الحضانة والرؤية والإستضافة ومناقشة قانون الأسرة
بقلم المستشار / أحمد شلبى
- المحامى بالنقض والإدارية والدستورية العليا .
فى البداية يجب أن ننوه الى أن قانون الأسرة برمته يجب إعادة النظر فيه من كافة مناحيه وجوانبه فى ظل إرتفاع حالات الطلاق فى مصر فقد أصبح القانون لا يتناسب مع الوضع الحالى فمصر أصبحت الأولى عالميا فى نسبة الطلاق وهذا له أسباب كثيرة ومنها الظروف الإجتماعية وعدم الوعى من جانب الزوج والزوجة وإنعدام ثقافة مسئوليات الحياة الزوجية إضافة إلى تدخل الأهل وغاليا يؤثر بالسلب وفى النهاية يكون الطفل هو الضحية ونخلق بأيدينا أطفالا يجدوا أنفسهم فى مناخ غير مناسب من الإستقرار والوعى والتربية السليمة .
وعندما نناقش قوانين الرؤية والإستضافة وبصفة عامة قانون الأسرة نجد أنفسنا أمام قضية شائكة للغاية وعندما نحكم على شىء أو نريد تغييره يجب أن يطرح للمناقشة المجتمعية وسماع رأى الزوج والزوجة وكذلك أهل الخبرة والقانونيين لفض الإشتباك الذى يملأ محاكم الأسرة من قضايا متعددة .
كما أنه يجب أن نضع فى الحسابات أن هناك مشروع قانون يناقش الأن بمجلس النواب وغالبا ما سيتم التصويت عليه فى الدورة الحالية ونعود ونكرر أنه قبل التصويت على أية تعديلات وخاصة ما يخص الحضانة والرؤية والإستضافة يجب أن يطرح للمناقشة المجتمعية الكاملة فهناك أراء كثيرة ومنها مثلا إنتقال حضانة الطفل من الأم الى الأب مباشرة عند زواجها من أجنبى بعد ان كانت الحضانة تنتقل الى الجدة للام ثم الجدة للاب وفى هذه الحالة نجد ان هذا التعديل يضر كثيرا بمصلحة الطفل الذى يجب أن نضعه فى أول الإعتبار وأن هناك نتائج خطيرة من وراء هذا الرأى وهو إختيار الأم الغير مناسبة لتربية الطفل لو كان الاب متزوجا من اخرى ( زوجة الأب ) وهو ما يؤدى الى حرمان الطفل من والدته التى تعطف عليه ولا يوجد من يعطف على الطفل إلا والدته ولا تستطيع زوجة الأب أن تقوم بالدور المطلوب من تربية طفل أخر غير إبنها حتى وإن كان الاب غير متزوج فهو لا يستطيع أيضا سد إحتياجات الطفل ومتابعته فى مراحل التعليم نظرا لإنشغاله فى العمل وكل هذا يؤدى إلى تشتت الطفل ويمكن أن يحوله إلى طفل عدوانى أو إنطوائى منعزل وأن الطفل عادة يكون أكثر إرتباطا بوالدته فى كل مراحل حياته بحكم قيامها بكل الأدوار الأساسية فى حياته والتى يصعب تعويضها مع أى شخص أخر حتى لو كان الأب .
أما بالنسبة للإستضافة والرؤية فنجد أن الأب لا يستطيع أن يرى أبنائه إلا بعد رفع دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة وبعد عدة جلسات وعدة شهور نجد أن الأب لا يستطيع إلا رؤية أبنائه فى مركز شباب قريب من محل سكن الطفل مرة واحدة كل إسبوع وغاليا تكون يوم جمعة لمدة لا تزيد عن خمس ساعات وتحت إشراف أخصائى إجتماعى !!! فهل هذا جو ملائم للطفل ؟؟؟ وهل عندما يتحصل الأب على حكم بالإستضافة مثلا لمدة إسبوع او إسبوعين فى العام على مرحلتين وتقوم الأم بتسليم الطفل بمحضر رسمى فى قسم الشرطة للأب وتعود بإستلامه بنفس الطريقة !!! فهل ننتظر بعد ذلك طفلا سويا مبدعا ومبتكرا ينفع نفسه وينفع المجتمع ؟؟؟ فالطفل يجب إن يتربى فى بيئة صالحة لكى يكبر وينضج ويكون شابا واعيا يقود البلاد ، فالشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل - فيجب على الام والاب والأهل تحمل المسئولية تجاه اولادهم ويجب أن ينكروا ذاتهم ويتحملوا أعباء الحياة الإجتماعية أكثر من ذلك فالزواج والاطفال مسئولية كبيرة وثقافة التربية الصحيحة شبه منعدمة فى المجتمع ونجد فى هذه الأيام ظاهرة خطيرة وهى زواج الأطفال وبموافقة ومباركة من الأهل وهذه كارثة أعظم ولابد أن نجد لها حل - يجب أن نتكاتف جميعا لوضع تصور مقبول لتعديل قانون الأسرة يتماشى مع الوضع الحالى - ولنا حديث أخر فى هذه الامور عندما يطرح القانون للمناقشة المجتمعية .