العالم المصري الدكتور هشام سلام مكتشف أول ديناصور مصري ”منصوراسورس” قصة اكتشاف أول ديناصور من العصر الطباشيري بإفريقيا
بغداد : شريف هاشم
ربما سمعتَ عن علم الحفريات الفقارية ، عقب اكتشاف هيكل متحجر لديناصور يدعى منصور أسورس في صحراء الواحات. إن كنت قد سمعت بهذا الحدث وذاك العلم، فلتعرف أن الفضل في هذا يرجع إلى الدكتور هشام سلام ، الأستاذ المساعد بكلية العلوم قسم الجيولوجيا جامعة المنصورة، صاحب فكرة ومؤسس مركز المنصورة للحفريات الفقاريةMUVP ومديره الحالي.
السيرة الذاتية
هشام سلام هو مدير ومؤسس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، وهو المركز البحثي الأول والوحيد من نوعه في الجامعات المصرية والشرق أوسطية، والمتخصص في دراسة التراث الطبيعي من الحفريات الفقارية.
تخرج من جامعة المنصورة عام 1997 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف شعبة الجيوكيمياء ليعمل معيدا بذات القسم. تحصل في عام 2002 على درجة الماجستير في علوم الجيولوجيا من جامعة المنصورة تخصص الحفريات والطبقات، وصُنفت رسالته كأفضل رسالة ماجستير للعلوم الجيولوجية في الجامعة لذلك العام. حصل في عام 2006 على منحة للتخصصات النادرة مقدمة من الدولة للحصول على درجة الدكتوراه من الخارج، ليتخرج من جامعة أكسفورد عام 2010 ليكون أول مصري حاصل على دكتوراه من الخارج في تخصص الحفريات الفقارية.
عمل هشام سلام كأستاذ زائر بالعديد من الجامعات والمتاحف الأمريكية في الفترة من يونيو 2014 وحتى أبريل 2017 منها جامعة أوهايو وجامعة دوك وجامعة ستوني بروك ومتحف دنفر للتاريخ الطبيعي.
قاد هشام سلام العديد من الرحلات الاستكشافية في صحاري مصر للتنقيب عن الحفريات الفقارية والتي بلغ عددها 35 رحلة حقلية وشارك كذلك في عدد من الرحلات الاستكشافية في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وكينيا واليمن.
من أهم إنجازاته تأسيس أول مدرسة علمية للحفريات الفقارية في مصر مهتمة بتوثيق ونشر تراث مصر الطبيعي من الحفريات الفقارية في الدوريات العلمية المتخصصة.
قام هشام سلام منذ 2010 بالتدريس والإشراف على عدد من رسائل الدكتوراه والماجستير في جامعة القاهرة والإسكندرية وعين شمس وأسيوط وبنها وكفر الشيخ والمنصورة.
شارك في نشر أكثر من 20 بحث دولي خلال العقد الأخير والتي وثقت أنواع وأجناس منقرضة من ملايين السنين من مختلف العصور الجيولوجية، كما يعمل حاليا كمحرر في مجلة PLOS One.
دُعي هشام إلى إلقاء العديد من المحاضرات خارج مصر مثل متحف أسمثونيان للتاريخ الطبيعي ومتحف دنفر للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة الأمريكية، ومعهد جوتة وأكاديمية البحث العلمي، كما شارك بالعديد من المشاريع بالتعاون مع جامعات دولية أبرزها جامعة كامبريدج وجامعة مشيغان وجامعة ألبرتا .
حصل سلام وفريقه على جائزة التميز كشخصية العام لجامعة المنصورة لعام 2018.
اكتشاف منصوراصورس
يُعد اكتشاف وتوثيق ديناصور المنصورة (منصوراصورسMansourasaurus shahinae) في مجلة ناتشر فرع الإيكولوجي والتطور أهم إنجازاته العلمية. منصوراصورس هو أول ديناصور يسجل آخر 30 مليون سنة قبل انقراض الديناصورات من قارة أفريقيا، وهو ديناصور آكل العشب منتمي للعصر الطباشيري ، يبلغ طوله عشرة أمتار ويزن 5.5 طن وكان ينتمي إلى مجموعة تسمى ( تيتانوصور ) ضمت أكبر حيوانات برية عاشت على الأرض.
تأتي أهمية هذا الإكتشاف في أنه كشف عن سر الانقراض الكبير الذي أصاب الديناصورات في نهاية العصر الطباشيري قبل نحو 65 مليون سنة، حيث أن الحفريات التي تم العثور عليها من قبل في أفريقيا تنتمى للفترة الزمنية بين 90 و100 مليون سنة فقط، وهي حفريات قليلة العدد وتبعد عن زمن الانقراض بفترة كبيرة تتجاوز 25 مليون سنة، وهذا يعنى أن مسار تطور الديناصورات في أفريقيا ظلَّ إلى حد كبير لغزاً، ولكن هذا الإكتشاف ساعد على تفسير سر اندثار الديناصورات.
تم الاكتشاف في واحة الداخلة بالصحراء الغربية المصرية بواسطة فريق بحثي من جامعة المنصورة بالتعاون مع جامعة أوهايو ومؤسسة ليكى للعلوم والجمعية الوطنية الجغرافية والمؤسسة الأمريكية للعلوم، ويعد هذا الإكتشاف هو أكبر حفرية تامة بين أي فقاريات برية بالبر الرئيسي الأفريقي خلال فترة زمنية تصل إلى نحو 30 مليون عام قبل انقراض الديناصورات منذ 66 مليون عام.
عثر الباحثون على أجزاء من جمجمته والفك السفلي والعنق والفقرات الخلفية والضلوع والكتف والقائمة الأمامية والقدم الخلفية.
ويصل طول حفرية الديناصور العملاق، وهو من آكلات العشب، إلى ما يعادل حافلة مدرسية، ووزنه يعادل وزن فيل، ويتميز بطول العنق فضلًا عن وجود رقائق عظمية في تكوين الجلد.
ويعتبر اكتشاف الديناصور يمثل أهمية كبرى للفريق المصري كونه الفريق الأول الذي يصل إلى مثل هذا الاكتشاف في مصر الممثل من ثلاث فتيات اللاتي طالبوا مساعدة الدكتور هشام سلام لتواصل رحلة الاكتشاف ، هذا الأمر يؤكد قدرة المصريين على البحث والحفر، وإثبات نقاط فارقة تحل الكثير من ألغاز الحياة على سطح الأرض .