أذربيجان تواصل عمليتها العسكرية ضد قوات أرمينية في قره باغ
أكدت وزارة الدفاع في أذربيجان، اليوم الأربعاء، ان عمليتها العسكرية مستمرة في ناغورني قره باغ الخاضعة لسيطرة أرمينيا وسط دعوات دولية لـ"وقف فوري للقتال" في المنطقة المتنازع عليها. وقالت السلطات الانفصالية في قرة باغ إن 27 شخصا بينهم مدنيان قتلوا وأصيب أكثر من 200 آخرين منذ الثلاثاء.
جدير بالذكر أن منطقة قرة باغ الجبلية معترف بها دوليا على أنها جزء من أذربيجان لكن جزء منها تديره سلطات انفصالية من الأرمن تقول إن المنطقة وطن أجدادها.
وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان، اليوم الأربعاء، إن إجراءاتها العسكرية في منطقة قرة باغ مستمرة بنجاح، وتضمن بيان للوزارة على تيليجرام "تم تحييد مواقع قتالية ومركبات عسكرية ومدفعية وتجهيزات صواريخ مضادة للطائرات ومحطات حرب إلكترونية وغيرها من المعدات العسكرية التابعة لوحدات القوات المسلحة الأرمينية".
وكانت أذربيجان قد شنت الثلاثاء هجوما عسكريا في ناغورني قره باغ بعد ثلاثة أعوام على الحرب الأخيرة في الجيب الانفصالي، مطالبة باستسلام أرميني "كامل وغير مشروط".
وأفاد الانفصاليون بسقوط 27 قتيلا في العملية العسكرية الأذربيجانية، بينهم مدنيان، وأكثر من مئتي جريح، مؤكدين إجلاء نحو سبعة آلاف شخص من 16 قرية. من جهتها أعلنت باكو سقوط قتيلين مدنيين في مناطق خاضعة لسيطرتها.
ومساء الثلاثاء أعلنت أذربيحان سيطرتها على أكثر من 60 موقعا أرمينيا في قره باغ، في حين أعلن الانفصاليون الأرمن إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص.
ونددت وزارة الخارجية الأرمينية بـ"عدوان واسع النطاق" بهدف القيام بـ"تطهير عرقي"، مشددة على أنها لا تنشر أي قوات في المنطقة وأن الانفصاليين يقاتلون لوحدهم القوات الأذربيجانية.
وفي السياق.. دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء إلى "وقف فوري للقتال" في ناغورني قره باغ،وقال المتحدث ستيفان دوجاريك إن "الأمين العام يدعو بأقوى العبارات إلى وقف فوري للقتال ووقف التصعيد والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار لعام 2020 ومبادئ القانون الإنساني الدولي".
ومن جهتها حثت روسيا أيضا، اليوم الأربعاء على "وقف فوري لإراقة الدماء" في ناغورني قره باغ، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنه "في ما يتعلّق بالتصعيد الحادّ للمواجهة المسلّحة في ناغورني قره باغ، نحضّ أطراف النزاع على الوقف الفوري لإراقة الدماء وإنهاء الأعمال العدائية ووضع حدّ للخسائر المدنية".
وشددت الوزارة في بيانها على ضرورة العودة إلى الاتفاقات التي تمّ التفاوض عليها في 2020 بوساطة منها والتي أثمرت وقفا لإطلاق النار ولكن ليس اتفاق سلام.
من جانبه، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء "بأشد العبارات" العملية العسكرية التي بدأتها أذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه مع أرمينيا، داعيا باكو إلى "وقف فوري لهجومها".
وتضمن بيان للرئاسة الفرنسية أن ماكرون أجرى اتصالا برئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، ودعا إلى "استئناف من دون تأخير لمباحثات إيجاد حل للأزمة الانسانية في قره باغ والتوصل الى سلام عادل ودائم بين أرمينيا وأذربيجان وضمان الحقوق والأمن لسكان قره باغ، ضمن احترام الالتزامات المبرمة والقانون الدولي".
بدوره دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أذربيجان الثلاثاء إلى "الوقف الفوري" للعملية العسكرية التي بدأتها في إقليم ناغورنيا.
وأكد الوزير أن "الولايات المتحدة قلقة جدا من الأعمال العسكرية الأذربيجانية في ناغورني قره باغ، وتدعو أذربيجان الى الوقف الفوري لهذه الأعمال".
وأعلن الانفصاليون الأرمن الثلاثاء في ناغورني قره باغ إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص من 16 قرية في المنطقة الجبلية بعد بدء الهجوم الأذربيجاني.
وجاء في بيان لأمين المظالم في المنطقة الانفصالية غيغام ستيبانيان أن "أكثر من سبعة آلاف شخص تم إجلاؤهم منذ 16 تجمّع مدني في مناطق أسكيران ومارتاكيرت ومارتوني وشوشي في أرتساخ/ناغورني قره باغ"، مستخدما الاسم الأرمني للمنطقة ذات الغالبية الأرمنية والمعترف دوليا بأنها جزء من أراضي أذربيجان.