انخفاض سعر الذهب في مصر 25 جنيها وغياب عوامل دعم ارتفاع المعدن النفيس
تواصل أسعار الذهب التحرك بشكل يغلب عليه الهبوط، وذلك بعد أن فشل ارتفاع الذهب الأخير في الحصول على الدعم الكافي للاستمرار، بالإضافة إلى حدوث توازن حالي بين العرض والطلب بالإضافة إلى غياب السيولة ما يدفع الأسعار إلى التراجع.
وافتتحت أسعار الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم الثلاثاء عند المستوى 2235 جنيه للجرام قبل أن تنخفض بمقدار 25 جنيه لتتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2210 جنيه للجرام، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 17680 جنيه.
يأتي هذا بعد انخفاض أسعار الذهب خلال جلسة يوم أمس الاثنين بمقدار 10 جنيهات حيث افتتحت الجلسة عند المستوى 2245 جنيه للجرام وأغلق عند 2235 جنيه للجرام، وخلال الجلسة انخفضت الأسعار إلى أدنى مستوى عند 2220 جنيه للجرام.
الضعف الحالي في أسعار الذهب يرجع إلى فشل الذهب في استكمال ارتفاعه الأخير وعدم قدرته على اختراق المستوى 2300 جنيه للجرام، الأمر الذي دفعه إلى التراجع خاصة في ظل ضعف السيولة النقدية في الأسواق.
وترى جولد بيليون أن الذهب يستمر في البحث عن السعر العادل ويتحرك ضمن نطاق يصل إلى 100 جنيه تقريباً، خاصة أن الفترة الحالية تشهد توازن بين العرض والطلب وترقب في الأسواق لمعرفة الاتجاه القادم في سوق الذهب.
مع بداية شهر سبتمبر سيزيد الحذر في الأسواق مع ترقب الجميع حدوث خفض رابع في قيمة الجنيه مقابل الدولار تزامناً مع مراجعة صندوق النقد الدولي، وقد تسببت الاشاعات في رفع سعر الدولار في السوق الموازية خلال الفترة الأخيرة وهو ما تسبب في ارتفاع لسعر الذهب منذ كون الذهب المحلي يتم تسعيره بسعر صرف الدولار في السوق الموازية.
الوقت الحالي يشهد تعافي في سعر الأونصة العالمية ولكن الأسواق المحلية غير متفاعلة بشكل كبير مع السعر العالمي خلال هذه الفترة، وبالتالي سيكون تركيز الأسواق المحلية مع سعر صرف الدولار في السوق الموازية وأي تغيرات تطرأ عليه، بالإضافة إلى مراقبة العرض والطلب في السوق في ظل غياب سيولة نقدية كافية لدفع الأسعار إلى التحرك في اتجاه واضح.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
تحاول أسعار الذهب عالميا الأستقرار أعلى مستوى المقاومة 1923$ ففى حال الأستقرار أعلى المستوي المذكور نستهدف بذلك مستوى 1945$ أما فى حال فشل السعر في الاستقرار أعلى المستوي السابق ذكرها سيعيده إلى التراجع حتى منطقة 1910 – 1900 دولار للأونصة.
وبالنسبة لأسعار الذهب محلياً بعد أن فشل الذهب في اختراق المستوى 2300 جنيه للجرام عيار 21 عاد إلى التراجع والآن يحاول كسر مستوى الدعم الهام عند 2220 جنيه للجرام، وفي حالة كسره بشكل ناجح لن يكون كسر المستوى 2200 جنيه للجرام صعباً ليندفع السعر إلى الهبوط حتى المستهدف الأول عند منطقة 2150 – 2155 جنيه للجرام، ومن بعدها 2130 جنيه للجرام.
سعر الذهب في البورصة العالمية
ارتفعت أسعار الذهب عالمياً اليوم الثلاثاء للجلسة الثانية على التوالي وذلك بعد تراجع في مستويات الدولار وعوائد السندات الحكومية الأمريكية، الأمر الذي ساعد المعدن النفيس على الاستمرار في التعافي قبل صدور عدد من البيانات الاقتصادية الهامة هذا الأسبوع.
