أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:59 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
الرقابة المالية تدشن أول مختبر تنظيمي لدعم نمو الشركات الناشئة ذات الحلول الرقمية الابتكارية وزيرة التضامن الاجتماعي تجتمع بمجلس إدارة صندوق عطاء بتشكيله الجديد برئاسة شريف سامي رئيس الوزراء يتفقد القرية التراثية بالخارجة .. ومعرض ”أيادي مصر” وزير الإسكان ومحافظ دمياط يتابعان موقف خدمات مياه الشرب والصرف الصحى وزير الري يتابع إجراءات حوكمة المياه الجوفية والإدارة الرشيدة لها بمحافظة الوادي الجديد رئيس الوزراء يبدأ زيارة محافظة الوادي الجديد لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات وزير الرياضة: لن نتخلى عن أبناء محمد شوقي لاعب كفر الشيخ وسندعم زوجته صندوق النقد الدولي: مصر تنفذ إصلاحات جوهرية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي نبذه عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير ” محمد الشناوي” ”أصالة” تروي أولى ”حكايات الطرب” في موسم الرياض محافظ الوادى الجديد: انطلاق أول ”سباق هجن” محافظ الجيزة يقود حملة لمنع الإشغالات والتعديات للمحال والمنشأت التجارية

إلى ابني

الدكتورة /رحاب أبوبكر تكتب
لن تكسرك الحياة … أريدك أن تعلم ذلك مبكرا …
لن تهزمك الظروف … لن تقتلك الدنيا … و ستخرج من كل معاركها منتصرا …
ليس لأنك الأقوى … و لكن لأن الله خلقنا كلنا … أقوي من الحياة …
و خلقها لنا فقط كوسيلة … مدرسة نتعلم فيها … نتعلم منها … و نكتشف ذاتنا ،و قوة أرواحنا بين دروب الرحلة ..
أريدك أن تعلم أنك تملك روحاً لا يعرف حدود احتمالها سوي الله … فلا تيأس أبدا … لا تفتح للاستسلام بابا … ولا تعتد … فالتعود قاتل صامت … قادر علي أن يحول المذهل إلي عادي … و قادر علي أن يحول الألم إلي طقس يومي نتقبله بسهولة … لا تقبل ذلك حبيبي … حارب … ارفض الاعتياد علي ما يؤلم روحك …
قاتل و كن متأكدا أنك ستنتصر … مهما بدت نتيجة المعركة محيرة … أو أقنعك أي شخص أنك انهزمت … كن متأكدا أن الانهزام في الحياة أمر خيالي … غير مقبول … فكل ما تظنه انهزاما ما هو إلا خطوة في طريق الانتصار الكبير … ما هو إلا درس جديد … ضربة أخري بمطرقة فنان تحول الصخرة إلي تمثال بديع الجمال … فكلنا نخلق كأحجار و تحولنا دروس الحياة الي أهرام … فكن فخورا بضربات الحياة حبيبي كن فخورا بالجروح فهي التي ستشكل شخصيتك … هي التي ستحولك من مجرد حجر آخر في صحراء الحياة إلي هرم مبهر … إلي عمل فني تسكن بداخلة روح راقية ..
فتلك الضربات ستهذب روحك و أن قتلت شيئا ستقتل الغرور … ستقتل فقط ما لا يلزم روحك ما يجب أن يُقتل حتي تخرج روحك من هذة الدنيا راضية ..
