخزن وأتعامل مع ناس مختلفه وأقدر أعرف الشخص الكويس من الوحش.

أنا مكنتش حاسة إن الموضوع دا ممكن يفيدني ولكن مع الوقت بدأت أطلع من المخزون دا وحسيت قد إيه عشت حياة غنية جداً وبقى عندي شخصيات كتير جوايا.

(6) لو تخيلنا إن حضرتك بقيتي وزيرة الثقافة ليوم واحد، إيه اللي ممكن تقدميه للمواهب الصاعدة خاصةً في الأقاليم؟

- أنا لو كنت وزيرة الثقافة هاعمل قنوات كتير تذيع شغل الموهوبين، مثلاً قناة خاصة بمسرح معين، قناة خاصة بفن معين وهحاول إني أسوق للموهوبين بشكل كبير وإني أطلعهم على السطح ويتشافوا، أو أشترك ليهم في مسابقات عالمية،

لأن الأقاليم غنية جداً بالمواهب، ولازم ناخد بإيد كل الموهوبين فى كل الأقاليم ونظهرهم فى كل مجالات الفنون مش التمثيل بس، عندنا مثلاً فنانين تشكيلين تلقائيين أعمالهم فوق الوصف.

(7) أعمال عديدة قدمتيها في الإسكندرية كممثلة وحكائة ثم إنتقلتي للقاهرة بعد عمر52 عاماً وابتعدتي عن زوجك وقررتي الإنضمام لفرقه الورشة، ماخفتيش من المخاطرة؟

- دا كان أحسن قرار شجاع أخدته في حياتي، ومخوفتش من التجربة، لأني قعدت 30 سنة في الإسكندرية بمثل مسرح، وتقريباً كنا بنقدم نفس الأعمال كل سنة، فكنت زهقت ونفسي أعمل حاجه جديدة، وأنا بطبيعتي مش بحب الثبات على نمط واحد، ولا إني أكون تابعه لشلة أو مدرسة معينة، أحب أجرب كل المدارس وأشتغل مع كل الناس ،فكانت تجربة مهمة جداً.

(8) رحلتك الفنية والشخصية ثرية جداً بالقصص والتجارب الملهمة، لو اتعرض عليك تجسيدها في فيلم تختارى الإسم إيه؟ وأي فترة زمنية تكون نقطة تحول للشخصية؟

- هو إتعمل فعلاً فيلم وثائقي عني إسمه "إسمه حكايات بنت البقال"، وحالياً في سيناريو لفيلم إتكتب للسيناريست "هاني فوزي" و الفنان "مصطفى درويش " زوجي ،إشتغلو مع بعض على السيناريو الفيلم إسمه "بنت البقال" ، دا فيلم روائي طويل ، وحالياً في مرحلة البحث على إنتاج مناسب.

أهم نقطة تحول في حياتى إني دخلت كلية فنون جميلة وأنا بنت جاية من سوق "الحضرة" ف دي كانت صدمة حضارية كبيرة،

بس أنا بعتبر إن نقطة التحول الحقيقة اللي غيرت مساري 360 درجة، هو حريق بني سويف اللي حصل لزملائي، وإكتئبت فترات طويلة وقلت مش همثل تاني، لكن حسيت إني لازم أقدم ليهم حاجة وأخلي ذكراهم عايشة، وهو دا اللي خلاني فعلاً أفكر أنزل القاهرة وأقول للناس هما دول الفنانين اللي طالعين من الثقافة الجماهيرية، وعما دول الناس الموهوبة فعلاً دوروا عليهم قبل ما يتحرقوا في مسارح الدولة.