أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:32 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الرياضة: لن نتخلى عن أبناء محمد شوقي لاعب كفر الشيخ وسندعم زوجته صندوق النقد الدولي: مصر تنفذ إصلاحات جوهرية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي نبذه عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير ” محمد الشناوي” ”أصالة” تروي أولى ”حكايات الطرب” في موسم الرياض محافظ الوادى الجديد: انطلاق أول ”سباق هجن” محافظ الجيزة يقود حملة لمنع الإشغالات والتعديات للمحال والمنشأت التجارية البرلمان العربي يدين تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بضرب جمهورية العراق وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى الكونجو الديمقراطية في زيارة ثنائية الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب يكرم وزير التموين بجائزة التميز والانجاز المصرفي العربي للعام 2024 وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ البحيرة تنفيذ المبادرة الرئاسية” بداية جديدة ” خمس لاعبين يتنافسون علي أفضل لاعب بالشهر في الليجا وزير الثقافة: نحرص على الحفاظ على مقتنيات الفنان أحمد زكي وعرضها بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث قريبًا

ا.د محمد مختار جمعة يكتب : ”مفاتيح الخير ومفاتيح الشر”

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

المصلحون مفاتيح الخير ، وهم لا يُحبطون، ولو أحبط المصلحون لتحولت الدنيا إلى شيء آخر شيء مفزع ومُفظع، المصلحون هم أمل هذه الدنيا، هم أمل الفقراء والبسطاء والكادحين، هم طاقة النور في هذا الكون.
يجب ألا ييأس المصلحون من انفراج طاقات النور والأمل مهما كانت مدة الظلام، ومهما كانت أراجيف المرجفين وأكاذيب المشوهين والمشككين في قدرات الدول والمؤسسات .
الأمل قادم وإن طال أمده، حيث يقول الحق سبحانه : "حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" (يوسف : 110) .
صحيح أننا قد نحتاج في بعض الأوقات إلى التدرج في الإصلاح، لكن علينا أن نسير فيه أيًّا كان مقدار الخُطا التي تفرضها ظروف كل مرحلة، كما أن علينا أن نسير باتجاه الإصلاح في مسارات متوازية يعضد بعضها بعضًا ولا يعطل أي منها الآخر : الإصلاح الديني، والأخلاقي، والاقتصادي، والمهني، والتعليمي، والثقافي، حيث يأمرنا ديننا بالإصلاح والبعد عن كل ألوان الفساد والإفساد، يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : "فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (الأنعام : 48)، ويقول سبحانه : "فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (الأعراف : 35)، وهذا نبي الله موسى (عليه السلام) يقول لأخيه هارون (عليه السلام) : "اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ" (الأعراف : 142)، وهذا شعيب (عليه السلام) يقول لقومه : "أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (الشعراء: 181-183)، ويؤكد ذلك بقوله : "إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود : 88)، وهذا سيدنا صالح (عليه السلام) يخاطب قومه فيقول : "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ" (الشعراء : 150 – 152).
والمفسدون هم مفاتيح الشر ، وكما دعا ديننا الحنيف إلى كل وجوه الإصلاح نهى نهيًا قاطعًا عن كل ألوان الفساد والإفساد حتى في مال العدو وحتى في حرب الكفار، فنهى المسلمين أن يقطعوا شجرًا، أو يحرقوا زرعاً أو ثمرًا، أو يخربوا عامرًا، لأن ذلك كله إفساد لا يرضاه رب العباد، ويقول سبحانه : "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" (البقرة : 204 - 205)، ويقول سبحانه : "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" (الأعراف : 56) .
فخير الناس أنفعهم للناس، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "إنَّ من الناسِ ناسًا مفاتيحَ للخيرِ، مغاليقَ للشرِّ، و إنَّ من الناسِ ناسًا مفاتيحَ للشرِّ، مغاليقَ للخيرِ، فطوبى لمن جعل اللهُ مفاتيحَ الخيرِ على يدَيْه، وويلٌ لمن جعل اللهُ مفاتيحَ الشرِّ على يدَيْه"، فيا بشرى وطوبى من كان مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، ويا شؤم، ويا بؤس، ويا لسوء عاقبة من كان مفتاحًا للشر بابًا للفساد والإفساد، محراث شر كما كانت العرب تقول في جاهليتها.
أ.د / محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف