خفض التصنيف الائتماني يثير تساؤلات حول التوقعات المالية للولايات المتحدة ..
إرتفع الدولار بعد أن تجاهل المستثمرون قرار وكالة فيتش خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، بينما أسهمت بيانات تظهر زيادة أكبر من المتوقع في عدد الوظائف الخاصة في يوليو في تعزيز الدولار، إذ إنها تشير إلى تزايد قوة سوق العمل.
وخفضت "فيتش" تصنيف الولايات المتحدة إلى AA+ من AAA في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة من البيت الأبيض وفاجأت المستثمرين خاصة أنها تأتي بعد شهرين من التوصل إلى حل لأزمة سقف الدين.
وأشارت الوكالة، إلى عوامل تشمل "تآكل الحوكمة" خلال العقدين الأخيرين بعدما شهدت البلاد بشكل متكرر خلافات على صلة برفع سقف الدين العام، وفقا لـ"رويترز".
وقال ريتشارد فرنسيس كبير مديري التصنيفات السيادية في وكالة فيتش للتصنيف الائتماني إن "فيتش" اتخذت قرارها بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بسبب المخاوف المالية وحالة الاستقطاب الذي ظهرت جلية في توترات السادس من يناير الماضي. وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسة زيادة بـ0.745 في المائة، ليسجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا خلال ثلاثة أسابيع. وكان مؤشر الدولار قد قفز 3 في المائة في 18 يوليو صاعدا من أدنى مستوى في 15 شهرا.
ودفع ذلك اليورو إلى الانخفاض 0.56 في المائة إلى 1.092 دولار، إذ قال محللون إن الدولار يستفيد على الأرجح من كونه ملاذا آمنا. وهبط الجنيه الاسترليني 0.74 في المائة إلى 1.2682 دولار.
ونزل الين الياباني 0.06 في المائة عند 143.43 ين للدولار بعدما كان في طريقه في وقت سابق لتقليص خسائر مني بها في ثلاث جلسات.
وهبط الدولار الأسترالي 1.19 في المائة إلى 0.653 دولار بعدما انزلق سابقا إلى أدنى مستوياته منذ يونيو عند 0.657 دولار. وانخفض الدولار النيوزيلندي 1.30 في المائة إلى 0.6070 دولار.
وقال رودريجو كاتريل كبير محللي العملات في بنك أستراليا الوطني (إن.أيه.بي) "لا نعتقد أن قرار وكالة فيتش أمر جوهري. بالتأكيد، رأينا السوق تتحرك قليلا، ولكن على المدى القريب، لا أعتقد أنه سيكون عاملا محركا طويل الأمد". وحصل الدولار أيضا على بعض الدعم من بيانات اقتصادية صدرت، أظهرت أن فرص العمل في الولايات المتحدة ظلت عند مستويات تتفق مع ظروف سوق العمل المشددة، حتى مع انخفاضها إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين في يونيو.
وتفصيليا، جاء في بيان لفيتش أن خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يوضح التدهور المتوقع للمالية العامة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، والعبء المرتفع والمتزايد للدين العام الحكومي، وتآكل الحوكمة.
وأضاف البيان ليس لدى الحكومة إطار مالي متوسط الأجل ولديها آلية ميزانية معقدة، وأسهمت هذه العوامل، إلى جانب كثير من الصدمات الاقتصادية والتخفيضات الضريبية ومبادرات الإنفاق الجديدة، في زيادات متتالية في الديون على مدى العقد الماضي.
وقالت وكالة التصنيف إضافة إلى ذلك، لم يحرز سوى تقدم محدود فقط لمواجهة التحديات على الأجل المتوسط والمتعلقة بارتفاع تكاليف المعاشات التقاعدية والتأمين الصحي بسبب شيخوخة السكان. وفي 2011، دفع مأزق رفع سقف الدين العام وكالة "إس آند بي" إلى خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من AAA، إلى "AA+"، ما أثار استياء في صفوف الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وأعلن البيت الأبيض الثلاثاء أنه يرفض "بشدة" قرار "فيتش" خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. وقالت كارين جان - بيار المتحدثة باسم البيت الأبيض "نرفض بشدة هذا القرار، خفض تصنيف البلاد في وقت حقق الرئيس جو بايدن أقوى تعاف اقتصادي بين كل الاقتصادات الكبرى في العالم، هو أمر يخالف الواقع.
واتهمت جان - بيار إدارة الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب بأنها قادت نحو تدهور المعايير التي أخذتها "فيتش" في الحسبان لتحديد تصنيفاتها.
من جهتها، عبرت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية أيضا عن معارضتها الشديدة لقرار وكالة فيتش، واصفة إياه بأنه "تعسفي ويستند إلى بيانات قديمة، قائلة إن الخفض "غير مبرر على الإطلاق".
وقالت إن نموذج التصنيفات الكمية لـ"فيتش" انخفض بين 2018 و2020 لكن الوكالة تعلن الآن تغيره رغم تقدم ملحوظ في المؤشرات.
وشددت يلين في كلمة ألقتها في فرجينيا على أن "قرار فيتش يدعو للحيرة على ضوء القوة الاقتصادية التي تتمتع بها الولايات المتحدة"، مجددة اعتراضها على الخطوة.
وأشارت إلى انتعاش الاقتصاد الأمريكي بعد الجائحة مع سوق عمل قوية وتباطؤ التضخم، مؤكدة أن المسؤولية المالية هي أولولية بالنسبة لها وللرئيس جو بايدن.
وقالت يلين إن قرار فيتش لا يغير ما نعرفه جميعا، مؤكدة أن أمريكا ستظل أكبر اقتصاد في العالم وأكثره حيوية وابتكارا على المدى الطويل في ظل أقوى نظام مالي عالمي.
وأفادت سندات الخزانة لا تزال الأصول الآمنة والسائلة الأبرز في العالم، وأن الاقتصاد الأمريكي قوي في جوهره".
وأشار بيان "فيتش" إلى نظرة مستقبلية مستقرة للتصنيف. ورغم أن رفع سقف الدين العام، الحد الأقصى للاقتراض الحكومي، إجراء روتيني، إلا أنه أصبح منذ أعوام مسألة خلافية.
إنشرها
سمات
الاقتصاد العالمي التصنيف الائتماني وكالة فيتش
أضف تعليق
المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية
خفض التصنيف الائتماني يثير تساؤلات حول التوقعات المالية للولايات المتحدة .. الحوكمة تتآكل
خفض التصنيف الائتماني يثير تساؤلات حول التوقعات المالية للولايات المتحدة .. الحوكمة تتآكل
ارتفع الدولار بعد أن تجاهل المستثمرون قرار وكالة فيتش خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، بينما أسهمت بيانات تظهر زيادة أكبر من المتوقع في عدد الوظائف الخاصة في يوليو في تعزيز الدولار، إذ إنها تشير إلى تزايد قوة سوق العمل.