التنمر ظاهرة عدوانية تدمر ثقتكِ بنفسكِ.. كيف تتخطّين تأثيراتها السلبية على شخصيتكِ؟
يُعرف التنمر بأنه ظاهرة عدوانية وغير مرغوب بها تنطوي على مُمارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فردٍ أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، وتنتشر هذه الظاهرةبين جميع الفئات العمرية من دون استثناء، وبتقييم وضع هذه الظاهرة من قِبل المختصّين تبيّن أن سلوكياتها تتّصف بالتّكرار، أي أنها قد تحدث أكثر من مرة.
تعبّر ظاهرة التنمر عن وجود اختلال في ميزان القوى والسلطة بين الأشخاص؛ إذ يلجأ الأفراد الذين يمارسون التنمر إلى استخدام القوة البدنية أو اللفظية للوصول إلى مبتغاهم من الأفراد الآخرين، وفي كلتا الحالتين، سواءً أكان الفرد من المتنمرين، أو يتعرّض للتنمّر، فإنه معرّض لمشاكل نفسية خطيرة ودائمة.
من هذا المنطلق، سنطلعكِ عبر موقع " هي " على أسباب التنمر وسلبياته وكيفية التخلص من أثاره السلبية لتعزيز ثقتك بنفسكِ دومًا، وذلك من خلال استشارية الطب النفسي الدكتور لبنى عزام من القاهرة.
التنمر له أسباب تراكمية لا يُمكن إغفالها
الإصابة ببعض الأمراض النفسية كالاكتئاب أحد الأسباب التراكمية للتنمر
الإصابة ببعض الأمراض النفسية كالاكتئاب أحد الأسباب التراكمية للتنمر
وبحسب دكتور لبنى، أشارت بعض الدراسات النفسية، التي أجراها نخبة من العلماء، أن أسباب التنمر تنحصر بصفة عامة في التالي:
إدمان بعض السلوكيات العدوانية
الإصابة ببعض الأمراض النفسية؛ كالاكتئاب
عدم تقدير الذات والمعاناة من اضطراب الشخصية
التفكك الأسري، وعدم قيام الأهل بواجبهم في تربية الأبناء وتقويم سلوكهم
اتّساع الفجوة بين طبقات المجتمع، خاصةً من الناحية الاجتماعية والمادية
انتشار الألعاب الإلكترونية التي تشجّع العنف وتغرسه في عقول الأفراد
غياب دور المدرسة عن تقويم الطلاب وتنشئتهم بطريقة سليمة
غياب الوعي الديني والأخلاقي، وعدم الالتزام بقواعد الدين المفروضة، ما يدفع الشباب إلى عدم مراعاة شعور الآخرين والاستهزاء بهم
التنمر له آثار سلبية على شخصيتكِ
ظهور علامات القلق والتوتر على نفسيتك بالإضافة إلى فقدان الشهية أو زيادتها أحد الآثار السلبية لتنمر عليكِ
ظهور علامات القلق والتوتر على نفسيتك بالإضافة إلى فقدان الشهية أو زيادتها أحد الآثار السلبية لتنمر عليكِ
وأضافت دكتورة لبنى، للتنمر آثارٌ سلبية وخيمة تعود على نفسية الشخص المُتنمَّر عليه، وقد ينتج عنها سلوك عدائي، وفيما يلي بعض هذه الآثار كما وردت عن بعض الدراسات العالمية:
تدني احترام وتقدير المرأة المُتنمّر عليها لذاتها.
لجوء المرأة التي تعرّضت للتنمر إلى استخدام أساليب العنف على اختلافها.
ظهور علامات القلق والتوتر على نفسية المرأة، بالإضافة لفقدانها الشهيّة أو زيادتها.
تحوّل المرأة التي تعرّضت للتنمر من شخص ودود ومُحب إلى شخص عداني ومكروه ممن حوله
تعرّض المرأة لحالات مزاجيّة مختلفة ومضطربة؛ كالنوم الزائد عن حده أو قلّة النوم، واحتمالية إصابتها بنوبات عصبية حادة
تراجع الحالة النفسية للمرأة المتنمَّر عليها لدرجة التفكير بالانتحار، مع تنفيذه نتيجة المضايقات الكثيرة التي تتعرّض لها.
إهمال المرأة لمظهرها الخارجي وعدم الاهتمام بشكلها العام، و أيضًاعدم قيامها بواجباتها المنزلية.
لجوء المرأة التي تعرّضت للتنمر في بعض الأحيان لتعاطي المخدرات وشرب الكحول.
تخطّي ظاهرة التنمر يحتاج إلى التركيز على هذه النقطة
تأكدي أن الخلل يكمن في الشخص المتنمر وليس في شخصيتكِ
تأكدي أن الخلل يكمن في الشخص المتنمر وليس في شخصيتكِ
أكدت دكتورة لبنى، أنالخلل يكّمن في الشخص المتنمر، فإما أن يكون قد تعرض للتنمر سابقًا، ويرغب بالانتقام من الجميع، أو قد يكون بسبب الغيرة؛ وبالتالي التفكير بهذه الطريقة، ستزيد ثقتكِ بنفسكِ وتوازنكِ الشخصي عند تلقي مختلف أنواع التنمر.
