أنباء اليوم
الخميس 7 نوفمبر 2024 10:49 مـ 5 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

جولد بيليون: الذهب يحقق أعلى مكاسب أسبوعية في البورصة العالمية منذ أبريل 2023

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تراجعت أسعار الذهب الفورية بشكل محدود خلال تداولات اليوم الجمعة للتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1956 دولار للأونصة منخفضة بنسبة 0.2% وذلك بعد تسجيل أعلى مستوى في شهر عند 1963 دولار للأونصة.
التراجع الطفيف في أسعار الذهب اليوم يأتي بعد خمس جلسات متتالية من المكاسب دفعت الذهب لاختراق مناطق المقاومة الهامة عند 1930 – 1940 دولار للأونصة ليعود الاتجاه الصاعد للسيطرة على تداولات الذهب من جديد.
صدرت يوم أمس بيانات أمريكية بخصوص مؤشر أسعار المنتجين الذي يعبر عن التضخم من وجهة نظر الشركات والمنتجين، وأظهر المؤشر الأساسي تراجع خلال شهر يونيو إلى 2.4% على المستوى السنوي من 2.6%.
تأتي هذه البيانات بعد تقرير التضخم الرئيسي الذي صدر يوم الأربعاء حيث شهد مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاع أقل من المتوقع خلال شهر يونيو وسجل أصغر زيادة سنوية منذ أكثر من عامين في ظل استمرار معدلات التضخم في التراجع، فقد سجل مؤشر أسعار المستهلكين السنوي الجوهري 4.8% من القراءة السابقة 5.3%.
بيانات التضخم الأمريكي أدت إلى تقلص التوقعات بشأن رفع الفائدة الأمريكية لأكثر من مرة خلال النصف الثاني من العام، وأصبح تسعير الأسواق الآن يشير إلى احتمال يتخطى 92% برفع الفائدة 25 نقطة أساس خلال اجتماع البنك الفيدرالي القادم هذا الشهر، وفق جولد بيليون.

ضعف التضخم الأمريكي يدل على استجابة الاقتصاد لقرارات رفع الفائدة المتتالية التي بدأها الفيدرالي منذ العام الماضي، وهو ما قد ينهي دورة رفع الفائدة بعد القرار القادم للبنك الفيدرالي، ليتسبب هذا في ارتفاع كبير في أسعار الذهب الذي يتأثراً سلباً برفع الفائدة.
الجدير بالذكر ان السبب الرئيسي وراء ارتفاع وتعافي أسعار الذهب هو الضعف الكبير والانخفاض الحاد في مستويات الدولار الأمريكي، فقد انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ليسجل أدنى مستوياته منذ ابريل من عام 2022 ليتداول تحت المستوى 100 نقطة.
انخفض مؤشر الدولار اليوم بنسبة 0.1% ليمثل انخفاض للجلسة السابعة على التوالي ويكون انخفض منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.5%.
فقد الدولار الأمريكي كل الدعم سواء من توقعات الفائدة الأمريكية أو من عوائد السندات الحكومية التي سجلت 4 جلسات من الخسائر، حيث انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 6.9% لتسجل أدنى مستوى في أسبوعين عند 3.754%.
ضعف الدولار الأمريكي وانخفاض العائد على السندات الحكومية يمثل أفضل سيناريو بالنسبة لأسواق الذهب الذي يعد سلعة تسعر بالدولار لذلك يرتبط بعلاقة عكسية معه، بالإضافة إلى أن تراجع العائد على السندات يزيد من جاذبية الذهب للاستثمار.
ولكن يبقى الارتفاع الأخير في الذهب معتمداً بشكل كامل على ضعف الدولار الأمريكي دون تزايد في الطلب على الذهب نفسه، وذلك بسبب حقيقة أنه حتى إذا توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة بعد اجتماعه القادم فستظل معدلات الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من 15 عام، وهو ما يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.

الذهب يواجه نقطة ضعف في أداء صناديق الاستثمار
أظهر تقرير مجلس الذهب العالمي أن شهر يونيو الماضي شهد خروج استثمارات من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بقيمة 3.7 مليار دولار بما يساوي 56 طن من الذهب على مستوى الصناديق المتداولة في الذهب عالمياً، مما أدى إلى سحب استثمارات خلال النصف الأول من عام 2023 بقيمة 2.7 مليار دولار ما يساوي 50 طن من الذهب.
تسبب التدفق الخارجي للاستثمار من صناديق الذهب لشهر يونيو وحده في تحول الطلب العالمي على صناديق الاستثمار المتداولة على الذهب خلال النصف الأول من عام 2023 إلى مستوى سلبي بمقدار 50 طنًا، وهو ما يعادل خروج سيولة نقدية تبلغ 2.7 مليار دولار أمريكي، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.

من جانب آخر هدأت أنشطة التداول في سوق الذهب العالمية في يونيو، حيث بلغ متوسطها 152 مليار دولار أمريكي في اليوم بانخفاض 13٪ عن شهر مايو. قد يكون ضعف سعر الذهب خلال الشهر قد أثر على حماس المستثمرين لتداول الذهب. بينما ظل سوق OTC (التداول الغير فعلي) مستقرًا نسبيًا مع انخفاض معتدل بنسبة 1٪ على أساس شهري.
يتوافق هذا مع بيانات رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة تجارية دولية تمثل السوق العالمي لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء عالمية. وقد أظهرت في تقرير لها أنه مع نهاية يونيو 2023 ارتفعت كمية الذهب المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8865 طن منخفضة بنسبة 0.4% عن الشهر السابق، لتصل قيمته إلى 545 مليار دولار أي ما يعادل حوالي 709200 سبيكة ذهب.
تدل هذه البيانات على قدرة لندن لدعم سوق التداول اللحظي للذهب ومع هذا التراجع في مخزونات الذهب فإن هذا يعكس تراجع الطلب على الذهب خلال الفترة الماضية بعد تراجع أسعار الذهب تحت مستويات الـ 2000 دولار للأونصة والتغير المستمر في توقعات أسعار الفائدة.
تظهر هذه البيانات أن الذهب يعاني فجوة في الطلب والاستثمار خلال شهر يونيو من جانب صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، وذلك بسبب الأداء المثالي للسندات الأمريكية خلال الشهر الماضي والذي سحب استثمارات كبيرة من أسواق الذهب.
ولكن بعد تغير اتجاه تداولات الذهب إلى صاعد فقد نشهد تغير في الفترة القادمة في مستويات الاستثمار والطلب على المعدن النفيس.

