الذهب والدولار يعيشان حالة من الهدنة المؤقتة
يبدو أن الذهب والدولار قد دخلا في هدنة مؤقتة بعد موجة من التقلبات العاصفة التي شهدتها الأسواق عقب صدور البيانات الأمريكية الأخيرة.
وفي مشهد لن يدوم طويلًا، ارتفعت أسعار الذهب عالميًا مع ارتفاع مؤشر الدولار، وجاءت الارتفاعات محدودة خلال تعاملات، اليوم الخميس، في انتظار المزيد من البيانات.
وأعلنت لجنة الصحة الصينية، اليوم الأربعاء، منذ لحظات قليلة عن تخفيف القيود المرتبطة بكورونا في جميع أنحاء البلاد، وهو ما قد يعزز الآمال بتعافي الطلب من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وحسبماىقال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع الماضي، إن البنك المركزي الأمريكي قد يخفض وتيرة رفع أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن في ديسمبر، بينما حذر من أن مكافحة التضخم لم تنته بعد.
ويعقد الفيدرالي الأمريكي اجتماعا في يومي 13 و14 ديسمبر المقبل لبحث مصير أسعار الفائدة في ظل العمل على مواجهة معدلات التضخم المرتفعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
لا يستبعد البعض الآن تحولًا في سياسة البنك الفيدرالي، وبات من الممكن زيادة بنسبة 0.75٪ الأسبوع المقبل بدلاً من 0.50٪، حيث كانت الأسواق تعلق الآمال عليها - بعد البيانات القوية عن الخدمات والوظائف والأجور.
وقال باول: من المنطقي أن نخفض وتيرة زيادات أسعارنا مع اقترابنا من المستوى الذي سيكون كافياً لخفض التضخم، وقد يأتي وقت تعديل وتيرة زيادات أسعار الفائدة بحلول اجتماع ديسمبر.
وكان الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة للمرة السادسة على التوالي في بداية نوفمبر الجاري، وذلك بنسبة 0.75% للمرة الرابعة على التوالي.
إرتفعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر خلال تعاملات، اليوم الأربعاء، طفيفًا في حدود 2 دولار أو ما يعادل 0.15%، وصولًا إلى مستويات قرب الـ 1784 دولار للأوقية.
بينما ارتفعت XAU/USD - العقود الفورية للذهب دولار أمريكي خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم بنسبة 0.1% أو ما يعادل 1.5 دولار، وصولًا إلى مستويات 1772 دولار للأوقية.
وفي المقابل ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الأربعاء، في حدود 0.2% وصولا إلى مستويات قرب الـ 105.8 نقطة.
بينما استمر ارتفاع سندات الخزانة الأمريكية، ليصعد العائد على السندات لأجل 10 سنوات خلال تعاملات اليوم الأربعاء في حدود 0.009 نقطة وصولا إلى مستويات 3.54%.
فى هذا السياق قال المحلل الاستراتيجي في السوق لدى آي جي، ييب جون رونغ: "مع محاولة المشاركين في السوق الحصول على توضيح بشأن رفع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة، كانت توقعات الأسعار حساسة للبيانات الاقتصادية الواردة".
وأضاف أن مؤشرات الطلب أقوى من المتوقع، وقد تدفع الأسواق إلى إعادة النظر في التوقعات الأكثر تشددًا.
وجاء تعثر الذهب بعدما حرمت بيانات بيانات مؤشر ماركت المركب لمديري المشتريات، وطلبيات المصانع، والتي سبقها بيانات توظيف قوية يوم الجمعة الماضي، الملاذ الآمن من مواصلة ارتفاعاته.
وتعزز تلك البيانات من قدرة الفيدرالي على المضي قدمًا في سيناريو تشديد السياسة النقدية، حيث جاءت لتؤكد ابتعاد الاقتصاد الأمريكي عن شبح الركود.
وقال المحلل الاستراتيجي في السوق لدى آي جي، تميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى التأثير في جاذبية الذهب، لأنها تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن غير العائد.
ويتوقع المشاركون في السوق -حاليًا- فرصة بنسبة 91%، لرفع 50 نقطة أساس في اجتماع سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.
وقال ييب إن التباطؤ في أسعار الفائدة ما يزال هو الإجماع، لذلك قد نرى بعض الانتعاش الطفيف في أسعار الذهب،وقيم المستثمرون الأخبار التي تفيد بأن حالات كورونا في أكبر مستهلك للسبائك في الصين قد انخفضت.