الجدير بالذكر، أنه يُمكننا أن نشبه التنمر بالأداة الحادة، إذ يعمل التنمر على إلحاق أذى نفسي يسبب الألم للشخص المُتنمر عليه، وأثبتت الدراسات أن الحالة النفسية السيئة تؤثر على صحة الإنسان سلبًا، ولها دور في تحفيز بعض الأمراض المزمنة التي قد تؤدي إلى الموت أحيانًا.
التنمر له أعراض ستشعرين بها... فإحذريها
تقب حالتكِ المزاجية وشعورك بالخوف أحد أعراض التنمر التي ستشعرين بها فإحذريها
تقب حالتكِ المزاجية وشعورك بالخوف أحد أعراض التنمر التي ستشعرين بها فإحذريها
ووفقًا للدكتور لبنى، فإن للتنمر أعراض متنوعة ننصحكِ بعدم إغفالها ودعم الدعم النفسي لتخصيها، وهي:
فقدان قدرتكِ على النوم ورؤية الكوابيس.
هروبكِ من الواقع وإصابتكِ بالعصبية الشديدة.
تقلّب حالتكِ المزاجية، والشعور بالخوف دومًا.
ظهور بعض الكدمات في مناطق متفرقة من بجسمكِ.
فُقدان شهيتكِ لتناول الطعام أو زيادتها في بعض الحالات.
عدم رغبتكِ في الاختلاط مع الآخرين أو الخروج إلى الأماكن العامة.
نصائح مهمة للتعامل مع التنمر وتعزيز ثقتكِ بنفسكِ
اتبعي النصائح المقدمة لتغلب على ظاهرة التنمر وتعزيز ثقتكِ بنفسكِ مهما كانت المواقف التي تتعرّضين لها
اتبعي النصائح المقدمة لتغلب على ظاهرة التنمر وتعزيز ثقتكِ بنفسكِ مهما كانت المواقف التي تتعرّضين لها
وأخيرًا، تنصحكِ دكتورة لبنى، بعدم الاستسلام لسيطرة المتنمر عليكِ، وضرورة إتباعكِ النصائح التالية:
تجنبي الدخول في نوبات البكاء حتى لا يشعر المُتنمر أنه نجح في إيذائكِ.
تحدثي إلى نفسِكِ ببعض الكلمات المحفزة، مثل: " أنا قوية، أنا واثقة من نفسي، أنا لا أستحق ذلك، أنا شخص ناجح".
كوني واعية بأهمية الرفض وقول (لا) في المواقف التي تشعركِ بعدم الراحة والتقليل من شأنكِ.
تعرفي على نفسكِ من جديد،لاكتشاف نقاط القوة والضعف لديكِ، حتى تتمكّني من الرد الذكي في أي مواقف سيئة تتعرضين لها، وخصوصًا من المتنمر عليكِ.
اطلبي الدعم النفسي من الأسرة والأصدقاء، فهذا سيُساعدكِ بشكل كبير على استعادة ثقتك بنفسكِ.
تجنب التجاوب مع الشخص المُتنمر، حتى لا تكون هناك فرصة ليتمادى في الإيذاء النفسي.
احرصي على تكوين علاقات صحية في حياتك تدعمك في المواقف الصعبة.
تأكدي أن علاج ظاهرة التنمر لا يقع على الشخص المتعرّض له فحسب بل على من حوله من الأفراد بصفة عامة
تأكدي أن علاج ظاهرة التنمر لا يقع على الشخص المتعرّض له فحسب بل على من حوله من الأفراد بصفة عامة
أخيرًا، وبصفة عامة، تأكدي أن علاج ظاهرة التنمر لا يقع على عاتق الشخص المتعرّض له فحسب، بل على من حوله من الأفراد، إذ يجدر بهم اتباع بعض الأساسيات لزرع الثقة بنفسّ منّ تعرّض للتنمر ومحاربة المتنمرين مهما كانت أعمارهم، من خلال دعم الأهل والأصحاب للشخص المتعرّض للتنمر والوقوف إلى جانبه واحتضانه، مع معاملته بلطف والابتعاد عن أساليب العنف والقسوة.
فضلًا عن ذلك، تثقيف أفراد المجتمع، من الكبار والصغار والمعلمين والوالدين، بطبيعة التنمر وحقيقته، وفهم سلوكيات الشخص المتعرّض للتنمر، لمساعدته على الخروج من هذه الحالة؛ كذلك تعزيز ثقة الشخص المتعرّض للتنمر، مع مراعاة استشارة الأطباء النفسيين، للمساعدة على علاج هذه الظاهرة.