جولد بيليون : ارتفاع مؤشر الدولار يضغط على الذهب في البورصة العالمية
يشهد الذهب ضغط سلبي مع بداية تداولات اليوم ليستمر في التراجع لليوم الرابع على التوالي وسط عدم اليقين في الأسواق بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي، وذلك قبل صدور محضر اجتماع البنك اليوم.
تتداول أسعار الذهب الفوري حاليا عند المستوى 2054 دولار للأونصة وكان السعر قد سجل أعلى مستوى اليوم عند 2066 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد انخفاض خلال الثلاث جلسات الماضية ليتراجع السعر من أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 2088 دولار للأونصة.
سعر الذهب بدأ تداولات عام 2024 على تراجع وذلك بعد ارتفاع خلال عام 2023 بنسبة 13.1% وتسجيله أعلى مستوى تاريخي في 4 ديسمبر الماضي عند 2148 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون.
التراجع الحالي في أسعار الذهب يأتي مع بداية قوية للدولار هذا العام فقد ارتفع مؤشر الدولار منذ بداية الأسبوع بنسبة 1% ليبتعد عن أدنى مستوياته في 5 أشهر التي سجلها الأسبوع الماضي.
من جهة أخرى شهدت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفاع منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.9% وسجلت أعلى مستوى منذ 3 أسابيع عند 4.024% وذلك بعد 5 أسابيع متتالية من الهبوط سجلت خلالهم أدنى مستوى منذ أكثر من 5 أشهر عند 3.783%.
الذهب يرتبط بعلاقة عكسية مع كل من الدولار وعوائد السندات الأمريكية، وهو ما ساعد على تراجع أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة، إلا أنه على الرغم من هذا يظل متماسك حتى الآن دون الدخول في حركة هبوط قوية.
الأسواق تسعى إلى مزيد من التأكيد من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من عام 2024، وقد أدى ذلك إلى تخلي المعدن الأصفر عن بعض مكاسبه الأخيرة، بينما انتعش الدولار بشكل حاد من أدنى مستوياته في خمسة أشهر تقريبًا بداية من هذا الأسبوع.
الأسواق تترقب محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر والذي يصدر في وقت لاحق من اليوم، ويعمل هذا على إبقاء الأسواق في حالة من التوتر، حيث تشير التوقعات إلي أن محضر اجتماع البنك قد لا يظهر تحيز كبير للبنك لخفض الفائدة الأمر الذي يعارض توقعات الأسواق بأن البنك سيلجأ إلى خفض الفائدة في وقت مبكر من عام 2024.
توقعات الأسواق تشير إلى احتمال بنسبة 66% أن البنك الفيدرالي سيخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في شهر مارس، وقد تراجع هذا الاحتمال بعد أن كان الأسبوع الماضي بنسبة تتخطى 75%.
أيضاً تصدر اليوم بيانات فرص العمل عن الاقتصاد الأمريكي والذي من المتوقع أن تأتي بقيمة 8.84 مليون فرصة عمل في شهر ديسمبر مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 8.73 مليون، تأتي هذه البيانات قبل تقرير الوظائف الأمريكي الذي يصدر نهاية هذا الأسبوع مع توقعات بتسجيل وظائف جديدة خلال الشهر الماضي بمقدار 167 ألف وظيفة مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 199 ألف.
هذا وتراقب الأسواق أيضاً أية تغيرات في أداء صناديق الاستثمار في الذهب والتي شهدت أداء ضعيف خلال عام 2023 بسبب خروج الاستثمارات بحثاً عن العائد المرتفع في أسواق السندات، الأمر الذي أثر على دعم الذهب بشكل كبير.
التوقعات تشير أن عام 2024 سيشهد عودة التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، وذلك بعد أن تتضح سياسة خفض الفائدة من قبل الفيدرالي ويبدأ في تنفيذها، وذلك بعد أن أظهرت البيانات الأخيرة استقرار أداء الصناديق وعودة الاستثمارات بشكل جزئي وتدريجي.
بيانات مجلس الذهب العالمي أظهرت ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الذهب خلال الأسبوع المنتهي في 15 ديسمبر 2023 بمقدار 5.5 طن من الذهب حيث ارتفعت تدفقات صناديق أمريكا بمقدار 5.2 طن وانخفضت تدفقات صناديق أوروبا بمقدار 2.3 طن بينما ارتفعت تدفقات المنطقة الأسيوية بمقدار 2.3 طن.
