الزيتون المصري في مقدمة البدائل لمختلف بلدان العالم لعبور أزمة الإنتاج
تشهد الأسواق العالمية أزمة إنتاج بمحاصيل زيتون المائدة، بسبب تغيرات المناخ، ما أدى إلى إرتفاع الأسعار بشكل مضاعف، ولذلك يبحث منتجو الزيتون والمعروف بالذهب السائل أو الأخضر، حول العالم عن ملاذ للخروج من تلك المعضلة، ويأتي الزيتون المصري في مقدمة البدائل لمختلف بلدان العالم.
وبحسب المجلس، انخفض الإنتاج العالمي من 3.42 مليون طن في 2021-2022 إلى 2.57 مليون طن في 2022-2023، وهو انخفاض بنحو الربع، ومن المتوقع أن يشهد الإنتاج تراجعا جديدا في 2023-2024 إلى 2.41 مليون طن.
الزيتون المصري
ومحليًا وفقًا للبيانات الرسمية، يبلغ عدد أشجار الزيتون المزروعة في مصر نحو 58 مليون شجرة، التي ارتفع عددها مع إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة للوصول إلى 100 مليون شجرة زيتون في مصر، وكانت أعداد أشجار الزيتون لا تتخطى الـ 25 مليون شجرة قبل عام 2015.
وفي يناير عام 2020، أعلن المجلس الدولي للزيتون ولأول مرة أن مصر هي الأولى عالميا في إنتاج زيتون المائدة عن العام 2019 حيث أنتجت 610 آلاف طن وتفوقت على إسبانيا التي أنتجت وقتها 500 ألف طن فقط، بينما استمرت إسبانيا الأولى عالميا في إنتاج زيتون الزيوت.
وأظهرت نشرات التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن صادرات مصر من الزيتون في الفترة من يناير حتى مايو 2022 تخطت 30 مليون دولار، مقارنة بمبلغ 18 مليون دولار عن نفس الفترة من عام 2021.
سعر زيتون المائدة
وقال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين في مصر، إن أزمة زيتون المائدة عالميًا فرصة للمحصول المصري كي يزيد من صادراته، لكنه أوضح أن الإنتاج في مصر تراجع أيضًا مع ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف في تصريحات أن مصر هي الأعلى إنتاجا لمحصول زيتون المائدة وتصدر نحو 70% من الإنتاج للخارج، مشيرًا إلى أنه ارتفع سعر كيلو زيتون المائدة في مصر مع قلة المعروض ليتراوح ما بين 80 - 90 جنيها للكيلو.
وعالميا هناك ارتفاع كبير في الأسعار، بنسبة تراوحت بين 50% إلى 70%، حسب الأصناف المعنية خلال العام الماضي، وفي إسبانيا، التي توفر نصف زيت الزيتون في العالم، تضاعفت الأسعار ثلاث مرات منذ بداية عام 2021، ما أثار استياء المستهلكين، بحسب المجلس الدولي للزيتون.
زيتون المائدة
قال المهندس أحمد زيدان، الخبير الزراعي، إن مصر تعد أكبر دولة تنتج زيتون المائدة، لكن يتم تصديره في شكل مخلل تقليدي أو خام، ولا يتم تصنيعه بشكل منافس لعدم كفاية الخبرات من ناحية أو قلة عدد المصانع التي يمكنها تعبئة وتصنيع الزيتون بشكل أكثر كفاءة.
وأضاف في تصريحات أن تكلفة تصنيع الزيتون مرتفعة، على سبيل المثال تتعدى تكلفة إنشاء مصنعًا للزيتون نحو 50 مليون جنيه للحصول على منتج جيد، موضحًا أن مصر تمتلك منتجًا عالي الجودة للتحويل إلى زيت، كما أن مواصفات الزيت المصري أفضل.
وأوضح أن صناعة زيت الزيتون قد تشهد طفرات كبيرة خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل توعية الكثير بفوائده الصحية خلال الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن صناعة زيت الزيتون تحتاج إلى مزيد من التكنولوجيا، كما أن الإقبال على استخدام زيت الزيتون في مصر منخفض، لذلك لابد من التوعية بأهمية زيت الزيتون لتحفيز الأفراد على شرائه.
غياب التسويق
قال الدكتور محمود حسن، الخبير في تسويق المحاصيل الزراعية، إن مصر تعد أكبر دولة مصدرة لزيتون المائدة، موضحًا أن الغالبية العظمى لشركات الزيتون المحلية تقوم بتصديره خام ويتم تعبئته في الخارج، موضحًا أن معظم الزيتون الإسباني من أصل مصري.
أضاف في تصريحات لـ"بوابة الأهرام" أن المصانع المصرية يمكنها تصنيع الزيتون ومنافسة نظيره الإسباني ولكن لا يوجد التسويق الكافي لتصدير وبيع الزيتون في الخارج، رغم وجود الإمكانيات، موضحًا أن صناعة الزيتون عبارة عن منظومة متكاملة، لكن ينقصها التسويق.
وأكد قدرة الزيتون المصري على حل أزمة نقص الإنتاج العالمي، لكن ينبغي أن يحقق الاقتصاد أكبر قيمة مضافة واستفادة سواء من ناحية التصنيع أو التصدير.