أزمة الديون تهيمن على إجتماعات وزراء المال ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين
بدأ وزراء المال ومحافظو البنوك المركزية من مجموعة العشرين أمس في الهند محادثات حول إعادة هيكلة الديون وإصلاح المصارف متعددة الأطراف وتمويل تغير المناخ بهدف دعم الاقتصاد العالمي المتعثر.
وبحسب الفرنسية، افتتحت نيرمالا سيثارامان وزيرة المال الهندية التي ترأس وتستضيف الاجتماع في جانديناجار بولاية جوجارات غربا، المناقشات بتذكير وزراء المال بأن على عاتقهم “مسؤولية توجيه الاقتصاد العالمي نحو نمو قوي ومستدام ومتوازن وشامل”.
في وقت سابق من أمس، قالت سيثارامان للصحافيين إلى جانب جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية، إن إحدى القضايا الرئيسة المدرجة على جدول الأعمال على مدار يومين ستكون “تسهيل التوصل إلى إجماع حول القضايا المستعصية المتعلقة بارتفاع المديونية”.
وأضافت سيثارامان أن المناقشات ستركز أيضا على “قضايا عالمية مهمة مثل دعم مصارف التنمية متعددة الأطراف واعتماد إجراءات مناخية منسقة.
كذلك تحدثت يلين من جانبها، عن الجهود المبذولة لمعالجة مشكلة المديونية في أفقر دول العالم، مشيرة إلى التقدم المحرز لناحية إعادة هيكلة ديون زامبيا التي ناقشتها خلال زيارتها بكين في وقت سابق من الشهر.
ومع ذلك فإن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم والداعم المالي الرئيس لكثير من الدول الآسيوية والإفريقية المتعثرة ومنخفضة الدخل، تعارض حتى الآن تبني موقف متعدد الأطراف بشأن هذه القضية، حسبما قال مسؤولون.
على هامش محادثات مجموعة العشرين الأحد، أشارت يلين إلى أن الصفقة مع زامبيا “احتاجت إلى مفاوضات طويلة”، مضيفة أنها تأمل في أن يتم “سريعا الانتهاء” من معالجة الديون الخاصة بغانا وسريلانكا.
وقالت يلين ينبغي أن نطبق المبادئ المشتركة التي اعتمدناها في قضية زامبيا على قضايا أخرى، بدلا من البدء من نقطة الصفر في كل مرة.
ووفقا لمسؤول كبير من الهند التي ترأس مجموعة العشرين، لم تتفاعل بكين بطريقة مشجعة جدا بشأن مسألة الدين المشترك. وأضاف المسؤول أن كثيرا من الاقتصادات المتعثرة وصلت إلى نقطة الانهيار بعد الصدمة المزدوجة المتمثلة في جائحة كوفيد وعواقب الحرب الروسية في أوكرانيا التي تؤثر في أسعار الوقود والسلع العالمية.
وتعد بكين دائنا رئيسا في بعض هذه الحالات، وقد تعرضت لانتقادات بسبب موقفها من إعادة هيكلة الديون.
ستناقش مجموعة العشرين أيضا إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف، وتنظيم العملات المشفرة، والحاجة إلى تسهيل وصول أفقر البلدان إلى التمويل الهادف إلى التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معه.
وكان أجاي بانجا الرئيس الجديد للبنك الدولي عبر خلال الأسبوع الماضي عن قلقه من “انعدام الثقة العميق” الذي يفصل بلدان الشمال والجنوب “في وقت يتعين علينا أن نلتقي” للتصدي للتحديات المترابطة، من محاربة الفقر في العالم إلى أزمة المناخ الوجودية والانتعاش الاقتصادي بعد الوباء، الذي تعرض للخطر بسبب التضخم والحرب في أوكرانيا.
وأضاف في مقال نشر على الإنترنت أن “الإحباط الذي تشعر به بلدان الجنوب أمر مفهوم. ففي كثير من الجوانب تدفع هذه البلدان ثمن ازدهار الدول الأخرى”، مشيرا إلى أن هذه الدول “تشعر بقلق عميق من إعادة توجيه الوسائل التي وعدت بها، إلى إعمار أوكرانيا”.
وقال رئيس البنك الدولي “إنها تشعر بأن تطلعاتها محدودة، لأن قواعد الطاقة لا تطبق عالميا وهي قلقة من أن جيلا مزدهرا سيقع في براثن الفقر”.
وتابع “في بلدان الشمال، يعد تغير المناخ مرادفا لتقليل الانبعاثات. لكن في دول الجنوب، إنها مسألة بقاء، لأن الأعاصير أكثر عنفا، والبذور المقاومة للحرارة نادرة، والجفاف يدمر المزارع والمدن، والفيضانات تقضي على عقود من التقدم”.
ومن المتوقع أيضا تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاقية توزيع أكثر عدلا لعائدات ضرائب الشركات متعددة الجنسيات، التي كانت 138 دولة قد توصلت إليها الأسبوع الماضي.
والشركات متعددة الجنسيات، خصوصا شركات التكنولوجيا، قادرة حاليا على تحويل أرباحها بسهولة إلى بلدان ذات ضرائب منخفضة، حتى لو كانت تقوم بجزء صغير فقط من نشاطها هناك.
ويخشى أعضاء مجموعة الدول السبع المتقدمة من أن التركيز على الحرب الروسية - الأوكرانية قد يعرقل الاتفاق النهائي. وحاولت يلين الأحد تهدئة المخاوف أن يأتي الدعم الهائل لأوكرانيا على حساب المساعدات للدول النامية. وقالت يلين في مؤتمر صحافي في جانديناجار في غرب الهند “أرفض فكرة المقايضة” بين هاتين المسألتين وهما في الواقع مرتبطتان ببعضها بعضا بشكل وثيق.
والأحد، أكد شونيتشي سوزوكي وزير المال الياباني مجددا “دعم مجموعة السبع الثابت” لأوكرانيا، مضيفا أن موسكو ستضطر أيضا إلى “دفع تكاليف إعادة الإعمار على المدى الطويل”.
من جهته، قال أجاي بانجا رئيس البنك الدولي أمس: إن الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة صعبة، لكنه ليس من المرجح أن يبقى بها.
وأضاف بانجا على هامش اجتماع لمجموعة العشرين “في واقع الأمر، يمر الاقتصاد العالمي بمرحلة صعبة. صحيح أن أداءه تجاوز توقعات الجميع، لكن هذا لن يعني أنه لن يكون هناك مزيد من التحديات.
وقال يمكننا تغيير المصير، وهذا ما يجب أن نفكر فيه الآن.