إليكى نصائح لتجعلي طفلك يحب التعلم
حب التعلم
"العلم في الصغر كالنقش في الحجر" مثل أثبتت الأيام صحته، فلا يوجد عمر أفضل من الطفولة لتعزيز حب التعلم. لكن أحياناً قد يكون الأمر صعبًا عند الكثيرين فيعجزون عن توصيل المعلومات للطفل، إما لعُندهم أو لشعورهم بالملل أو ربما لكرههم للمدرسة والتعلم في الأصل، كيف يمكننا مساعدة الأطفال على حب التعلم؟ بعد عطلاتهم الطويلة سواء الفصلية أو التي تتبع المناسبات، فالأمر ليس بالصعوبة التي قد تتصورينها. يمكن أن تساعد بعض التغييرات البسيطة في روتينك على تعزيز حب التعلم في عائلتك.
الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي، يدلك على أفضل الطرق لتجعلي طفلك يحب التعلم ويرغب فيه.
د. محمد بن جرش
1. ساعدي طفلك على التواصل وحب الاندماج مع الآخرين
يمكنك القيام بهذا في البيت، اسألي أطفالك مثلاً عما تعلموه في المدرسة اليوم. أو حتى لو كانوا في المنزل يدرسون عن بعد، واهتمي بما أنجزوه، كمعلومات جديدة حتى بالنسبة لك، فهذا سيشعر الطفل بالفخر، كونه علمك شيئاً، اطرحي الكثير من الأسئلة، وشجعي طفلك بأن يكون فضولياً ولا يتقبل المعلومات من دون مناقشتها، واطرحي عليه أسئلة، تناسب عمرهوستجدين أنه متحمس للإجابة، بشكل يفوق توقعاتك.
أسئلة اطرحيها عليه:
في العلوم: "لماذا تعتقد أن العلماء أرادوا اكتشاف ذلك؟"
في التاريخ: "ألا تعتقد أن هذا الحدث غير صحيح؟"
في الرياضيات: "كيف يستخدم الناس هذه المعادلة في الحياة اليومية؟"
2. حددي عوائق التعلم لديه في وقت مبكر
حددي العوائق
"من الصعب جدًا أن تحب شيئًا ما عندما تتصارع معه"، هذه حكمة اعملي عل تطبيقها بإزالة المشاكل أمام طفلك في سن مبكر، أي كوني حريصة ألا يزيد صراعه مع مادة معينة، كالرياضيات مثلاً، ولا تستغربي أن مشكلته قد تكون اجتماعية أو عاطفية، والتي تؤدي إلى القلق أو اضطرابات التعلم المحتملة.
راقبيه تماماً وامتحنيه وقدمي له بيئة آمنة، ثم أخبري معلمته عن نقاط ضعفه، وابحثي معها عن الاقتراحات لتجنب التوتر حول موضوع أو نشاط معين.
أسئلة اطرحيها عليه:
ما هو الجزء المفضل لديك من التعلم، ولماذا؟
ما هو الأمر الذي لا تحبه ولماذا، وبمن العيب؟
ما هو أصعب شيء فعلته اليوم ولماذا؟
3. اجعلي التعلم ممتعاً
ألقي نظرة على منهج طفلك أو واجباته المدرسية أو كتبه المدرسية. ستجدين العديد من الأمثلة، مهما كانت صغيرة، للأفكار والمعلومات التي يمكنك دمجها في الأنشطة التي يستمتعون بها.
بالنسبة للأطفال الصغار، يمكن أن يكون الأمر بسيطًا مثل إجراء ألعاب العد باستخدام ألعابهم، أو جعلهم يحاولون تهجئة الكلمات من كتبهم المفضلة.
للأطفال الأكبر سنًا، ساعديهم على اكتشاف المعلومات من حولهم، وشجعيهم على متابعتها.سواء في المدرسة أو المنزل.
حتى لو كانت المواد التي يرغبون في دراستها لن تحقق الدرجات ليدخل ابنك الأكاديمية التي تأملينها.
واعلمي أن استمتاعه بالدراسة وحبه للتعلم، سيحققان فوائد أكثر أهمية (وطويلة الأمد).
4. حببيهم بالمادة مهما تضايقوا منها
حببيهم بالمادة
يمكن أن يصاب المراهقون على وجه الخصوص بالإحباط؛ حيث يعتقدون أن عليهم تعلم ما هو "غير مفيد"، ولا يمت بصلة لما سيمارسونه في حياتهم لاحقاً.
لكن إذا قال طفلك "لماذا عليّ أن أتعلم هذا" ...
قولي له: "أتمنى لو أنني أوليت اهتمامًا أكبر بهذه المعلومات عندما كنت في سنك؛ لأنني الآن عرفت أهميتها". ذلك أن كل معلومة في الصغرتساعدنا على التعلم في المستقبل.
ازرعي في طفلك فكرة أن حل المشكلات بحد ذاته يعتبر مهارة ... ويتطلب ممارسة، والتعلم أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف. اربطي دائماً بين المادة التي لا يحبها، وطريقة استخدامها في الحياة، مثلاً استخدمي الرياضيات لحساب ميزانية البيت، ودعيه يساعدك في هذه المهمة، لتصلي معه إلى نتيجة الادخار.
5. لا تضغطي عليهم
اعلمي أن الترهيب يمكن أن يعيق قدرتهم على الأداء الجيد. ويتسبب لهم بالقلق من ناحية التعلم، وهذا يجعلهم لا يحبون
التواصل مع المعلم أو القيام بواجباتهم الدراسية، هنا يخسرون فكرة "المتعة" التي يجب أن ترافق التعلم، ازرعي فيهم أن التعلم في الشباب هو متعة سيتذكرونها عندما يكبرون، والمعرفة التي سيكتسبونها هي التي ستساعدهم على بناء مستقبلهم، وليس الدرجات العالية.
6. تجنبي أن توصليهم إلى مرحلة الخوف
لا توصليهم لمرحلة الخوف
هل يمكن أن تصدقي أن الطفل يمارس الضغط بنفسه على نفسه؟ فهو يسعى للحصول على رضاك أنت ووالده بعلاماته العالية، فمعاقبته على السيئة سيجعلهم يخافون من عملية التعلم. فبدلاً من معاقبته على الدرجات السيئة أو الأداء الضعيف:
ادعميه عاطفياً وتعليمياً، ودعيه يعبر عن خيبة أملهمن دون خوف من حكمك. ثم تعاوني معه لإيجاد طرق يمكن أن تساعده على التحسن والاستمتاع بالدراسة.
7. كوني قدوة له
قبل أن تشجعي أطفالك على حب التعلم ... دعيهم يرون ما تفعلينه أنت بداية من توفير بيئة عائلية تعزز التعلم.
عن طريق الآتي:
تحدثي كثيرًا معهم، واطرحي الأسئلة، وشاركيهم القصص، وابحثي عن المعرفة ...
اقرئي جميع أنواع الكتب للأطفال الصغار ومعهم.
ناقشي القصص الإخبارية والأحداث الجارية مع أطفالك المراهقين.
يمكن أن تساعد هذه الخطوات البسيطة في جعل التعلم حالة سعيدة وآمنة، حيث يمكنهم التعرف على العالم بأنفسهم واكتشاف ماذا يريدون أن يكونوا.