بقلم - محمد مشالي
كثيراً ما نسمع ونتكلم عن مشاكلنا الداخلية وما آلت الية الأخلاق في مجتمعنا وما بلغه الفساد فيه ، ويبدأ كل منا في التشخيص والتنظير ووضع آفاق الحلول ، ونسينا أمراً هاما وهو أننا جزء من هذا المجتمع ، وأن الكثير منا قد ساهم في هذه المشاكل أو في جزء منها ، إما بالفعل والمساهمة فيها ، أو بالصمت والسكوت والرضا أحيانًا عنها .. وها قد مضي زمان التنظير وأوان النصح ونقد الآخرين، وواتتنا الفرصة للإصلاح الحقيقي ، فليبدأ كل منا بنفسه ، فما تخوضه المنطقة من حروب مخطط لها سلفا ، وما تواجه من أخطار يوجب علينا جميعا أن نكف عن كثرة الكلام وليكن صمتنا صمت من أنهمك في العمل الجاد، وليبدأ كل منا في إصلاح نفسه ولا يتربص بعيوب الآخرين نقدا لها، فكلنا لنا عيوب وكلنا ساهم في تردي الأوضاع لما لم نلتفت لإصلاح أنفسنا، فإذا ما خضنا شوطآ في إصلاح أنفسنا، وبدت للسوية تنحو وجهتها، ننطلق حينئذ في إصلاح غيرنا علي أسس تراعي صنوف الناس ومستوياتهم، حين يتحول كل منا بعد إصلاح نفسة لبؤرة تشع نورا علي من حولنا، ومن ثم تنطلق عملية الإصلاح الإجتماعى من محيطها الضيق إلى دائرة أوسع تنتشر رويدآ رويدآ في سائر المجتمع، وساعة يحدث لن نجد هبوطا في الأخلاق، ولا فسادا مستشريا، وينهض المجتمع ويسعد أبناؤه . قال تعالى : (إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم )ْ } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } صدق الله العظيم . وفي ذلك يقول الشاعر :
يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ *** هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى *** كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا *** فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى *** بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ *** عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ
حمي الله مصر ، وثبت جيشها وشعبها ، ونصرها علي أعدائها ، ورد كيدهم في نحورهم .