أسعار الذهب في مصر
شهدت أسعار الذهب المحلي تذبذب خلال الأيام الماضية في ظل الترقب الذي يسيطر على الأسواق من صدور قرارات جديدة تعمل على تغيرات اقتصادية أو نقدية قد تؤثر على حركة الأسعار. بينما تراجعت أسعار الذهب بشكل تدريجي اليوم حيث يشهد سعر صرف الدولار في السوق الموازي استقرار حالياً.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الأربعاء عند المستوى 3190 جنيه للجرام قبل أن يبدأ في التراجع ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3170 جنيه للجرام، وكان قد انخفض سعر الذهب أمس بمقدار 20 جنيه ليغلق جلسة الأمس عند المستوى 3190 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 3210 جنيه للجرام.
سعر الذهب المحلي يشهد تراجع تدريجي حالياً في تصحيح سلبي بعد موجة الارتفاع الكبيرة التي سجلها خلال الفترة الأخيرة والتي دفعته إلى تسجيل أعلى مستوى تاريخي عند 3330 جنيه للجرام.
التراجع الحالي في أسعار الذهب لا يعني تغير في الاتجاه بالنسبة للسعر، فالاتجاه الصاعد يظل هو الرئيسي والمسيطر على حركة التداولات، ولكن هذا التراجع يهدف إلى جمع الزخم الصاعد للعودة إلى اختراق المستوى 3300 جنيه للجرام.
الأسواق تظل في حالة ترقب للتغيرات التي تطرأ على الاقتصاد حالياً خاصة بعد اعلان الحكومة عن ارتفاع أسعار عدد من الخدمات الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على معدلات التضخم ومستويات الأسعار ويزيد من إقبال الأسواق على الذهب كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم.
من جهة أخرى تترقب الأسواق بدء استحقاق شهادات الـ 25% التي ستضخ سيولة نقدية كبيرة في الأسواق سينتقل منها جزء كبير إلى أسواق الذهب كمخزن للقيمة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفع الأسعار إلى العودة للارتفاع بشكل كبير.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
تشهد أسعار أونصة الذهب العالمي ضغط سلبي خلال الجلسات الأخيرة وذلك في ظل ارتفاع مستويات الدولار وعوائد السندات الحكومية الأمريكية، بينما تنتظر الأسواق اليوم محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي في محاولة لمعرفة مستقبل أسعار الفائدة خلال عام 2024.
تستمر أسعار الذهب المحلي في التذبذب في ظل ترقب الأسواق لصدور قرارات جديدة مع بداية العام من شأنها أن تؤثر على أوضاع التضخم ومستويات الأسعار، إلى جانب استمرار التوقعات بحدوث تعويم في سعر الصرف الرسمي.
يتداول سعر الأونصة العالمية حالياً فوق المستوى 2055 دولار للأونصة في محاولة لكسر منطقة 2055 – 2050 دولار والتي تمثل منطقة دعم هامة وكسرها يدفع السعر للتراجع إلى مستويات 2025 دولار ومن بعدها المستوى 2015 دولار للأونصة.
البيانات الاقتصادية التي تصدر اليوم ومحضر اجتماع الفيدرالي قد تساهم في تغير حركة الذهب العالمي، وفي حالة انعكاس الحركة لأعلى يستهدف السعر مستوى المقاومة الرئيسي 2080 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
فقد شهد يوم أمس تراجع محدود ليغلق عند المستوى 3190 جنيه للجرام عيار 21 قبل أن يستكمل انخفاض خلال جلسة اليوم ويسجل أدنى مستوى حتى الآن عند 3170 جنيه للجرام، حيث يسيطر على الأسعار حالياً التذبذب والتداول في نطاق محدد.
يبقى مستهدف الأسعار الوصول إلى أعلى قمة تم تسجيلها عند 3330 جنيه للجرام حيث يظل الاتجاه الصاعد هو المسيطر على تحركات الذهب حالياً مع استمرار الأوضاع الاقتصادية والنقدية دون تغيرات تذكر.