سجلت أسعار الذهب الفورية اليوم ارتفاع بنسبة 0.2% لتتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1923 دولار للأونصة، وذلك بعد أن ارتفعت أسعار الذهب يوم أمس إلى أعلى مستوى منذ قرابة 3 أسابيع عند المستوى 1926 دولار للأونصة.
اكتسبت أسعار الذهب الدعم منذ تخطيها المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة بالإضافة إلى كسر منطقة المقاومة عند 1907 – 1910 دولار للأونصة، مما دفع العديد من المستثمرين إلى إغلاق مراكز البيع الأمر الذي زاد من مكاسب الذهب.
في الوقت نفسه تراجع الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية من أعلى مستوياته في 3 أشهر في ظل التشبع الحالي في الشراء، حيث انخفض مؤشر الدولار منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.1%، الأمر الذي ساعد الذهب على التعافي.
أيضاً انخفضت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.1% لتسجل أدنى مستوى هذا الأسبوع عند 4.175% لتظل بعيدة عن أعلى مستوى سجلته منذ 15 عام خلال الأسبوع الماضي عند 4.362%.
تراجع عوائد السندات تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه وتساعد الأسعار على الارتفاع، بالإضافة إلى تراجع مستويات الدولار الأمريكي الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع الذهب ليعطيه دفعة أخرى للارتفاع، وفق تحليل جولد بيليون.
ماذا ينتظر سوق الذهب؟
يأتي هذا التعافي في أسعار الذهب قبل صدور عدد من البيانات الاقتصادية الهامة عن الاقتصاد الأمريكي، بداية مع مؤشر ثقة المستهلكين الذي يصدر اليوم، بالإضافة إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، وختاماً مع تقرير الوظائف الحكومي عن شهر أغسطس والذي يعد حجر الأساس الذي ستبني عليه الأسواق توقعاتها بشأن مستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي خلال الفترة القادمة.
سيناريو الركود التضخمي يعيد الذهب إلى الصورة
البيانات الأخيرة التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي تظهر تراجع في معدلات النمو في عدد من القطاعات الاقتصادية مثل القطاع الصناعي والخدمي، بالإضافة إلى تقرير الوظائف هذا الأسبوع والذي من المتوقع أن يشهد تراجع في الوظائف الجديدة.
في الوقت نفسه تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في خطابه الأخير في جاكسون هول أظهرت أن معركة التضخم لم تنتهي بعد، وأن البنك مستمر في سياسة التشديد النقدي حتى الوصول بهدف التضخم إلى 2%.
وبالتالي ظهر سيناريو جديد وهو الركود التضخمي، والمقصود به حدوث تباطؤ في معدلات النمو في الاقتصاد الأمريكي في الوقت الذي تستقر فيه معدلات التضخم عند مستويات مرتفعة غير مرغوب فيها من قبل البنك المركزي.
يتزايد الطلب على الذهب في أوقات الركود التضخمي باعتباره سلعة ملاذ آمن وأداة لتنويع الأصول، خاصة في المحافظ الاستثمارية وصناديق الاستثمار، ومن هذا المنطلق قد نشهد تعافي في أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، ولكن البيانات الاقتصادية سيكون لها تأثير مباشر أيضاً على تحركات الذهب، خاصة أن رئيس الفيدرالي أشار إلى أن قرار البنك سيتوقف على البيانات الاقتصادية، وبالتالي فإن ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بأعلى من المتوقع، أو حدوث زيادة في أعداد الوظائف الجديدة سيكون لها لتأثير سلبي واضح على أسعار الذهب كون هذه البيانات تزيد من فرص لجوء البنك الفيدرالي إلى الإبقاء على سياسة التشديد النقدي.
من جهة أخرى نجد أن الأسواق تقوم بتسعير احتمال بنسبة 80% أن يقوم الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع سبتمبر القادم، واحتمال آخر بنسبة 47.8% أن يقوم البنك برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع نوفمبر القادم.