اسمح لي أن أطلعك علي سر صغير … هل تعلم لماذا كنت أضحك عندما أسمع من يقول أنها حياة واحدة ؟ لأنني حبيبي لا أؤمن بذلك … نعم أعرف أنها مدة زمنية واحدة نعيشها ثم يخطفنا الموت … و لكن اعلم أيضا بل أنني متأكدة من أننا في تلك المدة الزمنية نعيش أكثر من حياة …
و قد جربت هذا الأمر بنفسي … الطفلة الخجولة الهادئة طالبة المدرسة الألمانية تحولت إلي متمردة مشاكسة في حياة جديدة ؛بدأتها في سنوات المراهقة الأولي … غيرت جلدها عندما انتقلت للمدرسة الإنجليزية، و احترفت نطق اللغة في شهران … و تغيرت ثالثة بعد السفر وحدها في سن الخامسة عشر في رحلة قيل وقتها أنها ستجعل كل من يرغب في الزواج منها يفكر أكثر من مرة … بل ستجبره علي التراجع … و لكن كان يقف خلفي رجل يدعمني دون أن يشعر يحارب معاركي من أجلي دون أن أشعر … كان يقف خلفي "جد" لا يلقي بالا لتخاريف المجتمع … يؤمن فقط بعائلته … يدعمني … يحارب من أجلي و كأني معركتة الوحيدة … معركتة الأهم … يدعمني كأنني الشخص الوحيدالذي يستحق الدعم علي وجه الأرض … كان يشعر كل واحد منا أنه مشروعة الأهم ،بل أنه أهم شخص في الكون … كان يملك من القوة و الحب ما يملأ الدنيا بما عليها … و تغيرت أيضا عندما رحل و تركني أحارب معاركي وحدي و أنا علي مشارف العشرين … و تغيرت ثانية بعد أول مشروع زواج و مرة أخري بعد أول قصة حب … إلي أن جئت أنت إلي الدنيا و كان التغيير الأكبر … و مازلت أغير جلدي … مازلت أحيا …
حبيبي ستحاول الحياة أن تكسرك … أن تقهرك … فتلك هي وظيفتها … ستذيقك مر التعلق و الفراق … ستجبرك علي تجربة الفشل … و الرفض… القهر … الخيانة … و طعن خناجر الأصدقاء ..
و لكنها أبدا لن تهزمك … فبداخلك روح محاربة … عنيدة قد تهدأ … تتعب و لكنها أبدا لن تستسلم … فقد خلقنا كلنا هكذا … و خلقنا لنعيش أكثر من حياة في نفس فترة الزمن المكتوبة علي الجبين تحت مسمي العمر …
فأترك الفرصة للحياة لتقوم بوظيفتها … لتحاول أن ترهبك … ترهقك … دعها تلف خيوطها العنكبوتية حولك من رأسك حتي قدميك و ابتسم لأنك تعرف أنك ستنتصر … و عندما تغلق الدنيا عليك ،و تصبح كشرنقة فاجئها بروحك القوية ؛التي ستخرج من تلك الشرنقة محلقة في السماء كأجمل فراشة …
اشعر حبيبي اشعر بكل تفصيلة … لا تحاول أن توقف قدرتك علي الإحساس … مهما كان الألم تحمل … افتح أبواب مشاعرك و امتص كل لحظة … فتلك المشاعر هي التي تجبرك علي التغيير؛ هي التي تكسر أقشواك روحك … و تحولها لزهرة راقية بلا أشواك …
تمسك بقوة بكل لحظة سعادة … بكل لحظة حب … و تقبل التغيير فإنه أحد أسلحة الدنيا الحادة …
لكنه أيضا يمر … بل و يحمل معه دائما مغامرة أو مفاجئة جديدة … تقبله حبيبي و كن جاهزا له … فلا شئ يدوم إلي الأبد … و كل مرحلة حديدة من حياتك تحتاج لنوع جديد من الأسلحة ..
اعلم حبيبي أنك بديع الصنع … بديع الخلق … أنت تحفة الخالق … أجمل من شروق الشمس … أقوي من الريح و الإعصار … أكثر سحرا من البحر … فقد خلقنا الله بعد كل ذلك … كجوهرة التاج … فكن فخورا … سعيدا … واثقا أن الذي خلقك لن يتركك … و إنه لم يخلقك ليعذبك … و إنما ليهذبك …
و إذا وجدت نفسك يوما وحيدا … اعرف أن روحي ستنتظرك علي جسر ذهبي بين هذه الدنيا و الحياة التي خُلقنا لها … و سأكون فخورة بك … لأنك مشروعي الوحيد و معركتي الوحيدة..