أسعار الذهب في مصر
فشلت محاولات الذهب المحلي يوم أمس في اختراق المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21 وذلك في ظل ضعف زخم الصعود خاصة بعد هدوء التداولات في الأسواق العالمية بعد سلسلة من الارتفاعات دفعت بسعر الأونصة إلى أعلى مستوى في شهر، وسجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الجمعة 2195 جنيه للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17560 جنيه.

يوم أمس حاولت أسعار الذهب أكثر من مرة تخطي حاجز الـ 2200 جنيه للجرام ولكن دون جدوى، وذلك بسبب ضعف الطلب حالياً وتفضيل العديد من المشاركين في الأسواق لترقب تطورات الأسواق خلال الفترة الحالية.

الأسواق المحلية تلقت عدد من الأحداث الهامة خلال الفترة الأخيرة ساعدت على عودة الهدوء والاتزان إلى أسواق الذهب وأنهت بشكل كبير عمليات المضاربة السعرية والطفرات الغير مبررة في أسعار الذهب المحلية، بحسب جولد بيليون.

أهم هذه الأحداث كانت مبادرة واردات الذهب بدون جمارك أو رسوم والتي ساهمت في دخول أكثر من 300 كليو جرام من الذهب إلى الأسواق المحلية لتخلق زيادة في المعروض وتحقق نوع من التوازن بين العرض والطلب.
من جهة أخرى جاء تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص سعر صرف الجنيه وأنه أمن قومي ليحدث هدوء كبير في الأسواق وتراجع في الطلب على الدولار في السوق الموازية بعد أن اقتنع المشاركين في الأسواق أن سعر الصرف الرسمي سيظل عند هذه المستويات لفترة أطول من الوقت.
وأخيراً المؤتمر الصحفي للحكومة المصرية الذي عقد هذا الأسبوع وأظهر نتائج برنامج الطروحات الحكومي لبيع الشركات المملوكة للدولار، وتوفير 1.9 مليار دولار منها حصيلة دولارية بقيمة 1.6 مليار دولار والباقي سيتم تحصيله بالجنيه المصري.
أيضاً وضع الحكومة مستهدف للدخل الدولاري للدولة يصل إلى 191 مليار دولار خلال عام 2026 القادم، الأمر الذي أحدث اطمئنان إلى حد كبير في الأسواق في كون الحكومة تسير على خطة محددة لمعالجة أزمة الدولار.
أيضاً الخطوات الحكومية الأخيرة في برنامج الطروحات الحكومي يزيد من التوقعات أنه سيدفع صندوق النقد الدولي إلى بدأ مراجعته في سبتمبر القادم بعد الخطوات الفعلية التي اتخذتها الحكومة في هذا الشأن وبالتالي قد يتم الموافقة على الشريحة الثانية من قرض الصندوق البالغ 3 مليار دولار والذي تم الاتفاق عليه في ديسمبر الماضي.
كل هذه العوامل ساعدت على هدوء تحركات الذهب وغياب الطفرات الكبيرة في الارتفاع أو الهبوط، هذا بالإضافة إلى ضعف السيولة النقدية الحالية في الأسواق وتفضيل المشاركين في الأسواق إلى مراقبة التطورات الحالية

توقعات أسعار الذهب من جولد بيليون

استقرت أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة بالقرب من مستويات الأمس وهو ما قد يكون استراحة بعد الارتفاع الكبير في الذي شهده المعدن النفيس هذا الأسبوع، بالإضافة إلى مواجهته منطقة مقاومة جديدة عند 1970 – 1980 دولار للأونصة قد تحد من مكاسبه خلال الفترة القادمة.
الاغلاق الأسبوعي للذهب فوق المستوى 1950 دولار للأونصة سيكون له تأثير إيجابي كبير على حركته خلال الفترة القادمة، خاصة بعد أن نجحت الأسعار في اختراق المتوسط المتحرك لـ 100 يوم ولـ 50 يوم ما أكسبها زخم صعودي كبير.
في حالة لجوء الذهب للتصحيح السلبي بعد سلسلة الارتفاع سيشهد إعادة اختبار لمستويات 1945 – 1940 دولار للأونصة والتي أصبحت منطقة دعم حالية.
بالنسبة لأسعار الذهب المحلية فنجد أن الأسعار تفشل حتى الآن في اختراق المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21 وهو ما قد يدفعها إلى التراجع خلال الأيام القادمة خاصة مع توقف سعر الأونصة اليوم الجمعة عن الارتفاع بعد سلسلة من الأداء الإيجابي.
الجدير بالذكر ان نجاح الأسعار في الاختراق الناج لمستوى 2200 جنيه للجرام والاغلاق فوقه سيساعد على استمرار الصعود في أسعار الذهب واستهداف مناطق المستوى 2220 ومن بعده المستوى 2250 جنيه للجرام.
ولكن عودة الأسعار إلى التراجع يدفعها إلى استهداف مناطق المستوى 2170 جنيه للجرام و 2150 جنيه للجرام.